«الفهقة».. «الرقيطة».. «العقرب».. «دجاجة البحر»، و4 أنواع أخرى من الأسماك السامة تعيش على سواحلنا، و يأكلها المصريون دون وعى بأساليب التعامل معها فتكون النتيجة تُعرضهم لمشاكل صحية قد تصل فى كثير من الأحيان للوفاة،  ومن بين كل تلك الأنواع من الأسماك السامة تتصدر سمكة «القرّاض الأسود» أو «الأرنب» مؤشر الخطورة وذلك بسبب عدم وجود مصل لسُمها الأمر الذى يُسبب وفاة الشخص، الذى يتناولها فى مدة أقصاها ست ساعات، وأيضا لكونها أصبحت الأكثر شهرة بعد أن تناول الإعلام أخبارها خلال الفترة الماضية، بعد أن حذرت مديريات الصحة فى عدد من المحافظات مثل دمياط و مطروح وسوهاج، مؤخرا من تناول السمكة، « لخطورتها الكبيرة على صحة الإنسان.

محمود درغام

الأخطر غير عدائية

و «هناك ثمانية أنواع من الأسماك السامة التى تعيش فى مياه البحرين المتوسط والأحمر»، بتلك الحقيقة استهلت أ .د .عزة الجنايني، أستاذ بيولوجيا المصايد بالمعهد القومى لعلوم البحار و المصايد حديثها لـ»أكتوبر»، موضحة أنها تُعد الأخطر من بين تلك الأسماك لأن سُمها قاتل بعكس باقى الأسماك التى قد يؤدى سُمها لأعراض مرضية، قد تزول وحدها بمرور الوقت.

 «سمكة القراض، غير عدائية وتنفخ نفسها عند الشعور بالخطر»، كما أوضحت د. عزة، قبل أن تشير إلى أن السم فى تلك السمكة يتواجد فى أماكن معينة منها، هى الكبد والأمعاء وتحت الجلد والخياشيم والأعضاء التناسلية، أما اللحم ففى الغالب ليس به سموم إلا إذا تم التعامل مع السمكة بشكل غير محترف من قبل السماك أو الشيف فيصيب إحدى الغدد السُمية فينتشر السُم فى اللحم.

سمكة البالون

ويعد تناول لحم سمكة «القرّاض»، أمر محبب جدًا فى اليابان، وبسبب سُميتها فإن الطباخ، يتدرب على التعامل معها مدة 12 عاما على الأقل حتى يحصل على رخصة بذلك، والحديث لا يزال لـ د. عزة، قبل أن توضح أن سمكة «الفهقة»، تتواجد بكثرة فى المناطقِ الساحلية بالبحر الأحمر، وهى سمكة تنفخ نفسها كالبالون عند الشعور بالخطر استعدادا للهجوم؛ لذلك تُسمى بسمكة «البالون» و يتواجد سُمها تحت الجلد و داخل الأحشاء.

 غدد سُمية

أما سمكة «الرقيطة» أو «البقرة»، فتعيش فى المنطقة الساحلية بالبحر المتوسط، حيث تباع فى الأسواق العامة بالإسكندرية ودمياط، ويوجد سٌمها فى الشوكة الموجودة فى ذيلها، ويوجد أكثر من نوع شبيه بها متواجد بالأسواق فى البحر الأحمر.

وبالإضافة إلى سمكة «البلامة»، التى تتواجد بالمناطق الساحلية للبحر المتوسط وتباع بالأسواق العامة فى الإسكندرية ويتواجد السم فيها أسفل كل شوكة فى ظهرها، فهناك أيضًا سمكة « العقرب»، التى تعيش فى المنطقة الغربية للبحر المتوسط بالإسكندرية والسلوم، وفى البحر الأحمر وخليجى السويس والعقبة، ويتواجد السم تحت الأشواك مباشرة، حيث توجد غدد سمية تحت الجلد.

أسماء شائعة

 أما سمكة «دجاجة البحر»، والحديث لا يزال لـ د. عزة، فقد جاءت مهاجرة من البحر الأحمر و المحيطين الهندى و الهادى إلى البحر المتوسط عن طريق قناة السويس، وهذا النوع من الأسماك لديه أسماء شائعة ومتعددة منها «المخططة»، و»الأسد»، و»السمكة النارية»، أو «الفراشة» و«السمكة الريشي»، و تشتهر بألوانها و قدرتها الكبيرة على التخفي.

وأشارت أستاذ بيولوجيا المصايد بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد إلى أن «السمكة الصخرية» تتواجد فى المياه قليلة العمق، خاصة فى الأماكن التى تكثر فيها الطحالب والصخور معا، فهى شبيهة إلى حد كبير بالصخور حتى أنه لا يمكن فى الكثير من الأحيان تمييزها وتعيش فى البحر الأحمر وخليجيّ السويس والعقبة، مٌضيفة أن السُم يوجد فى أشواك الزعانف الظهرية والحوضية والشرجية وعددها 13 شوكة على ظهرها  و3 شرجية، أما زعنفتاها الحوضية فتمتلكان شوكتين فى كل واحدة، و أخيرًا سمكة « القطة «، التى يوجد سمها تحت الشوكة الموجودة عند الزعنفة الصدرية.

إجراءات التعامل

وأشارت د. عزة الجنايني، إلى أن هذه الأسماك التى ذكرتها ليس لها أمصال لذلك وجب على كل شخص أكل مثلًا سمكة «القرّاض»، وشعر بحالة من الإعياء التوجه فورًا إلى المستشفى لعمل الإجراءات اللازمة مثل «غسيل المعدة».

  أما باقى الأسماك فيمكن استخدام كمادات الماء و الخل لمعالجة أماكن ضربة الشوكة أو الانتظار حتى زوال الأعراض، مؤكدة أن اثنين فقط من بين تلك الأسماك يتم تداولهما فى الأسواق كقطع «فيليه»، هما « البلامة» و « القرّاض» يسببان الكثير من حالات الوفاة و يمكن التأكد من ذلك من خلال البحث فى كشوف المستشفيات القريبة من مناطق الصيد.