رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

مشكلة غذاء المصريين !

257

محمد نجم

عندنا اقتصاد قوى ومتنوع ولكنه يعانى من “وعكة صحية” لأسباب خارجية وأخرى داخلية.

والعلل الخارجية تتمثل فى التغيرات المناخية، والحرب التجارية بين أمريكا والصين، والروسية الأوكرانية، أما الداخلية فأبرزها تباطؤ النمو فى القطاعين الصناعى والزراعى وتراجع الاستثمارات فيهما، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار.

 المشكلة أن العالم على وشك الدخول فى أزمة غذاء للأسباب السابق ذكرها إلى جانب انتشار الصراعات المسلحة فى الكثير من الدول النامية.

 ولله الحمد نحن ما زلنا فى مرحلة الأمان.

 لكن المشكلة أننا نستورد 25 سلعة أساسية بعضها بنسبة 50% مثل القمح واللحوم، والبعض الآخر بنسبة 80% مثل الزيوت وغيرها.

 وعلى سبيل المثال الإنتاج العالمي من القمح 800 مليون طن، يُستهلك منها 600 مليون فى دول إنتاجه، والباقى يذهب للتجارة العالمية.

 ومصر تستهلك سنويًا 20 مليون طن، تنتج منها محليًا 10 ملايين والباقى نستورده من روسيا وأوكرانيا وبعض الدول الأخرى.

 ومع ذلك.. تمكنا العام الماضى من الوصول بالصادرات الزراعية إلى 10 مليارات دولار، أغلبها من الخضر والفاكهة على الرغم من ارتفاع أسعار الغاز الذى رفع أسعار مكونات الأسمدة “الأمونيا” من 4 إلى 40 دولارًا.

 أضف إلى ذلك أنه جار العمل على استصلاح واستزراع حوالى 4 ملايين من الأفدنة فى الأراضى الجديدة فى جنوب وغرب البلاد.

 وماذا بعد؟.. الإجابة أننا نتضرر بشدة من الأوضاع العالمية غير المواتية وأهمها الحرب الروسية الأوكرانيـــة، والتغيرات المناخيـــة، وحرب “تكسير العظام” بين أمريكا بحجم إنتاج 27 تريليون، والصين بحجم 20 تريليون دولار! يليهم الاتحاد الأوروبى الذى لم نستفد منه بالقدر الكافى على الرغم من وجود اتفاقية الشراكة المصرية – الأوروبية.

 ما تقدم.. ملخص ما دار من أبحاث ومناقشات فى المؤتمر الثلاثين للجمعية المصرية للاقتصاد السياسى والتشريع.. والتى تحاول العودة إلى الصدارة مرة أخرى بخطى حثيثة.

 وأعتقد أن الذى أنجح المؤتمر هو مداخلات رؤساء الجلسات وكلهم خبراء فى مجالاتهم، د. سعد نصار، لواء محمد أبو شادى، د. أسامة كمال، د. فخرى الفقى، ومعهم القديرة د. يمن الحماقى، ود. سعيد عبد الخالق.

 وقد أعجبتنى بعض الكلمات التى قيلت مثل ما قاله د. رابح رتيب رئيس الجمعية والمؤتمر “تدخل الدولة فى الاقتصاد”، مثل الملح فى الغذاء.. الكثير منه ضار والقليل يفسده”.

 وكذلك ما قالته د. يمن الحماقى: المطلوب وضع الرجال الصح فى المكان الصح.

 ختامًا، عادت الجمعية التى كنا ننتظر مؤتمرها السنوى بشغف كبير والعود أحمد.. أحيانًا.