من خلف الجدران والنزوح والشتات وتحت أصوات الرصاص يطلق الشعب السوداني صرخات لوقف الحرب، فهو شعب محب للسلام ويبغض الحرب وتداعياتها القاسية خاصة فى ظل احتدام معارك الخرطوم التي تحولت لحرب عصابات وشوارع تقوم خلالها، وفق روايات الفارين من جحيم الحرب، قوات الدعم السريع تقوم بإخراج السكان من منازلهم ثم تستولي على ممتلكاتهم وأحيانا تتخذ منهم دروعا بشريا تحتمي بها من مطاردة الجيش السوداني الذي بدأ مؤخرا فى تحقيق انتصارات بالخرطوم لسببين، الأول اكتشاف بعض الخونة من الطابور الخامس الذين يعملون مع قوات الدعم السريع مقابل مبالغ مالية يتم دفعها لهم ومع ضعف تقديم الدعم المالي لهؤلاء تعطى لهم الأوامر بالسلب والنهب للممتلكات والأمر الثاني أنه كلما استسلم بعض جنود قوات الدعم السريع للجيش ينضم إليه مرتزقة من المناطق النائية، وبالتالي من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة استسلام بعض قوات الدعم السريع إلى الجيش السوداني لسببين هما أن الجميع مع الجيش السودانى والثاني مطالبة القيادات السياسية بالعودة إلى رؤية الجيش باندماج قوات الدعم السريع على مدى زمني لا يتجاوز العامين ولكن قائدها رفض وأصر على أن يكون بعد عشرين عاما وهو الأمر الذي كان سببا فى اشتعال الحرب واليوم بدأت كل المؤتمرات والمبادرات العربية والدولية تطالب بوقف الحرب والبحث عن حلول سلمية تحقن دماء الشعب السوداني بينما يرى البعض أن الأموال التي استولت عليها قوات الدعم السريع يجب أن تذهب لإعادة بناء ما دمرته الحرب خاصة وأن هذه الأموال موجودة فى داخل السودان لكن الجزء الأكبر منها فى إحدى الدول العربية والتي أصبحت هي كذلك مقتنعة بضرورة وقف الحرب ولذا متوقع تطورات مهمة فى هذا الاتجاه خلال الأشهر المقبلة وقبل نهاية العام الحالي 2023، وكانت مصر قد استضافت قمة دول جوار السودان فى القاهرة لدعم إنهاء الحرب حرصا من الرئيس عبدالفتاح السيسي على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل، ووضع آليات فاعلة لتسوية الأزمة فى السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.

ومتوقع أن يشكل رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان حكومة جديدة لتصريف الأعمال وإدارة المرحلة الانتقالية والمشاركة فى مفاوضات الحل السياسي.

بينما يرى المجتمع الدولى حاليا أن الدعم السريع ليس أمامه أي مستقبل سوى الاستسلام وإنهاء الحرب.