رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

رابحون وخاسرون في دراما منتصف رمضان

550

 

شهد النصف الأول من ماراثون الدراما في رمضان، منافسة شديدة بين النجمات والنجوم الذين حاولوا الاستحواذ على النصيب الأكبر من كعكة المشاهدة والإعلانات، ونجح بعضهم بالفعل في هذا السباق، واستحقوا لقب الحصان الرابح، فيما خسر آخرون رهان الجمهور عليهم، وهو ما سنعرفه بالتفصيل من خلال السطور القادمة..

الكوميديا تخسر

كعادتها خلال السنوات القليلة الماضية، عادت الأعمال الكوميدية لتحتل مكانتها المعهودة على خريطة الدراما الرمضانية، ولكنها لم تحقق هذا العام نفس نسب المشاهدة والاهتمام التي حظيت بها فى العامين الماضيين.

ورغم حفاظ مسلسل “الكبير أوي” فى جزئه الثامن، على نفس فريق العمل فى الجزءين السابقين السادس والسابع، مع غياب شخصية “فزاع”، إلا أنه بدا هذا العام كما ولو كان موجهاً لصغار السن وحدهم، فتدور أحداثه حول تسلط “الكبير أوي” ورفضه مساعدة عائلته بشكل دائم، فتتم معاقبته على يد كائن أسطوري “الشمامة”، التي تختطفه وتطلب منه مهام مستحيلة وإلا سيظل أسيرها للأبد.

وبدت “إفيهات” المسلسل طوال الوقت إما مكررة وإما تفتقد التوقيت الصحيح وإما غير مضحكة بالمرة، لينتهي به الحال كقصة أطفال تقدم عظة أخلاقية حول ضرورة مساعدة الغير.

أما فى مسلسل “أشغال شقة” من إخراج خالد دياب وتأليفه مع شيرين دياب وبطولة هشام ماجد وأسماء جلال ومصطفى غريب، فقد شعر المشاهدون بالمبالغة الشديدة فى تصوير الشخصيات وافتعال الأحداث بهدف إثارة الضحك، كما تعدى المسلسل حدود اللياقة والذوق العام ووقع فى فخ التنمر بسخريته الشديدة من الزوجة الزائدة الوزن ونهمها للطعام بعد الولادة، أو تحرش البطل وزملائه بالمربية الجميلة.

ورغم جمال وغرابة فكرة مسلسل “بابا جه” للنجم الكوميدي أكرم حسني، والذي يجسد من خلاله شخصية “هشام” وهو مدير سابق لفندق يفقد عمله بسبب جائحة كورونا ، فيصاب بالإحباط ويتحول إلى شخص تطلق عليه زوجته وابنته “بلا فائدة”، ونتيجة لمفارقة كوميدية يفتتح “هشام” مع ابن عمته مشروعا على الإنترنت بعنوان “بابا جه” يعمل على تأجير خدماته كأب لكل من يحتاجها.

وقد نجح مؤلف العمل فى تفجير الكوميديا من خلال المواقف التي يتعرض لها “هشام” خلال عمله كأب للإيجار، ولكن يعيب المسلسل اللجوء إلى النصائح والوعظ المباشر مع غياب الجانب الكوميدي فى بعض الحلقات.

ويستحق الجزء الثاني من مسلسل “كامل العدد من إخراج خالد الحلفاوي، وبطولة دينا الشربيني وشريف سلامة، لقب أفضل الأعمال الكوميدية فى النصف الأول من رمضان هذا العام، رغم عدم لجوئه إلى أي “إفيهات” كوميدية ، وذلك بسبب ما تميز به من كوميديا ناتجة عن مفارقات مكتوبة بشكل خفيف دون اللجوء للوعظ والإرشاد والنصائح المباشرة، مع حفاظ المسلسل على التوازن بين قصص الأطفال والأجداد.

الخبرة تكسب

أثبت أصحاب الخبرة من الممثلات والممثلين المخضرمين أن الموهبة لا تعترف بالعمر، والأهم هو الصدق فى الأداء والقدرة على التقمص والإقناع ، بغض النظر عن طبيعة الشخصية ومساحة الدور.

ومن أعظم الممثلات المخضرمات أداء فى دراما النصف الأول من رمضان، الفنانة الكبيرة إنعام سالوسة ، والتي تربعت على عرش القلوب وفاجأت الجمهور بظهورها المميز والخاطف فى مسلسل “أعلى نسبة مشاهدة”، حيث جســـدت شخصـــية “أم فتحـــي”، والـــدة الفنان محمد محمود فى المسلسل، وهو الظهور الذي لاقى تفاعلاً كبيراً من الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، والذين أشادوا بظهورها المميز ومشاهدها الطريفة والمؤثرة فى العمل.

كما شاركت الممثلة القديرة أيضاً بدور كوميدي فى مسلسل “أشغال شقة” ، وجسدت شخصية عاملة منزل يستعين بها هشام ماجد من أجل المساعدة فى رعاية ابنيه التوأم، وهو الأمر الذي يضعها فى العديد من المواجهات الكوميدية مع هشام وزوجته فى المسلسل الفنانة أسماء جلال.

وواصلت الفنانة القديرة ميمي جمال تواجدها اللافت على الشاشة فى الفترة الأخيرة، حيث شاركت بعدة أعمال فى موسم رمضان 2024، ومنها مسلسل “الحشاشين” وكذلك مسلسل “العتاولة”، ولكن دورها الأبرز فى مسلسل “كامل العدد 2” مع دينا الشربيني وشريف سلامة وغيرهم من النجوم، وخطف ظهورها المميز فى المسلسل الأنظار، خاصة بسبب خفة ظلها وعودتها للأدوار الكوميدية والاجتماعية .

وجسدت الفنانة ميمي جمال فى مسلسل “كامل العدد” شخصية “فوزية”، جدة أبنائها من زوجها السابق، والذي كان يجسد شخصيته الفنان الراحل مصطفى درويش فى الجزء الأول من المسلسل، وتلقت ميمي جمال الكثير من الإشادات بسبب مواقفها الكوميدية مع دينا الشربيني فى المسلسل، بسبب الاختلافات بينهما فى طريقة تربية الأبناء، وكذلك كونت من خلال الأحداث ثنائياً كوميدياً مع الفنانة إسعاد يونس.

وكعادتها كل رمضان ، تقدم الفنانة القديرة سلوى خطاب دروساً فى الأداء الواثق خفيف الظل وكيفية تقمص الشخصيات المختلفة بسلاسة وعبقرية، كما فعلت هذا العام من خلال دور زوجة طارق النهري الأولى بـ«المعلم»، والتي لا يمكنها الإنجاب، وهي صاحبة الشخصية القوية التي تأمر وتنهى، وتخبر زوجها بما يجب أن يفعله، وتجبر الجميع على طاعتها بسبب طريقتها المميزة فى التفكير.

أما الفنانة انتصار، فقد نجحت بامتياز فى تقديم نموذج لسيدة من الطبقة المتوسطة، تسكن فى منزل صغير بحي الحسين، مع زوجها وبناتها الثلاث ، وظهرت انتصار فى صورة السيدة التي تخلت عن أناقتها وربطت شعرها «كحكة»، وهي طريقة التصفيف الأشهر لـ ربات البيوت، ولفتت الأنظار إليها بشدة من خلال أدائها التلقائي فى مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة».

كما حققت انتصار نجاحًا كبيراً بأدائها الرائع رغم صغر مساحة دورها فى مسلسل «أشغال شاقة»، حين قدمت دور سيدة تساعد فى الأعمال المنزلية، بجانب مشاركتها فى مسلسل «المعلم»، والذي جسدت فيه دور سيدة تزوجت طارق النهري كي تنجب منه ابنًا، واختارتها له زوجة طارق الأولى وهي الفنانة سلوى خطاب