رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

لاعبو الفراعنة يستقوون بـ«الملك» على «العميد»

160

محمد هلال

أنجز منتخب مصر الأول لكرة القدم 70% تقريبًا من أهدافه في فترة التوقف الدولي الأخيرة (يونيو 2024)، فقد حقق نتائج طيبة نوعًا ما؛ قللت من سهام نقد تراجع الأداء وسوء المستوى وأبعدت الأعين ولو قليلاً عن كوارث وقعت خلف الكواليس داخل معسكر الفراعنة.

وحصد منتخب مصر 4 من أصل 6 نقاط، بفوزه على بوركينا فاسو وتعادله مع غينيا بيساو في الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، لكن الأداء كان مخيبًا للآمال ففي المباراة الأولى تراجع المستوى بشكل ملحوظ وكاد الفوز يضيع بسبب عدم قدرة المدير الفني، حسام حسن، على قراءة اللعب بشكل جيد، وفي الثانية دخل المنتخب للأجواء متأخرًا بعدما وجد نفسه مهزومًا قبل أن يدرك التعادل.

منتخب مصر انتظم فى معسكر مغلق بداية شهر يونيو الجاري؛ شهد فى بدايته جدلاً واسعًا بشأن أنباء عن عزم قائد الفراعنة وهداف ليفربول الانجليزي، محمد صلاح، الاعتذار عن الانضمام إليه بسبب الخلافات مع الجهاز الفني بقيادة حسام حسن، واحتاج الأمر لتواجد وزير الشباب والرياضة، دكتور أشرف صبحي، داخل المعسكر وفى أكثر من يوم، لتقريب وجهات النظر بين ملك ليفربول وعميد الفراعنة.

صلاح تجاهل جميع اتصالات الجهاز الفني للفراعنة واتحاد كرة القدم قبل المعسكر؛ فهو يكتفى بالتواصل مع وزير الشباب والرياضة مباشرة، كما أرسل ناديه ليفربول خطابًا رسميًا يؤكد من خلاله أن هدافه سوف ينضم فى الموعد الرسمي للأجندة الدولية والمحدد من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، لكن نجم الريدز فاجأ الجميع بالانتظام فى التدريبات قبل الموعد الرسمي بيومين ليؤكد للجميع فى المنتخب أنه سيد قراره.

معسكر الفراعنة فى القاهرة قبل مواجهة بوركينا فاسو؛ اتسم بسوء التنظيم وشهد فوضى عارمة بعدما سمح بتواجد عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السابق؛ حازم الهواري وشقيقته وزوجته وحماته من أجل التقاط الصور التذكارية مع محمد صلاح، وهو نفس الأمر الذي تواجدت من أجله ابنة حسام حسن.
كما قام لاعب خط وسط الأهلي، مروان عطية، باصطحاب أحد أصدقائه وهو مالك مصنع عسل للتصوير مع لاعبي منتخب كنوع من الدعاية له.
وفى المحاضرة الفنية الأخيرة التي سبقت مواجهة بوركينا فاسو؛ رفض حارس مرمى الأهلي، مصطفى شوبير، الحضور بعدما علم باستبعاده خارج قائمة المباراة لصالح زميله محمد الشناوي الذي شارك أساسياً وحارس الزمالك، محمد عواد، البديل.

وفى مباراة بوركينا فاسو؛ شاهد الجميع خروج لاعب خط الوسط؛ إمام عاشور، من الملعب عند استبداله وهو غاضب ورفض مصافحة الجهاز الفني، قبل أن يخرج مدير المنتخب؛ إبراهيم حسن، ليدافع عنه أمام وسائل الإعلام، ليتم اصطحابه بشكل طبيعي لمواجهة غينيا بيساو ويدفع به كبديل فى الشوط الثاني.
وأمام غينيا بيساو؛ كان صلاح بطل واقعة جديدة برفضه قرار حسام حسن باستبداله وإدخال لاعب بيراميدز، مصطفى فتحي، بدلاً عنه، فالمدير الفني للمنتخب طلب من الأخير إجراء عمليات الإحماء استعداداً للدفع به فى المباراة بدلاً من نجم ليفربول، لكن مدرب الفراعنة تفاجأ بإشارة من قائد المنتخب برفضه الخروج ورغبته فى استكمال اللعب حتى النهاية، ليعود فتحي للجلوس على دكة البدلاء.

وحاول اتحاد كرة القدم السيطرة على الموقف ومحاولة تجنب إشعال نيران الخلاف مجدداً بين الطرفين، بإصدار بيان سريع يؤكد من خلاله أن صلاح لم يرفض الاستبدال وأن حسام حسن قرر إجراء تبديل واحد فقط بنزول لاعب الزمالك؛ ناصر ماهر، والتراجع عن قرار إدخال مصطفى فتحي، لكن الواقعة حقيقية وتناقلتها وسائل إعلام عالمية فى مقدمتها صحيفة ميرور البريطانية.

وهناك شعور سائد بين صفوف منتخب مصر، بأن محمد صلاح غير قابل للمس هو واللاعبين المقربين منه وأي لاعب ينضم إليهم، بل باتوا يتصرفون كما يريدون داخل معسكر المنتخب دون أي اعتبار للجهاز الفني، فمع أي صدام معه سوف يلجأون مباشرة إلى ملك ليفربول الذي يتحين الفرصة مع أول تعثر للفراعنة لإجبار اتحاد الكرة على الإطاحة بجهاز العميد.
نجم ليفربول لم ينس الهجوم الشرس الذي شنه حسام حسن عليه عندما كان الأخير يعمل كمحلل فني بإحدى القنوات التليفزيونية.
وأبدى نجم ومدرب الزمالك السابق؛ محمد صلاح، استغرابه من إشادة حسام حسن، بأداء منتخب مصر مؤخرًا، وقوله «انظروا للمنتخب كان فين وبقى فين»؛ ويقول: «عليه مراجعة النتائج السابقة؛ كنا نمتلك 6 نقاط من مباراتين، ومعه حصدنا 4 نقاط من مباراتين!».
وأضاف: «ما زال المشوار طويلاً، يتبقى لنا 6 مباريات يمكن أن يحدث فيها الكثير، لذلك على حسام حسن التركيز مع المنتخب وعدم الانشغال بالرد على انتقادات الإعلام والجماهير وإن كان أغلب تلك الانتقادات على حق ومنطقي».
وتابع صلاح: «للأسف حسام هو غير مقنع لكثير من لاعبي المنتخب الحاليين رغم أن تاريخه يفوق الكثير منهم بمراحل، لكن لاعبي الجيل الحالي حتى ضعاف المستوى منهم يتسلحون بجماهير أنديتهم والسوشيال ميديا».
واختتم: «أمام حسام حسن الوقت الكافى لمراجعة حساباته لإعادة الانضباط والهيبة لمنتخب مصر قبل استئناف التصفيات مجدداً العام المقبل، وعليه البحث عن لاعبين جدد قادرين على تنفيذ أفكاره أو عليه استغلال قدرات اللاعبين الحاليين، وقتها نأمل أن نشاهد أداء جيدًا من المنتخب».
منتخب مصر سوف يستأنف مشواره فى منافسات التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، خلال شهر مارس 2025، عندما يلتقي مع منتخبي إثيوبيا وسيراليون.