نجوم وفنون
بين الرفض والقبول..«شمس الزناتي» ورفاقه يعودون للحياة
By amrيوليو 22, 2024, 15:16 م
908
كنا فى سهرة لطيفة، فى منزل أحد الأصدقاء، وكان المكان يضج بأصواتنا جميعا حتى بدا الأمر أننا جميعا نتحدث ولا أحد يستمع، كانت زوجة مضيفنا فى نفس الوقت انتهت من نقل بعض أطباق الساندوتشات وزجاجات العصير والماء، إلى المنضدة فى المكان الذى نجلس فيه، قبل أن ترفع صوتها وهى تتساءل، ما رأيكم أن نبحث بين قنوات التليفزيون عن أحد الأفلام لمشاهدته، أثناء تناولنا العشاء، وتكون فرصة لنتمكن من الأكل مع بعض الهدوء.
سارة رفعت
رحبنا جميعًا بالفكرة، قبل أن يقول زوجى بابتسامة لم تخل من خبث، ومن سيختار الفيلم؟! فقد كان يعرف أننى فى العادة أفضل الأفلام المصرية القديمة، فعلى الرغم من أن إمكانيات إنتاجها كان محدودا، إلا أننى كنت أرى محتواها فى الغالب مختلفا وشيقا وواقعيا فى الحقبة التى أنتجت خلالها، خاصة أفلام الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
تباين آراء
ابتسمت فى محاولة لإشراك الجميع فى الحديث وأنا أقول: «قرأت خبرا عن إعادة تقديم بعض الأفلام القديمة بإنتاج سعودى مصري، وووفقا لما قرأت من الأفلام المقترحة، فيلما عادل إمام «البحث عن فضيحة» و«شمس الزناتى»، وهنا تدخلت صديقتى فقالت بنبرة لم تخل من حدة: «لماذا يتم تقديم أعمال ناجحة مرة أخرى وقد عشقها المشاهدون كما هي؟! وهل يتوقعون نجاحا عند إعادة إنتاجها؟! وهنا ارتفعت الأصوات مجددا وتباينت الآراء.
انتهت سهرتنا، وشكرنا مضيفنا وزوجته، وتوجهت مع زوجى إلى منزلنا، ولأننى لم أعتد على تناول وجبة العشاء، كنت أشعر بعدم الارتياح، فتوجه زوجى إلى سريره، وأخذت إحدى المجلات الفنية وجلست أتصفحها، وقرأت فيها أن المستشار تركى آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه فى السعودية، قال إن الفيلمين السابقين لعادل إمام سيعاد إنتاجهما بالشراكة بين هيئته والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى مصر.
مخزون الخبرة والنجوم
وقال آل الشيخ فى حوار تليفزيونى نقلته المجلة: «وصلنا لصيغ مهمة للتكامل مع الشركة المتحدة، والشراكة اليوم مع دولة لديها نجوم عالميون ومع منافس صديق الشركة المتحدة، مصر والسعودية إيد واحدة فى عالم الإنتاج، مصر لديها مخزون فى الحضارة والثقافة والخبرة والنجوم».
هذه الأفلام مر عليها نحو 40 عاما، ومعظم الأجيال الجديدة لا تعرف عنها شيئًا، بحسب الناقد طارق الشناوي، مؤكدا أن إعادة الأعمال القديمة ربما تكون فرصة جيدة لتعريف الجمهور الأصغر سنا بهذه الأعمال وبنجومنا السابقين.
رحيل معظم الأبطال
والحكم على مدى نجاح التجربة يكون بعد عرضه ورؤية المعالجة الجديدة التى تناولها العمل، كما يرى «الشناوي»، إذ إن فكرة تحويل أعمال الزمن الجميل إلى أعمال سينمائية أو تليفزيونية ظاهرة جرى تكرارها كثيرًا وبعضها يحقق نجاحًا والآخر يفشل، ويترتب ذلك على طبيعة الكاتب والمخرج ورؤيتهما فى تنفيذ العمل.
وقدم «شمس الزناتي» عام 1991، بسيناريو وحوار مجدى هداية، وإخراج سمير سيف، وشارك الزعيم عادل إمام، النجمة سوسن بدر، والراحلون مصطفى متولي، محمود حميدة، محمود الجندي، عبد الله محمود، إبراهيم نصر، إضافة إلى القدير أحمد ماهر، وغيرهم، ومن المقرر أن يحكى الفيلم الجديد حكاية المجموعة قبل الفترة التى تحدث عنها العمل الأصلي، من هم وكيف التقوا قبل أن يتفرقوا؟! على أن تكون النسخة الجديدة، من إخراج عمرو سلامة، وبطولة محمد إمام، وأسماء جلال، ومجموعة من النجوم الشباب.
مقارنة ليست عادلة
إعادة الأفلام القديمة بالنسبة للنجوم الحاليين يمثل عنصر جذب لهم، خاصة أنها لنجوم أحبوهم وشكلوا فى وجدانهم ذكريات وصورا يصعب نسيانها، وفقا للناقدة الفنية ماجدة خير الله، ولذلك فهى ترى أنه لهذا السبب تعد تجربة إعادة العمل القديم مميزة بالنسبة لهم.
لكن الأمر يختلف من ناحية الكتابة، كما أشارت «خير الله»، متسائلة: «لماذا نلجأ لأعمال قديمة ونعيد معالجتها، بينما نحن نملك المئات من الأفكار التى تستجد علينا كل يوم؟! متابعة: «أعتبر أن هذا الأمر إفلاس فنى من الكتّاب، فما هو إلا اعتماد على نجاح أعمال سابقة محققة نجاحا كبيرا بنجومها، مما يعرض العمل ونجومه لمقارنة مع العمل القديم إذا لم تكن معالجته جيدة، وهى مقارنة ربما ليست عادلة».
رؤية جديدة للتنفيذ
وأكدت الناقدة الكبيرة، أن التحدى فى تقديم الأعمال القديمة مرة أخرى كبير للغاية لأنه لابد من تنفيذها برؤية جديدة مع الحفاظ على الفكرة الأساسية، مضيفة: «وهناك تحدٍ آخر للكاتب وهو كيفية إقناع المشاهد الذى عاش مع الأعمال القديمة بالأعمال الجديدة، أما بالنسبة للشباب فهم من الممكن أن يتلقوها بسهولة لأنهم لم يرتبطوا بالأعمال القديمة مثل الكبار».
وفيلم «البحث عن فضيحة» هو فيلم كوميدى من بطولة عادل إمام وسمير صبرى وميرفت أمين ويوسف وهبى وميمى شكيب، وهو آخر أفلام الكاتب أبو السعود الإبياري، وشارك خلال الفيلم العديد من ضيوف الشرف، مثل: محمد عوض، نوال أبو الفتوح، توفيق الدقن، وترجع فكرة الفيلم لـ الفيلم الأمريكى دليل الرجل المتزوج من إنتاج عام 1967 وأعاد المخرج الراحل نيازى مصطفى تقديمها عام 1973.
الجودة فيصل الحكم
«إعادة إنتاج أفلام تم تقديمها من قبل موجودة عالميًا، ليس إفلاسًا»، وهو ما يراه الناقد رامى المتولي، قائلا: «دائما ما نجد كل فترة شغفا لدى نجوم اليوم لتقديم أعمال قديمة تحظى بشعبية وجماهيرية كبيرة، وتقديمها بصورة وجودة مختلفة تتطابق مع الوقت الحالى وبوجهة نظر ومعالجة جديدة تتناسب مع وقتنا هذا ومع الجيل الحالى بتقنياته الكبيرة».
ولفت إلى أن إعادة إنتاج أفلام تم تقديمها من قبل، أمر موجود بالعالم أجمع، حتى أن السينما الأمريكية التى تعد أضخم صناعة فى العالم تفعل ذلك طوال الوقت، وتقوم بإنتاج عشرات الأعمال من العمل ذاته بتقنيات ونظرة جديدة، مختتما: «جودة العمل ومعالجته الجديدة هى الفيصل بالنسبة للمشاهد الذى سبق وشاهد الفيلم القديم، فعلينا الانتظار حتى الانتهاء من الفيلم وعرضه ومن ثم تقييمه من ناحية فنية، وألا يتم الحكم عليه بشكل مسبق».