صالون الرأي
الاعتراض على الامتحان !
By amrيوليو 01, 2024, 14:52 م
297
بهاء زيتون
لم أتصور أن يحدث جزء من سؤال بامتحان اللغة العربية للثانوية العامة.. كل هذه الضجة.. وهذا الجدل الذى شاهدناه على مواقع التواصل الاجتماعى لمجرد أنه حمل احتمالات متعددة للإجابة عنه.. حيث كان السؤال تحديد الطلبة معنى “تتلظى الصدور لنعمتك” باختيار الإجابة من متعدد.. من بين كلمات “تتطلع – تحقد – تناسى – تتحسر”.
وقد رجحت أكثر الإجابات كلمة “تتطلع” بينما كانت الإجابة الصحيحة وفقا لنموذج الإجابة هى “تحقد”.
وأيًا كانت الإجابة أو مستوى السؤال فإننى أراها ظاهرة خطيرة الاعتراض على السؤال.. فلا يصح للذين يتم تقييمهم ومعهم أولياء الأمور الاعتراض على الامتحان وحتى لو كان صعبا.. وإلا لا يكون للامتحان أى لازمة؟!
فمن الظواهر المؤسفة التى أصبحت مصاحبة لامتحانات الثانوية العامة مؤخرًا.. الاعتراض على الامتحانات من قبل الطلبة وأولياء أمورهمإذا لم تأت سهلة ومباشرة.. حتى وصل الأمر بأنه أصبح حقا مكتسبا لهم الاعتراض على الامتحان إذا لم يأت على هواهم.
هذه الظاهرة بدأت تتفشى فى 45 سنة الأخيرة بأن أصبحنا نشاهد الصراخ والعويل والإغماءات إذا لم يأت الامتحان مباشرًا.
ولعلنا نتذكر عندما كنا طلبة فى الثانوية العامة فى السبعينيات لم نر مثل هذا الكلام أو نسمع صوتًا واحدًا يعترض على الامتحان.. وإنما كنا نتعامل مع الامتحان (طلبة وأولياء أمور) على أنه امتحان معمم على الجميع.. لا فصال فيه.
ولكن الأمور اختلفت مؤخرًا وبدأت تعلو أصوات الطلبة وذويهم بالاعتراض على الامتحان إذا جاء بالورقة الامتحانية بعض الأسئلة غير المباشرة أو التى بها بعض”اللف والدوران” لقياس فروق القدرات بين طالب وآخر.. وهذه ليست بدعة وإنما معمول بها فى الأنظمة الامتحانية بدول العالم المتقدم بأن تكون هناك نسبة معينة من الأسئلة بالورقة الامتحانية التى تقيس المستويات العقلية والتحصيلية.
وللأسف قد ساعد على تفشى هذه الظاهرة بجانب مواقع التواصل الاجتماعى وزارة التربية والتعليم – نفسها – والتى تعاملت بأسلوب “الأيدى المرتعشة” فى التعامل معها.. وكأن على رأسها “بطحة”.. بالرضوخ والاستجابة لشكوى الطلاب وأولياء أمورهم بحذف الأسئلة محل الشكوى وتوزيع درجاتها على الأسئلة الأخرى مما يؤدى إلى تفريغ الامتحان من مضمونه.. ومن الهدف منه وهو التفريق بين الطالب العادى والمتميز.. والطالب الشاطر والخايب.
فالامتحانات لم توضع اعتباطا وإنما توضع وفق مواصفات ومعايير بأن تتضمن مالا يقل عن 20% من الأسئلة التى تقيس القدرات العليا للتميز بين طالب وآخر.
إننى أرى الامتحان بمثابة حُكم المحكمة الذى لا ينفع معه التعقيب أو الاعتراض.. فهل يمكن للجانى أو المتهم أن يعترض على حُكم المحكمة؟.. بالطبع لا.
عمومًا.. إذا كنا نريد إصلاح حال التعليم والمنظومة الامتحانية فإن علينا أن نودع موضة الاعتراض على الامتحانات.