رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

قاضٍ مصرى يفضح العلاقة المشبوهة (2-4)

225

– المخابرات البريطانية استخدمت الإخوان لابتزاز مصر ودول الخليج

نستكمل ما أجراه الفقيه القاضى الدكتور محمد

عبد الوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة، المعروف بأبحاثه الوطنية من دراسة فريدة من نوعها غاية فى الأهمية والدقة بعنوان “الفيلم الوثائقى مذبحة رابعة.. خيال مزور للحقائق وسطو على ثورة شعب ودور المخابرات البريطانية فى الإساءة لتاريخ الشعوب وقادتها فى ضوء التجارب الدولية” وقد عُرض الفيلم بأحد المراكز الثقافية بالعاصمة البريطانية لندن، قامت فيه جماعة الشر مع قرب الذكرى العاشرة لفض اعتصام رابعة المسلح فى 14 أغسطس 2013، ببث الأكاذيب عن فض ما كان وكرًا مسلحًا ومعسكرًا لإعداد وتأهيل كوادر إرهابية، وعبثًا يحاول الفيلم تزوير الواقع والحقائق، التى عاشها المجتمع المصرى وكان شاهدا عليها، ويعرض المفكر القاضى المصرى لأول مرة لدور المخابرات البريطانية فى الإساءة لتاريخ الشعوب وقادتها فى ضوء التجارب الدولية وهو الموضوع الذى لم يتناوله الإعلام المصرى بالتفنيد والتأصيل لقضية الدولة المصرية.

وسوف نعرض للجزء الثانى من تلك الدراسة عن تاريخ العلاقة المريبة بين المخابرات البريطانية وجماعة الإخوان الإرهابية منذ العصر الملكى، حينما كانت مصر موالية لبريطانيا ثم محاولتهم تجهيز الجماعة لتكون بديلاً لنظام جمال عبد الناصر.

أولاً: المخابرات البريطانية قامت بتدعيم وتمويل الإخوان الإرهابية عام 1942 حينما كان النظام الملكى مواليًا لبريطانيا تعزيزًا لمصالحها:

يقول الدكتور محمد خفاجى إنه فى ظل النظام الملكى المصرى الموالى لبريطانيا آنذاك دعمت المخابرات البريطانية جماعة الإخوان الإرهابية تحديدًا عام 1940 تعزيزًا لمصالح بريطانيا، وأقنعت المخابرات البريطانية الملك فاروق أن جماعة الإخوان يعتبرون مقابلا مفيدا لسلطة الحزب السياسى الرئيسى فى البلاد العلمانى والقومى (حزب الوفد والشيوعيين)، وانتهى تقرير المخابرات البريطانية عام 1942  إلى أن القصر الملكى بدأ فى إيجاد مكانة مفيدة لجماعة الإخوان فى ذلك الوقت بناء على رغبة بريطانيا.

ويضيف: وصل الحد ببريطانيا أنها قامت بتمويل جماعة الإخوان الإرهابية من خلال اجتماع عقده مسئولو السفارة البريطانية فى

18 مايو 1942 مع رئيس الوزراء المصرى أمين عثمان باشا، تم خلاله الاتفاق على أن السفارة البريطانية سوف تقدم المساعدة المالية لهم بالإضافة إلى الإعانات التى يقدمها حزب الوفد لجماعة الإخوان المسلمين ستدفعها الحكومة بتكتم وسرية تامة.

ثانيًا: تواطؤ المخابرات البريطانية مع الإخوان الإرهابية لإسقاط الزعيم جمال عبد الناصر وانتصر عليهما (شهادة مارك كيرتس):

يقول الدكتور محمد خفاجى إن التاريخ السرى يثبت تواطؤ المخابرات البريطانية مع الإخوان الإرهابية لإسقاط الزعيم جمال عبد الناصر، يعضده الكاتب الصحفى البريطانى “مارك كيرتس” أورد فى كتاب له بعنوان “الشئون السرية – تواطؤ بريطانيا مع الإسلام الراديكالي” حكاية ما يسمى بـ “الحرب على الإرهاب” فى الغرب، والتى يقول عنها كورتيس إنها نتاج للسياسات الخارجية للقوى الغربية المهيمنة، ويشرح كورتيس التاريخ الطويل لتعاون بريطانيا مع الإخوان والجماعات الإسلامية وتورطها فى أفغانستان وباكستان وكوسوفو ومصر، ويؤكد الكاتب البريطانى تواطؤ بريطانيا مع الإخوان المسلمين فى مصر، وهو إجراء تم اتخاذه فى محاولة لوقف ثورة 23 يوليو 1952 وإسقاط نظام جمال عبد الناصر بعد فترة الرئيس محمد نجيب القصيرة.

ويشير د. محمد خفاجى إلى أن المخابرات البريطانية عام 1955 كانت تراقب بعناية أنشطة جماعة الإخوان الإرهابية المناهضة لنظام الزعيم جمال عبد الناصر، وأعطوا جرعة ثقة للجماعة الإرهابية بأنهم قادرون على تشكيل تحدٍ خطير ضد جمال عبد الناصر، وتشير بعض الدوائر السرية إلى أن هناك أدلة قاطعة على أن المخابرات البريطانية كانت لها اتصالات مع تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية تحديدا فى أواخر عام 1955، عندما زار بعض الإخوان الملك فاروق حينما كان فى المنفى فى إيطاليا، لاستكشاف التعاون ضد عبد الناصر، وفى خلال تلك الفترة قامت بعض البلاد العربية التى كانت تكره جمال عبد الناصر  بتقديم مساعدات لوجستية لجماعة الإخوان الإرهابية، وكان كل ذلك بالتنسيق مع المخابرات البريطانية التى كانت تدعم جماعة الإخوان الإرهابية ضد عبد الناصر، وفقًا لشهادة روبرت باير ضابط وكالة المخابرات المركزية السابق، ورغم كل ذلك إلا أن عبد الناصر انتصر عليهم جميعاً ولم يسقط لأنه كان يدافع عن مصر والأمة العربية، وانتصر الزعيم ناصر عليهما المخابرات البريطانية وجماعة الإخوان الإرهابية.

ثالثًا: السلطات المصرية العظيمة كشفت عام 1956عن شبكة تجسس بريطانية فى البلاد واعتقلت أربعة منهم، وطردت اثنين من الدبلوماسيين المشاركين:

يشير الدكتور محمد خفاجى لواقعة خطيرة تؤكد تفوق السلطات المصرية، ففى أغسطس عام 1956 كشفت السلطات المصرية النقاب عن شبكة تجسس بريطانية فى البلاد واعتقلت أربعة بريطانيين، على رأسهم جيمس سوينبيرن مدير الأعمال فى وكالة الأنباء العربية، الجهة MI6 ومقرها القاهرة. كما طردت السلطات المصرية  اثنين من الدبلوماسيين البريطانيين المشاركين فى جمع المعلومات الاستخبارية، وقد ذكر “ستيفن دوريل” أن المخابرات البريطانية حرضت عناصر طلابية إخوانية اتفقوا معهم على فكرة تشجيع أعمال الشغب والعنف للأصوليين التى يمكن أن توفر ذريعة للتدخل العسكرى بحجة حماية حياة الأوروبيين.

رابعًا: فى العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 اتفقت المخابرات البريطانية مع الإخوان الإرهابية أنهم النظام البديل الجديد لناصر:

يكشف الدكتور محمد خفاجى عن حقائق تاريخية خطيرة ويقول فى العدوان الثلاثى 1956 على مصر فى الحرب التى شنتها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل – وهى الحرب التى تعرف بحرب السويس عند الغرب والعملية قادش عند إسرائيل – قامت المخابرات البريطانية بتطوير الاتصالات مع جماعة الإخوان الإرهابية كجزء من خطط الإطاحة بالزعيم جمال عبد الناصر، واتفقت المخابرات البريطانية مع جماعة الإخوان الإرهابية أنهم النظام البديل الجديد الذى سوف يحكم مصر.

وبدأت الغارات الجوية على القاهرة ومنطقة القناة والإسكندرية وتم العدوان على بورسعيد التى ضربت بالطائرات والقوات البحرية تمهيدًا لعمليات الإنزال الجوى بالمظلات إلا أن المقاومة الشعبية ببورسعيد قاومت الاحتلال بكل شراسة ونضال دفاعا عن تراب الوطن ووجه الاتحاد السوفيتى إنذاراً إلى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وأعلن عن تصميمه على محو العدوان، كما استهجنت أمريكا العدوان على مصر مما أدى إلى وقف إطلاق النار، وتم إنزال العلم البريطانى من فوق مبنى هيئة قناة السويس ببورسعيد، وانسحبت قوات العدوان  واستردت مصر قناة السويس. وخرجت مصر منتصرة ، وسحبت الحكومات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية قواتها فى أواخر ذات عام 1956.

خامسًا: المخابرات البريطانية توظف الإخوان ضد مصر والمصالح العربية لدول الخليج لابتزاز نفطها

يذكر الدكتور محمد خفاجى أن المخابرات البريطانية توظف الإخوان ضد مصر بحسبانها أكبر دولة فى المنطقة وقيادتهم لها تعنى تملك الأمة العربية، كما أن المخابرات البريطانية توظف الجماعة الإرهابية أيضًا ضد المصالح العربية لدول الخليج، وهذا ما أعلنه البريطانى سيمون بيرس عام 2015 فى صحيفة الجارديان أن دول الخليج لجأت إلى فكرة الضغط على إنجلترا لإبعاد جماعة الإخوان الإرهابية عن دول الخليج فى مقابل صفقات النفط والأسلحة التى تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، والرأى عندى أن رغبة دول الخليج المشار إليها جعلت مصلحة المخابرات البريطانية توظيف جماعة الإخوان فى دول الخليج لابتزاز نفطها، فضلا عن أن المخابرات البريطانية عمدت أيضًا على اختراق إذاعة بى بى سى بعناصر متعاطفة مع جماعة الإخوان الإرهابية.

وبهذا الجزء الثانى الخطير يكون القاضى المصرى الدكتور محمد خفاجى قد كشف عن تاريخ العلاقة المريبة بين المخابرات البريطانية وجماعة الإخوان الإرهابية منذ العصر الملكى حينما كانت مصر موالية لبريطانيا، ثم محاولتهم تجهيز الجماعة لتكون بديلا لنظام جمال عبد الناصر، ونعرض فى العدد القادم الجزء الثالث من تلك الدراسة.

الحلقة الثالثة.. العدد المقبل