ياسمين وهمان
تعتبر الأضحية هي المعلم الأساسي لاستقبال عيد الأضحي المبارك، وقد بدأت مجازر القاهرة والمحافظات منذ شهر في تجهيز صالاتها لاستقبال المضحين وأضاحيهم طوال أيام العيد بدون أي رسوم، وذلك بتعليمات مشددة من المحافظات والهيئة البيطرية في تخفيف التلوث البيئي الذي يحدث مع ذبح الأضحية في شوارع المحافظات، ويعتبر مجزر البساتين من أكبر المجازر على مستوى الجمهورية، بل ويعتبر من أكبر المجازر على مستوى الشرق الأوسط بأكمله، حيث يحتوى على 11 عنبرا وصالة كما يحتوى على مجمع محارق عملاق ووحدة معالجة للصرف الصحي بحيث يقوم بتنقية وتدوير المياه المستخدمة في المجزر لإعادة استخدامها في ري المسطحات الخضراء الموجودة في المجزر.
تعليمات واستعدادات
قال د. صبري زينهم مدير الطب البيطري بالقاهرة إن مجزر البساتين هو الوحيد الذي يشبه المجازر الأوروبية فى تصميمه وإمكانياته، حيث يخرج منه أكبر عدد من المذبوحات، بالإضافة إلى أن مادة الختم الخاصة بمجازر مصر بالكامل يتم تصنيعها فى مجزر البساتين ومنه يتم توزيعها على مجازر الجمهورية، مشيرا إلى أن المجزر يستعد منذ شهرين لصناعة المادة الخاصة بالأختام لتكفي مذبوحات مصر بالكامل.
وتابع أن المجازر لها خصوصية كبيرة فالمثل الإنجليزي يقول «إذا أنشأت مجزرا فقد استغنيت عن مستشفي»، بمعنى أن معظم الأمراض التي تصيب الإنسان منشأها من الغذاء غير الآمن مثل ما حدث فى فيروس كورونا، والذي اكتشف العلماء أن منشأه غذاء غير آمن، مؤكدا أن معظم الأمراض الوبائية منشأها الغذاء؛ لذلك فإذا تم التأكد من أن الغذاء خال من مسببات الأمراض فقد استطعنا حماية المواطن من العديد من الأمراض والابتعاد عن المستشفى.
وتابع أن رسوم ذبح العجل للتجار داخل المجزر حوالي 140 جنيها للذبيحة الكبيرة و80 جنيها للغنم، وهذه الرسوم لا تبرر الهروب والذبح خارج المجزر، وإذا كان هناك جزار يتعمد الذبح خارج المجزر فهو متأكد من أن ذبيحته مريضة وستعدم وبالتالي فهذا التاجر مجرم ويتعمد إيذاء الناس وهذه المخالفة قد تصل إلى الحبس لمدة تصل إلى ثلاث سنوات وغرامة تصل إلى عشرة آلاف جنيه.
وتابع أن المجزر يعمل على خروج المذبوحات طوال العام، ولكن العدد يصل إلى عشرة أضعاف خلال الشهر الذي يسبق عيد الأضحي، لافتا إلى أن هناك تعليمات من محافظ القاهرة، وتلك التعليمات معممة على جميع المحافظات وهيئات الطب البيطري باستقبال الجمهور مجانا ليقوم المواطن بذبح الأضحية الخاصة به فى أقرب مجزر له.بدون رسوم
وأضاف أن القاهرة بها 6 مجازر فى المرج وحلوان وطره ومجزر وزارة التموين، وأكبرهم مجزر البساتين، مشيرا إلى أن جميع المجازر أبوابها مفتوحة طوال أيام عيد الأضحي من بعد صلاة العيد حتى مغرب رابع أيام العيد، وهو ثالث أيام التشريق، مشيرًا إلى أن القدرة الاستيعابية لهذا المجزر قد تصل إلى ذبح عشرة آلاف ذبيحة فى اليوم الواحد هذا بالإضافة إلى خمسة مجازر تنتشر فى أنحاء القاهرة، وبالتالي فالمجازر قادرة على استيعاب جميع أضاحي المواطنين حتى لو كانت كلها فى أول يوم العيد، مشيرا إلى أن المجزر ليس لديه قائمة انتظار فمن يأتي إلى المجزر يدخل بأضحيته فورا ونقوم بتوفير جميع الأدوات اللازمة للذبح.
الأختام
وتابع أن الأختام التي تُختم بها اللحوم أنواع فالأختام المستديرة تعني أن اللحوم صغيرة فى السن، وبالتالي القيمة الغذائية لها أعلى، أما الأختام المربعة فتعني أن اللحوم كبيرة فى السن، مشيرا إلى أن هناك ألوانا للأختام وكل لون له معني فاللون الأحمر يعني أن اللحوم بلدي ومنشأها محلي. أما الماشية المستوردة فتختم باللون البنفسجي أي إنها عجول حية مستوردة وتم ذبحها فى مصر. أما الختم الأزرق للحوم الخنزير فقط، أما عن محتوى الختم فهو يحتوي على تاريخ اليوم بالأرقام رقم واحد يعني يوم السبت، وهكذا حتى نصل إلى الرقم السابع أي يوم الجمعة، وهناك اسم المحافظة واسم المجزر، بالإضافة إلى علامة سرية يتم تغييرها باستمرار منعا لتزويرها بالإضافة إلى نوع الذبيحة، ولابد أن يكون مقروءا وواضح البيانات.
وأضاف أن مادة الختم آمنة تماما للاستهلاك الآدمي وهي مصنوعة من مادة الكيومازين وهي مادة غذائية مسموح بوضعها فى الغذاء بنسب معينة يضاف إليها مادة سرية تحت إشراف مصلحة الكيمياء المصرية وغير مصرح بمعرفتها حتى إلى الأطباء البيطريين، وذلك منعا لتزويرها، متابعا أن هناك بعض التعليمات التي يجب توضيحها عند شراء اللحوم أهمها التأكد من الختم الموجود على الذبيحة وأن يكون مقروءا وواضحا، والثاني أن بدن الذبيحة أو الغلاف الخارجي يجب أن يكون أبيض. أما إذا كان لونه أصفر فهي مذبوحة مريضة وإذا كان أحمر فهذا يعني أن الذبيحة كانت محمومة وإذا كان رماديا فهذا يعني أنها قديمة ومخزنة عند التاجر، هذا بالإضافة إلى أن يكون لها رائحة مقبولة وملمسها جاف ولا يسيل منها أي دماء لأن استمرار نزول الدم من اللحوم يعني أنها كانت مريضة بالإضافة إلى أنها تصبح أكثر تعرضا للإصابة بالميكروبات.
تنسيق دائم
وأكد د . صبري زينهم أن هناك تنسيقا دائما بين الطب البيطري ومباحث التموين ومديريات التموين وشرطة البيئة والمسطحات، بحيث يتم تقسيم المحافظة إلى أربعة قطاعات، وكل قطاع إلى مجموعة من الأحياء بحيث تنزل إليها اللجان فى وقت واحد، لافتا إلى أن حملات التفتيش تقوم بالمرور على جميع المنشآت التي يتداول فيها أغذية ذي أصل حيواني سواء محلات الجزارة والثلاجات والمطاعم حتى المستشفيات التي بها مطابخ يتم التفتيش عليها بشكل دوري ولنا حق الضبطية القضائية فى حالة تم التأكد من وجود مخالفات هذا بالإضافة إلى تلقي بلاغات المواطنين فى حالة البلاغ عن أي جزار يقوم بالذبح فى الشارع أو يقدم لحوم غير صالحة على الخط الساخن 19561 بالإضافة إلى التواصل على صفحات التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن هناك ما نطلق عليه نقاط ذبيح وهي إذا تعذر وجود مجزر فى منطقة معينة يتم إنشاء نقطة ذبيح ويتوفر فيها طبيب بيطري والختم الخاص، بحيث يقوم بالكشف على اللحوم الخاصة بالتجار ويتم دفع الرسوم القانونية ويتم ختم اللحوم. أما فى حالة الأضحية يتم الكشف على الأضحية بدوم رسوم أو ختم وهذه النقاط تنشأ وقت احتياجها وهي غير ثابتة طوال الوقت.
إرشادات مهمة
من جانبه أشار د. مصطفى رمضان مدير عام مجزر البساتين إلى أن هناك تعليمات صريحة بأن تكون المجازر مفتوحة طوال أيام العيد أمام المضحين بالمجان بدون أي رسوم على هذه الأضاحي.
وتابع أن هناك شروطا واحتياطات لابد من وضعها فى الاعتبار أثناء اختيار الأضحية أولها أن تكون من بهيمة الأنعام الجمال أو الخراف أو الأبقار أو الجاموس لافتا إلى أن العمر المخصص للأضاحي بالنسبة لأعمار الأبقار والجاموس أن تبدأ من سن سنتين ونستطيع معرفة ذلك من استبدال القواطع فى الفك السفلي. أما بالنسبة للماعز فتبدأ بعض القواطع فى الاستبدال أما الخراف فلابد أن تبلغ السنة أو أن يكون عمرها 6 أشهر ولكنها مكتنزة باللحم ولا تقل عن 60 كيلوجراما، أما الشروط الصحية فلابد من ملاحظة أن تكون الأضحية متيقظة ورقبتها مرفوعة وأن تكون الفتحات الخارجية للأضحية خالية من أي سوائل أو إفرازات غير طبيعية مثل الأنف والعيون والأذن ومؤخرة الأضحية.
وتابع أن المضحي يستطيع معرفة مدي صحة الأضحية من خلال سلسلة الظهر ومنطقة الرقبة فإذا كانت مكتنزة باللحمة فهذا دليل على صحتها والعكس مع ضرورة مراقبة صوف الخروف على سبيل المثال فإذا كان يتساقط فهذا دليل علي مرضه، بالإضافة إلى لمعان جلود الأبقار والجاموس فإذا كان جلدها يلمع دليل على صحتها، ولكن لابد من مراقبة أن هناك بعض المربيين يمسحوا جلد الأضحية بالزيت لإضافة تلك اللمعة والتي من السهل اكتشافها بمجرد اللمس.
وشدد على ضرورة أن يقوم المضحي بعملية التشميع، وهي أن يترك اللحوم مدة لا تقل عن ساعة أمام الهواء لأن اللحوم تكتسب درجة حرارة الحيوان، وهو حي لتصل فى درجات الحرارة العالية إلى حوالي 39، ومع التشنجات التي تحدث أثناء عملية الذبح ترتفع درجة الحرارة لتصل إلى أعلى من ذلك، وبالتالي فإن تكييس اللحوم بعد الذبح مباشرة يعرضها للتلف، ويحول لونها إلى الأخضر لذلك، لابد من تركها لتفقد تلك الحرارة النوعية. وأشار إلى أن بعد عملية التشميع يتم تعبئة اللحوم فى أكياس بيضاء أو شفافة وتفرغ منها الهواء تماما لنحصل على لحوم يمكن تخزينها لأطول فترة دون أن تتعرض للفساد.
وتابع أما إذا تم الذبح فى المنزل فلابد أن يتم وضع اللحوم على مناضد كبيرة وتعرض للتكييف أو المروحة بعد تغطيتها بقماش مبلل بالماء، ولابد من تغطية اللحوم بها لمدة ساعة على الأقل وبعدها يتم تخزينها وهي عمليه نطلق عليها التيبس الرمي، والتي تساعد على احتفاظ اللحوم بأعلى قيمة غذائية لها، وبعدها يتم الاحتفاظ بها فى الثلاجة أو الفريزر، بحيث يتم وضع الأكياس فى الثلاجة بطريقة تسمح بمرور درجات الحرارة المنخفضة بين الأكياس ليتم التجميد بصورة جيدة ولا تتعرض للتلف.
وأشار د. مصطفى إلى أن أنسب طريقة لفك اللحوم من التجميد هو خروج اللحوم من الديب فريزر، وأن يترك على رف الثلاجة السفلي حتي لا يسيل منها أى دماء أو ما نطلق عليه السائل الانفصالي، والذي يعرض اللحوم للتلف والبكتيريا، مضيفا أن أفضل طريقة للحصول على لحوم جيدة وشوربة جيدة هي وضع اللحمة فى المياه مع بداية الطهي وعدم انتظار غليان المياه لوضع اللحمة، مؤكدا أنه يمنع منعا باتا غسل اللحوم التي تعرضت للتيبس الرمي قبل التخزين؛ لأنه بهذه الطريقة نفقد جزءا كبيرا من القيمة الغذائية.