حكايات بخط اليد
وجاءت العروسة بدون فستان زفاف ..
By amrمارس 29, 2018, 20:22 م
2877
كتب: محمد ناصر
فصلتها الجامعة الأمريكية فى بيروت بسبب مشاركتها فى مظاهرات الطلاب الرافضة لحلف بغداد فى منتصف العام الدراسى 1954 وبقرار من الرئيس جمال عبدالناصر التحقت بالجامعة المصرية فى عام 1955.. تفاصيل أخرى فى سيرة المخرجة التسجيلية الكبيرة لبنانية الأصل نبيهة لطفى فى السطور التالية مع ورقة من مذكراتها بخط يد ابنتها السيدة منى مختار..
ولدت نبيهة لطفى فى مدينة صيدا بالجنوب اللبنانى وهناك قضت طفولتها وصباها حتى بلغ عمرها 18 سنة فى عمر الـ (16) تخرجت فى المدرسة الأمريكية هناك والتحقت بالجامعة الأمريكية فى بيروت لتدرس العلوم السياسية والاقتصاد، وبعد فصلها من الجامعة الأمريكية بيروت لمشاركتها فى المظاهرات الرافضة لحلف بغداد التحقت بقسم اللغة العربية فى كلية الآداب بجامعة القاهرة، كما ذكرنا بقرار من الرئيس جمال عبد الناصر وقوفا من مصر مع الطلاب الذين شاركوا فى المظاهرات وفصلتهم الجامعة الأمريكية فى بيروت قبل نهاية العام الدراسى 1954.
.. فى القاهرة أمضت نبيهة فترة من الزمن تعانى من إحساسها بالوحدة، ذلك الأمر الذى جعلها تترك الإقامة فى بيت الطالبات الراهبات فى جاردن سيتى لتسكن فى حجرة جمعتها بصديقتين لها فى ذلك الوقت هما سانده الحسينى وأمينة أبو غزالة (التى صارت فيما بعد رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية)، وبعد سنة تركت نبيهة هذه الحجرة لتقيم فى الزمالك فى بيت الطالبات المسيحيات وفى عام 1956 أجّرت شقة مستقلة شاركتها السكن فيها أختها وفى العام التالى تخرجت نبيهة فى كلية الآداب وفى فترة دراستها للحصول على درجة الماجستير، درست نبيهة لطفى الشعر العامى اللبنانى كما درست أدب الأديب المصرى العالمى نجيب محفوظ.
فى عام 1960 تزوجت نبيهة لطفى من الدكتور محمد مختار بعد قصة حب جمعت بينهما وقت كان هو طالبًا فى كلية الطب جامعة القاهرة.. إجراءات الزواج تمت فى الشهر العقارى ولم يحضرها سوى اثنين من الأصدقاء هما دكتور نبيل سالم والدكتور إيلى جاكون، كان المفترض أن حضورهما مراسم الزواج بغرض أن يكونا شاهدين على عقد الزواج لكن فى آخر لحظة اكتشف دكتور جاكوب أنه لا يجوز له الشهادة لكونه مسيحيًا.
… التحاق نبيهة لطفى بمعهد السينما جاء بعد إقناع لها بالفكرة من صديقها الناقد سامى خشبة.
… خبر التحاقها بمعهد السينما فى مصر الذى نشرته مجلة الكواكب المصرية مع صورة للطلاب الناجحين فى اختبارات القبول قوبل بغضب شديد من والدتها فى صيدا والتى رأت أن الأمر فضيحة فى معهد السينما، نشأت صداقة بينها وبين طلاب الدفعة ومنهم كان المخرج نادر جلال والمخرج محمد عبد العزيز ونجم السينما فيما بعد حسين فهمى.. فى عام 64 تخرجت نبيهة لطفى فى معهد السينما بتفوق لكن جنسيتها اللبنانية منعتها فى العمل فى المعهد كمعيدة،.. لم تتجه نبيهة لطفى إلى السينما التسجيلية مباشرة ولكنها دخلت فى البداية تجارب عمل فى مجال السينما الروائية مع المخرجين سعد عرفة، وفطين عبدالوهاب وممدوح شكرى،… عملت مساعد مخرج ثانى فى فيلم (إجازة صيف) مع سعد عرفة فى هذا الفيلم كانت مارى كوينى منتجًا فنيًا وهى فى نفس الوقت والدة صديقها المخرج نادر جلال.
نبيهة لطفى فى جلسة جمعتنى بها فى نقابة الصحفيين قبل رحيلها بشهور قالت لى سر تركها العمل فى السينما الروائية… قالت لم تعجبنى أجواء السينما الروائية سواء ما تؤدى إليه المنافسة من تعكر فى النفوس أو ما يتطلبه العمل فى مجال السينما الروائية من تنازلات لم أقبلها!
… هكذا قررت نبيهة لطفى أن تتحول للعمل فى السينما التسجيلية.. والبداية كانت فى مكتب العبقرى شادى عبدالسلام الذى كان مقر اجتماع السينمائيين الشباب فى ذلك الوقت،… ارتباط نبيهة لطفى بشادى عبد السلام ومجموعة الأصدقاء فى مكتبه جاء بعدما تعرض زوجها الطبيب مختار للاعتقال ورأى فيهم مساندة ودعمًا قويًّا من ارتباطها بهم.. لم تدم فترة اعتقال دكتور مختار غير شهر واحد كانت فيه نبيهة مع ابنتها منى (الوحيدة) وقد اضطرها الظرف للعمل.. مجموعة من الأفلام القصيرة كان يصورها المخرج خليل شوقى للتليفزيون العربى (المصرى).
… فى وقت حرب يونيو 67 كانت نبيهة فى لبنان فى زيارة لعائلتها فى صيدا مع ابنتها منى ولم تعد لظروف الحرب إلا بعد 3 شهور فى ذلك الوقت كان شادى عبد السلام فى مراحل التجهيز لفيلمه (المومياء).. انضمت نبيهة إلى شادى كما انضمت إلى جماعة السينما الجديدة التى كانت قد أخذت تتشكل لتخلص السينما المصرية من ركاكة فى الموضوعات والتناول تهدد بقائها.
عملت نبيهة كمخرجة فى مركز الفيلم التجريبى تحت إدارة شادى عبد السلام، وفى عام 1969 شاركت نبيهة مجموعة من المخرجين فى عمل تسجيلى تم إنتاجه ضمن الاحتفال بمرور ألف سنة على إنشاء مدينة القاهرة، ومن خلال هذه المشاركة جاءت فكرة فيلهما الأول (صلاة من وحى مصر القديمة) عن الكنائس القبطية فى حى مصر القديمة.
… فيلم (صلاة من وحى مصر القديمة) نفذته فى عام 71 الموسيقى التصويرية فى الفيلم كانت لجمال سلامة وصوت الراوى كان للفنان الراحل أحمد مرعى.. فى عام 73 شاركت نبيهة لطفى فى إعداد سيناريو فيلم (الأخوة الأعداء) وهو الفيلم الروائى الشهير الذى عرفنا فيه النجم محيى إسماعيل شاركت نبيهة فى كتابة سيناريو الفيلم مع رفيق الصبان ومحمود دياب، وفى الفترة من عام 75 حتى عام 77 انشغلت نبيهة بفيلم (لأن الجذور لا تموت) عن (تل الزعتر) كتبت السيناريو وقامت بالإخراج فى الفترة من عام 77 حتى عام 79 قدمت نبيهة مجموعة من الأفلام العلمية والتعليمية، وفى عام 79 انشغلت بـ فيلم (عشش الترجمان) من إنتاج المركز القومى للبحوث الاجتماعية لكنها لم تتمكن فى استكماله وفى عام 80 قدمت فيلما عن دير سانت كاترين أعد له المادة العلمية الأنبا جريجوريس وقامت بالتعليق الصوتى الفنانة سميحة أيوب، والقائمة طويلة عام 82 فيلم (الكونسر فتوار) عام 83 فيلم «عروستى) عام 90 فيلم (لعب عيال) وفيلم (إلى أين) عام 96، فيلم (المرأة العربية تتحدث – سامية).. وسامية التى يحكى عنها الفيلم سيدة ريفية تعمل فى التجارة فى الوقت الذى تقوم فيه بدورها كأم وربة منزل فى بلدتها الريفية مع أبنائها، عام 96 فيلم (نساء على مفترق الطرق) فى عام 97 قدمت الجزء الأول والثانى من فيلمها شهادات معاصرة وهو مجموعة من اللقاءات مع قيادات عسكرية وسياسية حول أحداث حرب 1967 وفى عام 98 قدمت فيلمها (حوار من الشباب للشباب)، وفى عام 98 قدمت فيلمها (إنها تزرع الأرض وتسقيها) عن المرأة الريفية التى تشارك زوجها زرع الأرض فى الريف، وعن المرأة العاملة جاء فيلمها (طريق التنمية) عام 96.. كما قدمت نبيهة لطفى مجموعة من الأفلام التسجيلية عن عدد من الأسماء البارزة فى عالم المرأة (مارى سعد) وهى رائدة من رائدات العمل التطوعى فى مصر و(سعاد رضا).. التى كانت تعمل مدير عام مؤسسة روزاليوسف و(نجوى مصطفى) مدير عام الطرق والكبارى فى الإسماعيلية وقتها.
… وكان فيلمها عن أستاذها شادى عبدالسلام هو عملها الفنى الأخير الذى انتهت منه قبل رحيلها بشهور قليلة.
… فيلم حسن والعصفور من إخراج نبيهة لطفى هو فيلم روائى قصير كتبت له السيناريو فريال كمال ويحكى عن الطفل حسن الذى يخرج فى رحلة مع أصدقائه للبحث عن عصفور له طار وضاع منه والذى يعود إليه بعد محاولات انتهت بالاعتناء بالشجرة التى يبات على فروعها العصفور لتوفير مكان سكن مناسب يروق له.
… فاتنى وأنا أحكى لكم عن يوم زفاف نبيهة لطفى إلى زوجها الطبيب مختار أن أذكر أنها رفضت الحضور بفستان زفاف لأن الحفل (كما أخبرتنى) كان يضم أصدقاء محدودين كانت معهم هى ومختار فى الصباح.