رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

طوارئ فى «الزراعة».. الدواجن تعانى «الإجهاد الحراري»

442

جلس على حزينا حائرا إلى جوار عدد من دجاجته النافقة، إثر موجة الحر الشديدة، التى اجتاحت مصر على مدار الأيام الماضية اعتبارا من أول شهر يونيو الجاري.

حزن على لم يكن نابعا فقط من خسارته المادية المترتبة على نفوق تلك الدجاجات التى تمثل أكثر من 20 % من القطيع، ولكن لأن هذا القطيع بدأ العناية به منذ كان أفراخا صغيرة قبل أسابيع معدودة، ما جعله يشعر أن كل منها ابن من أبنائه، أما حيرته فكانت لأنه لا يعرف كيف سيواجه موجات الحرارة المتكررة هذا الصيف بعنف؛ لحماية ثروته من الدواجن، التى يربى قطعانها ليتكسب منها ويحقق أرباحا تمكنه من العيش والإنفاق على أسرته.

محمد الدرس

فى مكان آخر من نفس القرية، راح عبدالله بائع الدواجن، يشكو لجاره سالم فشله فى بيع بضاعته هذا اليوم بسبب ارتفاع أسعارها قائلا: «معظم سيدات القرية اللائى جئن لشراء الدواجن، كلما سمعوا السعر غادروا دون شراء، فلم أبع طوال اليوم سوى 4 دجاجات فقط وزنها لا يتجاوز 10 كجم، من إجمالى وزن يتجاوز 100 كجم أنزلها لى تاجر الجملة صباح اليوم، وأخشى عليها من النفوق بسبب الحر الشديد».

وقد أصبح فصل الصيف متقلبا فى درجات الحرارة بسبب التغيرات المناخية، وأصبحت هناك بعض الموجات الحارة التى تضفى أجواء صيفية مبكرة وكل فترة تأتى موجة وتنتهى ثم تأتى أخرى وهكذا، كما أشار د. محمد على فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، قبل أن يضيف أن درجات الحرارة أعلى من معدلاتها الطبيعية فى مثل هذا الوقت من العام، ما يؤثر على مزارع الإنتاج الداجنى ويؤدى لنفوق الكثير من الدواجن فى المزارع غير المجهزة ومن ثم يؤدى لارتفاع الأسعار.

توصيات عاجلة

وأصدر السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، توجيهات إلى كل قيادات الوزارة المعنية بضرورة التواجد الميدانى مع المزارعين، وتكثيف التوعية والتوصيات والإرشادات الفنية حول كيفية التعامل مع الموجة شديدة الحرارة، التى تشهدها البلاد حاليا، وذلك للحد من تأثيرها على المحاصيل الزراعية والإنتاج الحيوانى والداجنى.

ودعا الوزير، مسئولى وزارته فى مراكز البحوث الزراعية وبحوث الصحراء والمعاهد المختصة كل فيما يخصه ومركز المناخ الزراعى، وقطاع الخدمات والمتابعة ومديريات الزراعة والإرشاد الزراعى لإصدار توصيات عاجلة تُعمم فى كل وسائل الإعلام، وعلى تجمعات المزارعين، لتوضيح الإجراءات والتوصيات الاحترازية الواجب اتخاذها فى التعامل مع المحاصيل، خلال الظروف المناخية الطارئة وارتفاع درجات الحرارة.

تصاعد الأسعار

كما وجه، كل من هيئة الخدمات البيطرية وقطاع الثروة الحيوانية، وكذلك معاهد صحة الحيوان والإنتاج الحيوانى والتناسليات الحيوانية والأمصال واللقاحات البيطرية وكل الإدارات المعنية بالثروة الحيوانية والداجنة، القيام بدورهم كل فيما يخصه بإصدار التوصيات الفنية اللازمة للمربين والمزارعين، وكذلك أصحاب المزارع من أجل حماية المواشى والدواجن فى ظل هذه الظروف وتخفيف تأثير موجة الطقس الحار على الثروة الحيوانية والداجنة.

وفى هذا الجحيم الصيفى الحارق، يرتفع الطلب على لحوم الدواجن كملاذ اقتصادى لمن باتت الأسعار تتجاوز قدراتهم الشرائية، إلا أن موجة الحر الشديدة وما تخلفه من تداعيات على قطاع الدواجن، تدفع الأسعار للتصاعد بشكل جنوني، مخلفة مشهدًا مأساويًا يكشف عن معاناة حقيقية للمستهلكين.

موجة حارقة

وأصبحت التغيرات المناخية غير متوقعة، كما قال محمد القرش، المتحدث الرسمى لوزارة الزراعة، قبل أن يتابع: «فى هذا الوقت من العام يكون الجو ربيعيا معتدلا حتى شهر يوليو، إلا أن هذا العام اختلف الأمر، ولهذا أعلنت الوزارة حالة الطوارئ لمواجهة هذه الموجة الحارقة».

وأصدر قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، بوزارة الزراعة، عددًا من النصائح والإرشادات لمربى ومنتجى الثروة الحيوانية والداجنة، لمجابهة الظروف المناخية الحارة المتوقعة خلال الأيام الحالية والمقبلة للحفاظ على القطعان ومقاومة الإجهادات الحرارية، التى تؤثر سلبا على معدلات نمو المواشى والدواجن، وكيفية التغذية خلال الأجواء الحارة، ومياه الشرب ونقل الطيور والحيوانات ليلا، والحديث لا يزال لـ «القرش»، كاشفا عن عدة نصائح للعاملين بأنشطة الثروة الحيوانية والعلفية والداجنة، التى تضمنت بالنسبة للعنابر والحظائر التى تعمل بنظام التربية المغلق يراعى التأكد من عمل أجهزة التبريد بكفاءة، وإجراء الصيانة اللازمة.

نسبة الرطوبة

وأضاف: أما العنابر والحظائر التى تعمل بنظام التربية المفتوح فيراعى فيها، الحذر من زيادة نسبة الرطوبة داخل العنابر أو الحظائر، إذ يتسبب ارتفاع درجات حرارة المناخ المحيط بالحيوان أو الطائر فى زيادة درجة حرارة الجسم، وطبقا لقوانين الطبيعة، تنتقل درجات الحرارة من الجسم الأعلى درجة حرارة (البيئة المحيطة فى هذه الحالة) إلى الجسم الأقل درجة حرارة (الحيوان أو الطائر) من خلال ثلاث وسائل للتبادل الحرارى وهى (التوصيل، الحمل، الإشعاع)، وفى اتجاه واحد من الأعلى إلى الأقل.

ونصح «القرش» أيضا، بأن تكون البيئة الخارجية المحيطة بالحيوان أو الطائر جافة قدر الإمكان وغير مشبعة ببخار الماء حتى يسهل من عمليات خروج بخار الماء محملا بقدر من الحرارة من الجسم سواء عن طريق التنفس أو العرق، موضحًا أن الحيوانات والدواجن تنقسم إلى نوعين من حيث طريقة التخلص من الزائد عن حرارة الجسم، الأولى هى الحيوانات التى تتخلص من الزائد عن حرارة الجسم عن طريق تبخير العرق، الثانية، الحيوانات التى تتخلص من الزائد عن حرارة الجسم عن طريق بخار الماء الخارج مع الزفير.

الإسراف فى المياه

كما نصح أيضا، بعدم الإسراف فى استخدام المياه داخل العنابر فى الأجواء الحارة سواء برش الأرضيات والحوائط والغسيل، لأن ذلك يُزيد من الإجهاد الحرارى على الحيوان أو الطيور، كنتيجة لتشبع جو العنبر ببخار الماء، لافتًا إلى أنه فى الأجواء الحارة يزداد نهجان الحيوان أو الطائر، ليتخلص من كميات أكبر من بخار الماء التى تسحب معها قدر من حرارة الجسم، ومع زيادة معدلات التنفس تخرج كميات من ثانى أكسيد الكربون مع هواء الزفير، الأمر الذى يجعل دم الحيوان حامضى لزج القوام، مما يسهل من تجلطه فى الشعيرات الدموية الدقيقة، ويسبب الموت المفاجئ، أو خللا وظيفيا للطائر أو الحيوان، وبالتالى فأن إضافة نصف جم من بيكربونات الصوديوم إلى كل لتر ماء شرب يعادل من حموضة الدم ويساعد من سيولة الدم، ويمنع لزوجته، كذلك فإن إضافة ربع قرص أسبرين إلى كل لتر من ماء الشرب يساعد على سيولة الدم ويمنع تجلطه، أو إضافة فيتامين (ج) إلى مياه الشرب بالجرعات المقررة، يعمل على طرد الشوارد من الدم ونواتج التمثيل الغذائى الضارة، التى تزيد فى الأجواء الحارة.

وسائل التبريد

وحذر «القرش»، من أن تقديم العلائق المركزة خلال الأجواء الحارة يزيد من معدلات التمثيل الغذائى، الذى يتتبعه انبعاث طاقة وحرارة زائدة، وبالتالى زيادة الإجهادات الحرارية على الجسم،  مستطردا: «كما أن تقديم الأعلاف والعلائق المركزة خلال ساعات النهار الحارة، إلى الحيوانات والدواجن، التى تكون شهيتها منخفضة يجعلها تلتقط كميات قليلة عن مقرراتها الغذائية طوال اليوم، الأمر الذى يجعلها غير قادرة على الاستفادة من المقررات والاحتياجات الغذائية الواجبة بالكامل حينما تتحسن الظروف الجوية.

وفى حالة استخدام وسائل تبريد، والحديث لا يزال للمتحدث باسم وزارة الزراعة،  فيجب أن تكون مرتفعة، وعلى وضع أعلى من مستوى الحيوان أو الطائر لأن الهواء البارد ثقيل الوزن وبالتالى ينزل على الحيوان أو الطائر ليستفيد منه، مشددا على أن يمنع تماما عمل الشفاطات خلال ساعات النهار الحارة، حيث إن عمل الشفاطات فى العنابر والحظائر المفتوحة، تعمل على سحب الهواء من داخل العنبر، وتجديده بهواء ساخن من البيئة الخارجية.

مياه الشرب

كما شدد أيضا على تجديد المياه النظيفة للشرب، وزيادة عدد السقايات فى القطعان الأرضية لمواجهة الطلب المتزايد على ماء الشرب، إذ أن معدل استهلاك المياه إلى العلف يمثل (2: 1 عند درجة حرارة 21 درجة مئوية)، وتزداد هذه النسبة إلى أربعة أضعاف (8: 1 عند درجة حرارة 38 درجة مئوية.

داعيا لتجنب الإفراط فى التعامل مع الحيوان أو الطائر قدر المستطاع، وتجنب الإمساك بالطيور والحيوانات أو إزعاجها خلال ساعات النهار الحارة، مع تقليل شدة الإضاءة لأقل ما يمكن للحد من نشاط الطيور، وأن تتم جميع العمليات اليومية الروتينية، التى تستدعى الإمساك بالطيور ليلا وبعد انكسار الموجة الحارة خلال فترات النهار.

موعد التلقيحات

دعا «القرش» أيضا، لعدم إجراء تلقيحات طبيعة كانت أو اصطناعية خلال ساعات النهار الحارة، مؤكدا أنه لا يستحب إجراء التلقيحات طبيعة أو اصطناعية خلال ساعات النهار الحارة ويجب تأخيرها إلى ما بعد انكسار الموجة الحارة بعدة ساعات وليست بمجرد اعتدال الجو، لتفادى إجهاد الحيوانات ونجاح عمليات التلقيح، مؤكدا تطبيق ضوابط الأمن والأمان الحيوي، وضبط جرعات الأدوية والإضافات، مع تطبيق كل معايير الأمن والأمان الحيوى داخل وحول العنابر والمزارع والحظائر، الاهتمام بتطهير وتجديد أحواض التطهير، وتقديم العلائق المتزنة، ومنع وحظر دخول الغرباء إلى العنابر والحظائر، فضلا عن ضبط جرعات الأدوية والإضافات الغذائية، التى تتناسب مع كميات ماء الشرب المتزايدة، مع إضافة الفيتامينات والأملاح المعدنية للأعلاف أو مياه الشرب وبالجرعات المناسبة؛ لتعويض الفاقد منها والتى تخرج مع روث الحيوان أوزرق الدواجن، وكذلك يمنع التحصينات أو الحقن، خلال فترات النهار، إلا فى الظروف الاضطرارية.

العنصر البشري

وشدد القرش على أن يتم نقل الطيور والحيوانات بجميع مراحلها وأعمارها وأنواعها ليلا، وعدم تحميل أعداد كبيرة من الطيور فى الأقفاص، أو الحيوانات فى المركبات، ويمنع توقف المركبات المحملة بالطيور أو الحيوانات خلال النقل.

وبشأن العنصر البشري، نصح المتحدث باسم وزارة الزراعة جميع العاملين بأنشطة الثروة الحيوانية والعلفية والداجنة، بتجنب أشعة الشمس المباشرة، والبقاء فى المناطق جيدة التهوية، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وارتداء ملابس قطنية فاتحة اللون، مع وضع غطاء رأس  فاتح اللون، وعدم حلق وإزالة شعر الرأس بالكامل (حلاقه زيرو)، والاحتفاظ بقدر من الشعر بالرأس، حيث يشكل طبقة الهواء البينية والتى تتخلل الشعر عزلا حراريا طبيعيا، فضلا عن شرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم، مع تناول الأطعمة والخضراوات الغنية بالماء، لترطيب الجسم، بالإضافة إلى تناول الفواكه أو العصائر الطازجة الغنية بالأملاح والفيتامينات، لتعويض الجسم عما يفقده بالعرق، والإكثار من غسيل الرأس والوجه والرقبة، بالماء البارد، وفى حال ظهور أية مشكلات يتم التواصل مع قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة على مدار الساعة، على الواتساب 01558626682 ، 01558626681

من جانبه ناشد قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة السادة صغار مربى الدواجن، بالتواصل مع القطاع، للاستفادة من مبادرة البنك المركزى بقروض ميسرة بفائدة 5%، لتطوير عنابرهم ورفع كفاءتها وتحويلها من نظام التربية المفتوح إلى النظام المغلق، طبقا للبروتوكولات الموقعة بين الوزارة، وبعض البنوك الوطنية.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.