مضى قطار امتحانات الثانوية العامة بسرعة، حيث انتهى الطلاب من أداء 4 مواد أساسية هى اللغة العربية واللغة الأجنبية الثانية والكيمياء والجغرافيا. غرفة العمليات المركزية التى شكلتها وزارة التربية والتعليم لم تتلق أى شكاوى ضخمة، باستثناء حالات بسيطة من الغش المعتادة.

و الملاحظ أن بعد مرور ما يقرب من ثلث امتحانات الثانوية العامة أن الاستعدادات كانت جيدة ومحكمة لاسيما فيما يتعلق بمستوى الأسئلة وتدرجها وقياسها لنواتج التعلم مع إحكام السيطرة على مواقع الغش الإلكترونية وعقد الامتحانات فى لجان مؤمنة ومراقبة بالكاميرات، حيث تم تشغيل خاصية الفار لرصد أى مخالفات تحدث داخل اللجان، علاوة على نقل الأسئلة إلى المدارس تحت تأمين كامل من قبل الأمن الإدارى بالإدارات والمديريات وأفراد الشرطة.

أحمد النومى

المسئولون عن امتحانات هذا العام تلافوا أخطاء العام الماضى، حيث قرر الدكتور رضا حجازى عمل باركود لكل طالب على ورقة البابل شيت وورقة الأسئلة هذا العام، وهو تجاوب مع مقترحات سبق وأن طالب بها العديد من خبراء التعليم.

وزارة التربية والتعليم وضعت نصب عينيها كوارث حدثت العام الماضى فى تصحيح أوراق الطلاب بالخطأ، وحرمان الطالب وولى الأمر من الاطلاع على كراسة الأسئلة.

كما نجحت خطة الوزارة فى مواجهة آفة كل عام وهى الغش، حيث استخدمت اللجان العصا الإلكترونية للكشف عن المعادن لمنع دخول الهاتف المحمول مع الطلاب للجان الامتحانات، كما منعت دخول الساعات الإلكترونية للسيطرة على وسائل الغش.

وبحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة من وزارة التربية والتعليم فقد بلغت حالات الغش فى المواد الأربعة نحو 13 حالة غش وهو معدل قليل مقارنة بحالات الغش العام الماضى.

وتمكن أعضاء فريق مكافحة الغش الإلكترونى من خلال متابعة غرفة العمليات المركزية لسير الامتحانات فى كافة المحافظات، من رصد 3 حالات غش إلكترونى فى مادة اللغة الأجنبية الثانية، فى محافظات: الجيزة، الدقهلية، قنا.

و تمكن أعضاء فريق مكافحة الغش الإلكترونى من رصد عدد ( 5) حالات غش إلكتروني، فى امتحان اللغة العربية، بمحافظات (القاهرة، والشرقية، والغربية، وقنا، ومطروح) بعد مرور نصف ساعة من بداية الامتحان، حيث تم ضبط هؤلاء الطلاب لدى قيامهم بالغش باستخدام الهاتف المحمول، ونشر أجزاء من أسئلة امتحان مادة اللغة العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وقد تم التحفظ على أجهزة الهواتف المحمولة المستخدمة، وعمل محاضر إثبات حالة بالوقائع المضبوطة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الطلاب، الذين تم ضبطهم، وتطبيق القرار الوزارى رقم (34) لسنة 2018 بشأن تنظيم أحوال إلغاء الامتحان، والحرمان منه، والقانون رقم (205) لسنة 2020 بشأن مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات.

و تمكن أعضاء فريق مكافحة الغش الإلكترونى من رصد عدد (5) حالات غش إلكتروني، منها 3 حالات أثناء امتحان مادة الكيمياء بمحافظات (الشرقية، الدقهلية، الجيزة)، وحالتين فى امتحان مادة الجغرافيا بمحافظتى (الغربية، وبنى سويف)، حيث تم ضبط هؤلاء الطلاب لدى قيامهم بالغش باستخدام الهاتف المحمول، وقد تم التحفظ على أجهزة الهواتف المحمولة المستخدمة، وعمل محاضر إثبات حالة بالوقائع المضبوطة.

ورغم أن مستوى الأسئلة فى الامتحانات السابقة جاءت واضحة وسهلة إلا أن مستوى امتحان مادة الكيمياء تباينت الآراء حوله بين الصعوبة والأسئلة، التى تحتاج إلى مستوى فهم أعلى.

وشكا طلاب الثانوية العامة من صعوبة امتحان مادة الكيمياء للثانوية العامة، مؤكدين أن الأسئلة صعبة وفى مستوى مدرس المادة وليس الطالب، كما دخل بعض الطلاب فى حالة من البكاء بسبب صعوبة الامتحان، موضحين أن الأسئلة جميعها غير مباشرة، خاصة الكيمياء العضوية، كما طالبوا بمراعاتهم فى عملية التصحيح ورصد الدرجات لتعويض صعوبة الامتحان.

من جانبه، أكد الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى أن أعمال تصحيح امتحانات الثانوية العامة تبدأ بعد مراجعة لجنة من ١٠ خبراء لدقة صياغة أسئلة الامتحان ونموذج الإجابة الخاص به، موجهًا بمراجعة لجنة الخبراء لامتحان الثانوية العامة لمادة الكيمياء ونموذج الإجابة الخاص به، وذلك بعد ما تردد من شكاوى بشأن صعوبة الامتحان.

وأوضح الدكتور رضا حجازى أن التصحيح الإلكترونى يحدد معامل الصعوبة لكل سؤال، مضيفا أنه إذا اتضح أن هناك سؤالا معامل صعوبته أكثر من المحدد له يتم اتخاذ الإجراء المناسب الذى يراعى صالح أبنائنا الطلاب وبما يحقق أيضا مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص.

وأكدت مصادر مسئولة بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أن امتحان الكيمياء للثانوية العامة ليس تعجيزيه، موضحة أن الأسئلة وفق المواصفات الفنية للورقة الامتحانية وراعت جميع المستويات الطلابية.

وحسب مصادر مسئولة فإنه من المتوقع أن تعلن نتيجة امتحانات الثانوية العامة فى الأسبوع الأخير من الشهر القادم طبقا للجدول الزمني، الذى تم وضعه لأعمال التصحيح ورصد الدرجات فى الكنترولات الرئيسية الأربعة.

كانت وزارة التربية والتعليم قد اتخذت عدة ضوابط لمنع الغش فى الامتحانات منها وقف التحويلات إلى مدارس بعينها ثم تركيب كاميرات مراقبة فى اللجان لرصد أى مخالفات قد تحدث، إضافة إلى وضع باركود فى كراسة الأسئلة لضبط أى طالب يقوم بتصوير أسئلة أو أجوبة، كما تم تشكيل فريق لمكافحة الغش الإلكترونى بديوان الوزارة مهمته تتبع صفحات الغش لرصد أى تداول للأسئلة يتم، كما أكدت الوزارة أنه لا تسريب لأسئلة امتحانات الثانوية العامة.

وحسب مصادر بالوزارة فقد جاءت أن نسبة النجاح فى مادة اللغة  العربية، مرتفعة ومبشرة، و نسبة النجاح أكثر من 90%، و كان الوزير قد قام بعدد من الجولات المكوكية لعدد من المحافظات؛ لمتابعة سير العملية الامتحانية، حيث أكد الدكتور رضا حجازى حرص الوزارة على تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين أبنائنا الطلاب بالثانوية العامة، وأن الوزارة تكافح الغش لتحقيق العدالة بين جميع الطلاب، لافتاً إلى أن امتحانات الثانوية العامة هذا العام بدأت هادئة، وأن دورنا أن نعطى كل طالب حقه.

واطمأن الوزير على أداء الطلاب فى الامتحان، والتأكد من الحل فى ورقة إجابة البابل شيت، وورقة إجابة الأسئلة المقالية، مستوى الامتحان ووضوح الأسئلة، وأكد الملاحظون الالتزام بالتعليمات الخاصة بالامتحانات، وتوفير المناخ الملائم للطلاب لتأدية الامتحان فى جو مناسب وتوفير الطمأنينة والراحة النفسية.

واطمأن الوزير على توزيع كتيب المفاهيم للطلاب، وتوزيع نماذج الأسئلة الأربعة على الطلاب بطريقة صحيحة، وقيام الطلاب بتسجيل بياناتهم على ورقة الإجابة البابل شيت، وورقة إجابة الأسئلة المقالية، وكراسة الأسئلة بصورة صحيحة، والتأكد من قيام الطالب بتظليل المربعات الدالة على أرقام الجلوس، ومراجعة الملاحظين والتوقيع عليها بصحة البيانات.

وتأكد الدكتور رضا حجازى من قيام الطلاب بتسجيل بياناتهم على ورقة البابل شيت وورقة إجابة الأسئلة المقالية وكراسة الأسئلة بصورة صحيحة، مؤكدًا الاعتداد فقط بالإجابة فى البابل شيت وورقة إجابة الأسئلة المقالية وعدم الكتابة فى كراسة الأسئلة.

ووجه الوزير أيضا الملاحظين بالتأكد من قيام الطلاب بتظليل المربعات الدالة على أرقام الجلوس، ومراجعتها قبل التوقيع عليها بصحة البيانات.

مؤكدا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى هو الداعم الأول لتطوير العملية التعليمية فى مصر وأمر بتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لعملية التطوير سواء من خلال وضع مناهج وأساليب تدريس حديثه وفقاً لأحدث الوسائل التكنولوجية، وتعيين معلمين جدد لسد العجز وتلبية احتياجات المدارس، وبناء وتطوير مدارس جديده لتقليل كثافة الفصول.