شئون دوليةهام
بيزوس.. أسطورة اقتصادية «تحت التهديد»
By amrأبريل 06, 2018, 22:25 م
1884
كتبت : عفت سعيد
هو خليط من العبقرية الاقتصادية ومبرمج نوعى مبتكر وفريد.. أعطى لشخصه سمات خاصة وغير مألوفة.. جيف بيزوس صاحب أكبر شركة بيع عبر شبكة الإنترنت فى العالم «أمازون».. حياته قصة كفاح تصلح نموذجا للحلم الأمريكى لكن بات يتهدده ملاحقات واتهامات قد تهدد تربعه على عرش أغنى شخص فى العالم.
بداية المشكلة
جاءت عبر رسالة قصيرة أطلقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عبر الشبكة الإلكترونية تضمنت عدة اتهامات نذكر منها اتهام بيزوس بأنه المسئول عن خسارة هيئة البريد الأمريكية لمليارات الدولارات لصالح شركة «أمازون» التى يمتلكها وأن الهيئة تخسر 1,50 دولار فى كل طرد توزعه لصالح أمازون، إلى جانب ذلك فهو متهم باستغلال صحيفته التى يمتلكها «واشنطن بوست» فى الترويج لصالح أمازون وأن شركته تدفع ضرائب قليلة لا تتناسب مع حجم أرباحها الضخمة، كما أن نشاط شركته يهدد استمرار عمل آلاف المراكز التجارية وشركات بيع التجزئة فى البلاد.. ورغم خطورة هذه الاتهامات على استمرار عمل امازون، لم يرد بيزوس حتى الآن على هذه الاتهامات، فى حين دافع مؤيدوه بأن هيئة البريد نفسها أثبتت أنها تجنى أرباحًا طائلة من جراء التعاقد مع امازون العالمية. ونشرالموقع الإخبارى «بى بى سى» رأيًا لـ «جو لينام» مراسل نيوز لشئون الأعمال «أنه من غير المعتاد أن يهاجم رئيس دولة لا يزال فى منصبه شركة بعينها».. وحتى الآن لم يحسم الصراع الخفى بين شركة أمازون وصاحبها بيزوس وترامب، خاصة بعد أن شهد سوق الأسهم بسبب هذا الصراع تراجعا وخسارة لثروة بيزوس بلغت حتى الآن 3,1 مليار دولار فى يوم واحد، وفقا لمؤشر بلومبيرج لأثرياء العالم.
جذور الصراع
والغريب أن هذا الخلاف الذى سيطرت تفاصيله على صفحات المجلات والمواقع الإلكترونية له جذور قد يجهلها البعض فمنذ بداية الحملة الانتخابية للرئيس ترامب عام 2016 تزعمت صحيفة «واشنطن بوست» المملوكة لبيزوس حملة انتقادات لترامب وتولت نشر فضائحه النسائية وعلاقاته بروسيا، وردًا على هذا الهجوم صرح ترامب بأنه عندما يصبح رئيسا فإن عملاق البيع عبر الإنترنت قد يواجهه اتهام الاحتكار، وجاء رد بيزوس حاسمًا متجاهلا هذه التهديدات وعرض رحلة على المرشح الجمهورى الفائز لزيارة الفضاء فى إحدى رحلات الفضاء التى تنظمها شركته «بلو اوريجين» وأنه مستعد لتسخير أفكاره لخدمة بلاده تحت رئاسته.
ومن الواضح أن نجاح أمازون وملحقاتها لم يسلم من هجوم ترامب وحده بل امتد لباقى المتنافسين، كما جاء فى موقع «اكسبريس» الإخبارى إن عددا من رجال الأعمال تذمروا من سيطرة أمازون على سوق التجارة عبر الإنترنت خاصة بعد نجاح الشركة فى إتمام عدة صفقات نذكر منها شراء موقع السوق وسلسلة محلات «هول فودز» الشهيرة واستحواذها أيضًا على شركة «بلينك» المتخصصة فى الكاميرات المنزلية لتقفز أرباح أمازون وأتباعها إلى المليارات من الدولارات، إلى جانب ذلك تزايدت شعبية بيزوس عقب إعلانه أنه بحلول منتصف العام الحالى سيتم زيادة عدد الوظائف الدائمة لديه إلى 280 ألف وظيفة مقابل 180 ألف وظيفة عام 2016 ويضيف جيف بيزوس المدير التنفيذى لشركة «أمازون» أن هذه الوظائف ستكون فى مختلف أنحاء البلاد، ويتوقع عدد من الخبراء الاقتصاديين أن الأمر لن يقف عند هذا الحد، حيث إنه وفقًا للدستور الأمريكى الذى يعطى للرئيس الحق فى مواجهة عجز ميزان المدفوعات اتخاذ ما يراه من قرارات نذكر منها مواجهة الممارسات الاحتكارية فى الداخل والخارج. وبالعودة لشخصيتنا جيف بيزوس فالعالم كله ينتظر ليرى هل لهذا الصراع الدائر على الساحة الأمريكية – الأمريكية نهاية وما هى.
المغامر الصغير
ولد بيزوس عام 1964 لأب يدعى تيدجور جنسن (18 عاما) وأم مراهقة تدعى جاكلين جيس (16 عاما) وكانا طالبان فى المدرسة الثانوية، رحلا معا للزواج نظرًا لرفض ذويهم إتمام هذه الزيجة لحداثة سنهما وترك أبوه الدراسة والتحق بالعمل فى أحد محلات التجزئة ونتيجة لإدمانه شرب الخمر انفصل أبواه وكان عمر بيزوس 17 شهرًا.
وفى عام 1968 تزوجت والدته من مهاجر كوبى يدعى ميجوال بيزوس الذى تبنى بيزوس ليصبح اسمه منذ ذلك الحين جيفرى بريستون بيزوس.
تعليمه وحياته العملية
أمضى بيزوس حياته الأولى متنقلاً بين أسرته الصغيرة وقضاء إجازاته الصيفية عاملاً فى مزرعة أجداده فى ولاية تكساس الأمريكية، ويقول بيزوس عن هذه الفترة من حياته «أنه استمتع بها كثيرًا وأنها أسهمت فى تعليمه الاعتماد على نفسه»، فقد عمل فى إصلاح طواحين الهواء وإطعام الماشية، إلى جانب ذلك إتقان بعض الأعمال المنزلية»، أما عن دراسته فيحدثنا عنها براد ستون فى كتابه عن حياة بيزوس موضحًا أن تفوقه فى مرحلة الثانوية ساعده فى الحصول على منحة دراسية بجامعة برينستون بولاية نيوجيرسى وحصل منها على شهادة فى علوم الحاسب الآلى والهندسة الكهربائية وعمره لم يتجاوز 22 عامًا، والتحق فور تخرجه بمنصب مرموق فى إحدى الشركات العاملة فى مجال المال والأعمال وبعد مرور أربعة أعوام قرر ترك عمله بعد أن أصبح نائبًا لرئيس شركة «بانكرز ترست» الشهيرة، ليبدأ مغامرته شبه المستحيلة وهو فى سن الثلاثين ولم يمض على زواجه غير عام واحد وأخبر زوجته حينها عن ملاحظته المتعلقة بتزايد التعامل عبر شبكة المعلومات الإلكترونية بنسبة خيالية لتصل إلى 2300% سنويًا وعلق قائلًا «إنه لم ير أى شىء ينمو بهذه السرعة الرهيبة، وإنه ينوى أن يبدأ مغامرة قد تنجح أو تفشل»، بهذه الكلمات الموجزة بدأ جيف بيزوس رحلته فى العالم الافتراضى والذى حقق له ارباحًا تتجاوز 110 مليارات دولار وتصدر قائمة أغنى عشر أشخاص فى العالم.
ميلاد امازون
يقول بيزوس إنه فى عام 1994 خطرت له فكرة استغلال الإنترنت فى التسويق والاستثمار واختار اسم COM.RELENTESS ويعنى «المثابر» مقتبسًا اسم فيلم بوليسى شهير عرض عام 1989 ويحكى قصة إصرار اثنين من ضباط الشرطة على القبض على قاتل متسلسل وبعد ذلك غير اسم شركته إلى أمازون ليكون هو الاسم الرسمى لشركته وحاول بيزوس البحث عن شركاء وواجه رفضا من العديد من رجال الأعمال بسبب فكرته غير المسبوقة ولذلك قرر أن يبدأ مشروعه وحده برأس مال لا يتجاوز 100 ألف دولار حصل عليها من والديه واتخذ من جراج منزله مقرًا لشركته الجديدة وافتتح شركته رسميا عام 1995 باسم موقع أمازون دوت كوم وعمل أولا فى تسويق الكتب وامتد نشاطه عبر الولايات المتحدة ليصل إلى 45 دولة أخرى محققا مكاسب لم يكن يتخيلها، كما جاء فى تصريح نشر له.