أشرنا فى المقال السابق أن مصر تحتل المرتبة الحادية عشر عالميًا فى إنتاج واستهلاك السكر، وأن لديها خبرة طويلة فى هذه الصناعة مكّنتها من تصنيع معدات وإنشاء مصانع السكر فى بعض دول المنطقة.

فقد أنشئ أول مصنع لاستخراج السكر من القصب فى مدينة أبو قرقاص عام 1897، وعدلت معداته فى تسعينات القرن الماضى لاستخراج السكر من البنجر.

أما أول مصنع حديث لسكر البنجر فقد أنشئ بكفر الشيخ عام 1980، تم توالت المصانع الحكومية فى الدقهلية، والبحيرة، والمنيا، والإسكندرية، والشرقية، ثم دخل القطاع الخاص فى هذه الصناعة عام 2005.

ونعود لمنطقة النوبارية ومصنعها بمحافظة البحيرة، حيث أراضى البحيرة الأصلح لزراعة البنجر، ولكنه لا يزرع فى ذات الأرض إلا كل ثلاث سنوات، مع ملاحظة أن البنجر لا يصلح للتخزين، ويجب أن يورد مباشرة للمصانع بعد الحصاد، ولذلك يجب على كل مصنع أن يضع برنامج زمنى للحصاد والتوريد اليومى – حسب طاقته – طوال الموسم من فبراير إلى مارسن ومن يونيو إلى أغسطس بالاتفاق مع المزارعين المتعاقد معهم سواء كانوا أفراد أو مزارع.

ومصنع النوبارية يخدم 65 ألف فدان لحوالى 25 ألف مزارع، ومتوسط إنتاج الفدان من 30 إلى 35 طن ويستقبل المصنع يوميا من 18 ألف إلى 20 ألف طن بنجر فى اليوم، حيث يتم الوزن ثم تؤخذ العينات ويتم تحليلها فى المعمل لتحديد درجة التركيز ومدى النقاء من الشوائب، حيث يصرف المصنع حوافز للنقاء ولدرجة تركيز السكر، مع تدرج الأسعار من 1500 جنيها إلى 1300 حسب تواريخ التوريد، وإذا كانت زراعات مبكرة أو فى نهاية الموسم، والمصنع ينتج من 150 إلى 180 ألف طن سكر فى العام.

وهنا يتسائل العاملون فى المصنع – وأضم صوتى لهم – لماذا لا تعود للنظام القديم ولو من خلال التموين لصرف السكر والرز السائب، وهو ما يوفر أكثر من 2 جنيه فى كل كيلو، فضلا عن اختصار الوقت والجهد وتخفيض الهالك!، خاصة أن الصناعة تعانى حاليا من ارتفاع أسعار البذور والغاز، وهو ما كان يهدد بتراجع المساحات المزروعة لولا تدخل الحكومة مؤخرًا وزيادة أسعار التوريد (القصب والبنجر) بمبلغ 400 جنيه فى الطن، لتحفيز الزراع للاستمرار.

وفى الختام.. شكر واجب للصديقين د. مختار خطاب والمهندس حسن كامل، ولجميع العاملين بالشركة والمصنع الذين يعملون فى أجواء صعبة لولا أن الشركة وفّرت لهم بعض الخدمات الأساسية من مسكن وانتقالات لمواجهة ظروف الغربة والوحدة!