رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

ساندت حركات التحرر فى الوطن العربى وإفريقيا نقطة انطلاق لتحرير الشعوب

572

وضعت ثورة يوليو 1952 كواحدة من أعظم ثورات التاريخ الحديث والمعاصر، نصب أعينها أسمى معانى الحياة وهى حرية الشعوب، وسبيلها الوحيد القضاء على الاستعمار، فلم تكن الثورة بمعزل عن محيطها الإقليمى الدولى بل امتدت أهدافها إلى العالم بأسره، وكانت داعمة بقوة لكل حركات التحرر فى العالم، وبداية لانطلاق الدور الإقليمى لمصر سواء على المستوى العربى أو الإفريقى لتلعب مصر دورًا تاريخيًا فى مساندة حركات التحرر، وارتبطت الثورة فى الأذهان بصورة الرئيس الراحل الزعيم جمال عبدالناصر الذى بات رمزًا لدعم حركات التحرر فى مواجهة الاستعمار.

د.نسرين مصطفى

القومية العربية
كانت فكرة القومية العربية من أهم ثوابت ثورة يوليو 1952، حيث رسخت الشعور القومى فى نفوس أجيال من العرب وأصبحت تحظى بتأييد كبير من القاعدة الشعبية بالدول العربية خاصة أن الثورة حرصت على التأكيد على الهوية العربية لمصر فكان هدفها توحيد النضال العربى من أجل تحقيق أهداف الأمة العربية وعلى رأسها تحقيق الحرية لشعوبها من خلال مساندة حركات التحرر الوطنى العربي.
دعم القضية الفلسطينية
القيمة الحقيقية للثورة تكمن فى دعمها لحركات التحرر فكان ﻟﻤﺼﺮ ﺩﻭﺭ ﺑﺎﺭﺯ ﻓى ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄينية ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺃﻳﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨى ﻭﺣثت ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭلى ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻓى ﺣﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ.
الجزائر
كان لدعم المناضلين فى الجزائر نصيب كبير ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﻣﻴًﺎ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ، فأﻧﺸأﺖ إﺫﺍﻋﺔ ﺳﺮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺠﺰﺍﺋﺮ ﺗﺬﻳﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ، وشُكلت ﺃﻭﻝ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻟﻠﺠﺰﺍﺋﺮ فى ﺍﻟﻤﻨﻔﻰ ﻣﻘﺮﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، واستمرت مصر فى ﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ثورة ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﺼﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮنسى ﻭﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﺳﻨﺔ 1962.
اليمن
حرصت الثورة على تقديم المساندة العسكرية المباشرة لليمن فقامت ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ الجنود ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ ﺿﺪ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺃﺳﺮﺓ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﻌﺰﻭﻟﺔ.
العراق
كانت مصر من أولى القوى المساندة للنظام الثورى الجديد فى العراق آنذاك، والذى أطاح بالنظام الملكي، وﺃﻋﻠﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺃﻥ ﺃى ﻋﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻳﻌﺪ ﻋﺪﻭﺍﻧًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ، ﻭﺗﻢ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻋﺎﻡ 1958، كما ساهمت مصر فى استقلال الكويت ودعمت حركات التحرر فى تونس والمغرب.
ولم يقل الدور المصرى فى إفريقيا عن دورها عربيًا، حيث لعبت ثورة يوليو دورًا مهمًا فى دعم حركات التحرر الإفريقي، فكانت القاهرة نقطة انطلاق لفكرة تحرر الدول الإفريقية، وكان عدد الدول المحررة قبل قيام الثورة أربع دول، وبعد قيام الثورة وحتى عام 1963 تحررت ثلاثون دولة، وكانت تلك الدول نواة لمنظمة الوحدة الإفريقية التى اتخذت من أديس أبابا مقراً لها.
نجحت الثورة فى إقامة علاقات وثيقة مع الدول الإفريقية المستقلة مثل غينيا وغانا ومالي، وقامت بتكوين كتلة الدار البيضاء فى إطار دعم لومومبا فى الكونغو، التى كانت الدول الاستعمارية قد قررت عدم السماح باستقلالها بسبب ثرواتها الضخمة من الماس.
السودان
ﻭﻗﻔﺖ ﻣﺼﺮ ﺑﺈﺻﺮﺍﺭ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻟلتسويف فى ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻣﻤﺎ ﻋﺠﻞ بالتوصل ﺇﻟﻰ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 1953 ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، على ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺤﻖ فى ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮه.
وساندت الثورة بكل القوة ثورة الماوماو فى كينيا، ودعمت زعيمها جومو كينياتا، وأرسلت قوات مصرية للكونغو لحفظ الاستقرار، إضافة إلى موقفها المعادى والمناهض للنظام العنصرى فى جنوب إفريقيا، كما كان لمصر دور أساسى فى دعم المؤتمر الوطنى الإفريقى بزعامة نيلسون مانديلا، الذى كان يشيد بدور مصر وجمال عبدالناصر فى تحرير جنوب إفريقيا من نظام الفصل العنصري، والدفاع عن حق الصومال فى تقرير مصيره.
تحرير إفريقيا
شاركت مصر عام 1962 فى تأسيس وتمويــــل لجنة التنسيق لتحرير إفريقيا والتى أنشئت بقرار من مؤتمر القمة الإفريقى الذى انعقد فى أديس أبابا فى مايو 1969، وأسهمت مصر عن طريق هذه اللجنة فى تقديم المساعدات المادية والعسكرية لحركات التحرير الإفريقية.
الجمعية الإفريقية
أتاحت مصر الفرصة لحركات التحرر الإفريقية لاتخاذ القاهرة مقراً سياسياً وإعلامياً لها، حيث استضافت مصر قيادات وزعماء هذه الحركات وفتحت لهم مكاتب فى الرابطة الإفريقية التى أنشئت عام 1955.
إذاعات موجهة
أنشأت مصر كذلك إذاعات موجهة لبلدان القارة الإفريقية، لمساعدة شعوبها وحركات تحريرها، باللغات الإفريقية المحلية السائدة فيها، وقد بلغ عدد اللغات الإفريقية المحلية التى يتم بث الإذاعات المصرية الموجهة بها 33 لغة.
ربط القضية الفلسطينية بإفريقيا
كان لمصر دورها البارز فى تبنى الدول الإفريقية لقضية فلسطين والشرق الأوسط وسجل التاريخ لمصر أنها أدخلت القضية الفلسطينية فى إفريقيا وربطت القارة بها، ونجحت عام 1967 فى الحصول على موافقة منظمة الوحدة الإفريقية على منح منظمة التحرير الفلسطينية، صفة «المراقب» شأنها شأن حركات التحرير الإفريقية، وإدراج قضية فلسطين، والشرق الأوسط على جدول أعمال اجتماعات مجلس الوزراء الإفريقى فى بندين دائمين.
حركة عدم الانحياز
إنجازات الثورة عالميا يأتى على رأسها تشكيل حركة عدم الانحياز مع الزعيم اليوغسلافى جوزيف تيتو وزعيم الهند نهرو تلك الحركة التى كان لها تأثير على مستوى العالم، كما كانت ثورة يوليو 1952 نقطة تحول فى القوى العالمية حيث نجحت فى كسر احتكار الولايات المتحدة للسلاح العالمى من خلال إقامة علاقات مع الاتحاد السوفيتى والتى انتهت بتوقيع صفقة أسلحة.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.