بعد التطور الخطير فى مجريات الحرب بين روسيا وأوكرانيا بات من اليقين أن هذه الحرب قد تستمر لعدة سنوات، وربما تأخذ مجرى أكثر خطورة إذا دخل حلف الناتو فى مواجهة مباشرة مع الجيش الروسي!! عندها ستصبح كل أوروبا أهدافا مشروعة للهجمات الروسية، الأمر الذي يقلق بشدة أصحاب القرار فى القارة العجوز، فهل يخاطرون بدمار حضارتهم وشعوبهم فى حرب من الممكن جدًا إنهاءها ببعض التنازلات التي تقبلها روسيا؟! أم يسيرون وراء السياســـة التصعيديــــة،
التى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية؟! والتى تسعى لتحقيق أهداف أقل ما توصف به أنها أهداف تخدم المصالح الأمريكية على حساب تدمير الاقتصاد الأوروبى، وربما
ما هو أبعد من ذلك؟!. ويتوقع الكثير من المحللين السياسيين أن الساسة الأوروبيين وصانعى القرار فى الاتحاد الأوروبى يحاولون التقرب أكثر مع الصين، والتي تعتبرها أمريكا العدو الأول للمصالح الأمريكية، فكيف إذا للاتحاد الأوروبي أن يوازن بين التحالف مع أمريكا أمام المصالح مع الصين؟!.. كل هذه الأسئلة قد يصعب الإجابة عنها بصورة مباشرة، لكن المراقب للسياسات الأوروبية سيلاحظ أن هناك خططا بعضها معلن وبعضها سرى فى محاولة لربط الاقتصاد الأوروبى باقتصادات أخرى خارج القارة، تحسبا لوقوع حرب مباشرة مع روسيا، وقد تطرق بعض المحللين السياسيين والاقتصاديين إلى أن بعض دول أوروبا، قد تلجأ إلى نقل بعض مصانعها إلى دول مستعمراتها القديمة فى إفريقيا، خاصة دول شمال إفريقيا، حيث القرب الجغرافى وترابط المصالح ووفرة الطاقة وسهولة النقل، إضافة إلى المساحات الواسعة من الأراضى.
ويبقى سؤال هل تقبل تلك الدول أن ينقل إليها مصانع من دول حلف الناتو فى حالة دخول الحلف فى مواجهة مباشرة مع الاتحاد الروسى؟! وللإجابة عن هذا السؤال سيكون أمام صانع القرار موازنة المصالح والابتعاد عن الدخول فى صراعات القوى الكبرى ومحاولة الاستفادة من الجميع دون انحياز لأى طرف من أطراف النزاع، ولا مانع من أن تكون العلاقات متوازنة مع كافة الأطراف.