صالون الرأي
عودة «أبو أجندة»
By amrأغسطس 20, 2023, 13:38 م
465
هشام قاسم يحاول العودة للمشهد السياسى، فيتصدى له كمال أبو عيطة ويذكره بما كان قبل 25 يناير 2011، ويبدأ فاصل جديد من التلاسن، والمعارك الكلامية، بين من سميناهم “النشطاء”، وقلت وأقول وأؤكد أن 25 يناير كانت مثل جبل الجليد الطافى على وجه الماء، الجزء المختفى منه تحت الماء أكبر بكثير من الجزء الظاهر، وكذلك هى، فإذا قلنا إنها ثورة فقد خرج فيها الشباب المصرى البرىء، فى عدد من الميادين المصرية، يعبّر عن حلمه بحياة أكثر حرية، وفرصة أكثر عدلا، وعيشة أكثر كرامة، فهؤلاء هم الأبرياء، تمييزا لهم عن الخونة والعملاء والأيدلوجست (أصحاب الأيديولجيات) الذين ركبوا الثورة، ونصبّوا من أنفسهم قواد وزعماء، وأثاروا الجدل واللغط، وأكثرهم يحمل فى رأسه أفكارا عفنة، مثل تفسير الحرية بالإباحة المطلقة للغريزة، أو الإساءة إلى العقائد والأديان، ومنهم من دعا ضمنيا إلى اتباع أحد معسكرين، إما اليمين الليبرالي الجديد ومشروعه العولمة الغربية الصهيونية وعنوانه الأبرز البرادعى، أو هدم الدولة لصالح مشروع الأممية الشيوعية فى ثوبها الأناركى الفوضوى، ورمزها “الاشتراكيون الثوريون”، وغير ذلك من تهويمات الأمراض الفكرية والنفسية، التى سيطرت على أطياف اليمين الدينى المتطرف، الذى يفسر الإسلام على طريقة الإخوان؛ وصولا لأقصى التنظيمات تطرفا مثل القاعدة وداعش، والإسلام برىء منهم ومما يتخرصون. كل هؤلاء انخرطوا فى مولد 25 يناير الذى لم يكن له صاحب، بعضهم دخل الساحة بزفة مثل زفة الولى، وآخرون تسللوا وذابوا فى الجموع، يحرضون، ويخربون بإيديهم، وأيدى المستأجرين، من العشوائيين، وأطفال الشوارع وكانوا كثر فى هذا الوقت، واستغلوا جوعهم وجهلهم، فقامت الأصابع
“التى لم تعد خفية” بتوظيفهم فى أعمال التخريب والحرق، والنهب والسلب، مقابل وجبة يشتهونها، وورقة مالية لم يحلموا بالتحصل عليها من قبل بالتسول. فلما انكشفت الوجوه والأدوار، أو قل بعض الأدوار، وانقشعت الغمة عن الأمة، بسقوط تنظيم الإخوان، والبرادعية، وثوار الاشتراكية، وتمت السيطرة على أطفال الأناركية، ها هى دورة الأيام تدور ويحاول البعض ممن ذكرنا أوصافهم آنفا، أن يطل برأسه مجددًا، فنرى بعض الذئاب تلبس إهاب الحملان، وبعض الكلاب تنبح
عبر وسائل التواصل، وبعض غربان الشوم من أصحاب الأجندات تعود للتغريد عبر تويتر.