ما زالت السياحة هى الجواد الرابح للخروج من الأزمة الحالية ومصدر مهم للعملة الصعبة وفتح فرص للعمالة وقاطرة التنمية للعديد من الصناعات المرتبطة بها، حيث آلاف المصانع وملايين العمال تعمل لخدمة هذه الصناعة بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
وقد أكدت معظم التقارير الدولية عن أهمية السياحة وموقع مصر بالنسبة للسياحة العالمية سواء السياحة الثقافية بما لدينا من آثار وقد قرب موعد افتتاح المتحف الكبير.. وأصبح لدينا العديد من المتاحف بمعظم المناطق الأثرية بمحافظات مصر لعرض كنوز مصر الأثرية التى تعبر عن عصور مهمة فى تاريخ مصرنا القديم.
وفى الفترة الأخيرة كان هناك العديد من الاكتشافات الأثرية لبعثات مصرية وأجنبية مشتركة أكدت أن مصر لديها كنوز كثيرة لم تكشف عنها بعد.
والسياحة أنواع: منها الثقافية وسياحة الشواطئ والاستجمام وسياحة الصحراء والسفارى والسياحة العلاجية.. ويعتبر النوعان الأخيران من أهم أنواع السياحة التى تجذب نوعية خاصة من السياح لديها طبيعة وقدرة خاصة.
فلدينا سياحة السفارى الجبلى وهناك 10 مراكز بمحافظات البحر الأحمر وجنوب سيناء ونستحق أن يقام لها مسابقات عالمية لتستثمر إمكاناتنا التى يندر أن تتوافر لبلدان كثيرة.
أما السياحة العلاجية فتحدث عنها بما تشاء ولكن مازلنا فى أول الطريق رغم جهود العديد من المستثمرين من أبناء الوطن فى هذا المجال ولكن يحتاج إلى تضافر الجهود للتعريف بهذه الأماكن عالميًا ضمن الحملات التى تقوم بها هيئة تنشيط السياحة وغيرها من الجهات المختصة.
ويجب أن نضع فى الاعتبار أن الطاقة الفندقية الحالية تحتاج إلى استثمار فى أعمال الصيانة والتجديد وإضافة آلاف الغرف الفندقية لاستيعاب أعداد السائحين المخطط استقبالهم ضمن خطة مصر للوصول إلى 30 مليون سائح.
أعتقد أن هذا هو الطريق الواضح والسهل والسريع لحدوث المعادلة بين ما هو كائن وما يجب أن يكون وتوفير احتياجات الدولة من العملات الصعبة لزوم توفير احتياجاتنا والتنمية وفقًا لخطة الدولة.
وهناك تشجيع من الدولة للاستثمار السياحى المصرى والعربى للوصول إلى رقم 30 مليون سائح، بل أيضًا طرح المبانى والقصور الرئاسية التى كانت تشغلها الوزارات والهيئات وسط القاهرة لتحويلها إلى منشآت فندقية بعد انتقال الوزارات إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
ولكن تبقى نقطة مهمة وهى ثقافة المواطن المصرى تجاه السائح وكيفية التعامل معه منذ وصوله إلى أحد المنافذ الجوية أو البرية أو البحرية فى حسن المعاملة وعدم الاستغلال والابتسامة وهى ثقافة نحتاج إليها ويجب أن نبدأ من طالب المدرسة إلى الموظف والعامل وكل فئات الشعب لأن أول انطباع لدى السائح هو المعاملة التى يلقاها فى أى بلد.
مخاطر تقنيات الذكاء الاصطناعى
الذكاء الاصطناعى ليس نقمة ولكن التلاعب به هو الخطورة وغياب أخلاقيات العلم هى الكارثة فقد حلمنا بمساعد من غير البشر لتيسير الحياة وتقليل الأعباء وحل الإشكاليات وزيادة القدرة على الإعجاز وربط المتغيرات.. ولكن أى تقنية يمكن التلاعب بها وتحويلها إلى آلة للتدمير وهذا ما يتم الآن بالفعل.
يجب وضع أخلاقيات العلم وتقنينه مع دراسة الأبعاد السياسية والأمنية للتقنيات وأثارها فى أحكام الشريعة والفقه والعقيدة.. فقد نقود هذه التقنيات إلى عالم بلا دين فى ضوء دعوات تلوح بظهور دين التقنية.. والمطالبة بنزع قدسية المقدسات، بل وهناك حركة للقضاء على الجنس البشرى تسمى الحركة الطوعية لانقراض الجنس البشرى.
فالذكاء الاصطناعى جاء ليطرح بديلا عن الجنس البشرى.. فإلى أى مدى يتآمرون ضد الحياة البشرية.
هل نحن نتابع ما يتم فى هذا الاتجاه من تطور لاستخدام الذكاء الاصطناعى وما هو لخدمة البشر.. وهل هو ضد الجنس البشرى وهل يؤثر على أخلاقيات وثوابت الأديان والمعتقدات م سيصبح الإنسان عبدًا للآله التى اخترعها ويصبح مجرد رقم فى المعادلة.
أين نحن من هذا العالم وتطوره السريع فى الغرب والحروب المستقبلية ومستقبل اقتصاديات العالم.. وهل فعلًا ستختفى وظائف موجودة الآن فى المستقبل سنكون لسنا فى حاجة إليها.
لدينا العديد من النماذج الآن فى أكثر من مجال وكيف تتطور الأمور ومنها صناعة الروبوت وتطوره الهائل واستخدماته الكثيرة وعلى سبيل المثال قيادة فرقة موسيقية والقيام بعمليات جراحية وغيرها.
أين الجامعات ومؤسسات التعليم من هذا التطور الهائل وهل نحن فى الطريق وسنتقابل ونكون جزء منه ولنا اختراعاتنا أم سنظل مستقبلين ومستوردين للتكنولوجيا من الغرب وتسرق العقول البشرية المبدعة من العالم العربى لتخدم الغرب من خلال إعداد بيئة مواتية لهذا العالم.
لقد تحول القضاء السيبرانى إلى مجال جديد واسع وصعب السيطرة عليه والإلمام بكل جوانيه والسيطرة ستكون للأقوى والذى لديه القدرة على الإبداع والتحكم فى هذا العالم.
ولدينا مثال من أمثلة عديدة نراها كل يوم فيما يدور من صراع بين الصين وأمريكا واكتشاف بالونة للتجسس وأخيرًا سرقة ملفات من البنتاجون.. والسيطرة على سرعة انتشار الجيش الأمريكى من خلال أدوات كثيرة منها شبكات المياه والصرف.
أما نحن فلنا العديد من الجوانب السلبية التى أثرت على حياة العديد منا فى وسائل التواصل والتوحد والخضوع لما يبث لنا من خلالها جزء كبير من هذا الملف وأشياء أخرى تستحق القراءة فى كتاب د. هبة جمال الدين من إصدار دار المعارف.

هناك تشجيع من الدولة للاستثمار السياحى المصرى والعربى للوصول إلى رقم 30 مليون سائح