رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

فض الاشتباك الأمريكى الإسرائيلى فى غزة !

290

جمال رائف

يبدو الموقف الأمريكى تجاه دعم إسرائيل مستغربا للبعض فكيف تنخرط واشنطن ضمن مفاوضات لوقف إطلاق النار وفى نفس الوقت يقر مجلس النواب الأمريكى حزمة مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 26 مليار دولار ثم تعلق الولايات المتحدة الأمريكية شحنات ذخائر كانت فى طريقها إلى تل أبيب بل يتحدث وزير الدفاع الأمريكى “لويد أوستن” عن مراجعة بعض المساعدات الأمنية لإسرائيل، ثم تعلن إدارة بايدن أنها ستتخلف عن الموعد النهائى لتقديم تقرير لكونجرس بشأن إذا كانت إسرائيل تنتهك القانون الإنسانى الدولى فى غزة، فالإدارة الأمريكية ترفض محاسبة إسرائيل فى الداخل أو أمام المجتمع الدولى لهذا تحصنها دائما “بالفيتو”، هذا فى توقيت تشتد خلاله أيضا الخلافات بين بايدن ونتنياهو فى حين أن خط الهاتف بين الطرفين مفتوح طول الوقت، بل أن بايدن الذى لم يستقبل نتنياهو حتى الآن فى البيت الأبيض قرر الذهاب إلى تل أبيب مع بداية الحرب على عزة، علاقة باتت معقدة ومتشابكة ولكن هذا لا يعنى أن لكل طرف مصالحه المنفردة.

 التناغم الكامل بين أمريكا وإسرائيل سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا لا يعنى أن تتخلى واشنطن عن مصالحها من أجل أعين نتنياهو، خاصة أن تنازل أمريكا عن مصالحها على خريطة الصراع الدولى الآن يعنى إتاحة الفرصة أمام تشكل جديد للنظام العالمى المتعدد الأقطاب، لهذا تلويح واشنطن لأول مرة فى وجه إسرائيل بورقة المساعدات العسكرية للضغط على نتنياهو وهو أمر يؤكد الإدراك الأمريكى بكون المصالح الأمريكية فى المنطقة بل على خريطة الصراع الدولى تتضرر بشكل متسارع بسبب تحركات نتنياهو التى لا تراعى مصالح الحليف الأمريكي، وهذا لا يعنى تخلى واشنطن عن تل أبيب بل بالعكس كل ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية هو أن تنفذ إسرائيل أهدافها بما لا يضر المصلحة الأمريكية وهو الأمر الذى يتطلب تنسيقا مفقودًا فى الوقت الراهن بسبب الخلاف بين بايدن ونتنياهو، لهذا يحتاج الأخير لإطالة أمد الحرب بما يؤثر على نتائج الانتخابات الأمريكية وبما يخدم مصلحة إسرائيل، فمن المؤكد أن دخول ترامب إلى البيت الأبيض سيضمن لنتنياهو التحرك بشكل أكثر اندفاعا، لهذا من المتوقع أن تستمر تلك الحرب حتى فى إطار الهدنة لحين موعد الانتخابات الأمريكية القادمة، خاصة وأن نتنياهو يدرك أن مستقبله السياسى مرهون بتلك الحرب الزائفة.