رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

بين التطلعات والإمكانات..احذر السقوط فى هوس «البلوجر»

1169

اقترب صديقى الذى يجلس إلى جوارى منى وهو يضع هاتفه الذى يعرض أحد المقاطع المصورة أمامي، كان مقطع الفيديو على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، لابنته الصغيرة التى لم تتجاوز 7 سنوات وهى تؤدى مشهدًا تمثيليًا من أحد الأفلام.

المشهد حصد آلاف الإعجابات، جعلت صديقى يتحدث عن ابنته وكأنها حققت إنجازا كبيرا، لم أرد إفساد فرحة صديقى بابنته، لكنى كنت منزعجًا للغاية أولا من موقف صديقى الذى كان يرى ابنته وكأنها حققت نصرا مبينا، وثانيا لأن المشهد الذى اختارته ابنته لا يناسب عمرها الصغير.

محمد الدرس

من هو البلوجر؟!

جاملت صديقى بابتسامة مصطنعة، قبل أن نغادر المقهى الذى كنا نجلس عليه، واتخذت طريقى إلى منزلى سيرا وأنا أفكر فى صديقى وابنته، وكيف يمكن أن يؤثر هذا السلوك على الصغيرة كلما كبرت، وكيف يمكن حمايتها من مصير هؤلاء الذين جمعتهم جدران السجون خلال السنوات الأخيرة من مشاهير المنصات الاجتماعية لسلوكهم غير السوى لمجرد حصد المال؟!.. أو على أقل تقدير أن يكون همها فقط تحقيق المال على حساب مستقبل حقيقي، يقوم على الجهد والعرق.

ويطلق على مشاهير «السوشيال ميديا» مصطلح «البلوجر»، أى الشخص الذى يتربح من نشر محتوى منتظم عبر الإنترنت يلهم به جمهورا معينا أو يثقفه، وأحيانا يقدم محتوى يتسبب فى ملاحقات قانونية، وكانت هدير عبد الرازق آخرهم.

بين التطلعات والإمكانات

«منصات التواصل الاجتماعي، أحدثت فجوة هائلة فى التطلعات والطموحات الإنسانية للمتصفح؛ الذى قد يصاب بالهوس الإلكتروني، وما يتبعه من شعور بالسخط الاجتماعى وعدم الرضا عن أوضاعه الحالية، حيث ينبرى لاشعوريًا فى عقد مقارنات دائمة بينه وبين الفئات والجماعات الاجتماعية الأخرى»، هكذا استهل د. محمود فوزي، أستاذ العلاقات العامة، حديثه معنا، قبل أن يشير إلى أن تلك المقارنات ينجم عنها إصابة بأعراض نفسية خطيرة قد تصل إلى الاكتئاب والاضطراب الذهنى المفرط.

تلك الأعراض النفسية لدى المتصفحين محبى الشهرة، وكذلك لدى راغبى الثراء السريع، تزداد، والحديث مازال لـ د. محمود، متابعا: «قد يؤمن بعضهم بأن إمكاناتهم العلمية والعملية لا تؤهلهم للارتقاء المهنى والوظيفي، فينساقون خلف شهوات جمع الأموال؛ وإن كانت بطرق غير مشروعة، أدواتها هى الرقص، والعري، ومظاهرها هى الإسفاف والتدني».

واختتم، على الجانب الآخر، هناك متصفح آخر يرفض السقوط فى فجوة المجتمع الافتراضى غير الواقعي؛ وغالبا ما يتصفح لأغراض العمل ، أو التثقيف، والاطلاع على الأخبار عبر منصات الإعلام الإلكترونية؛ رافضا الخضوع لأى محاولة انسياق خلف تيار يتسم بالأكاذيب والمغالطات.

الحبس عقوبة الفجور

ويتصدى القانون بقوة ضد من يقوم بارتكاب أعمال منافية للآداب أو ساعد على ذلك واتخذ وسائل التواصل الاجتماعى للترويج عن هذه الأفعال لكسب المال، بحسب المحامى عربى شحاتة، قبل أن يوضح أنه طبقا للمادة الأولى من قانون مكافحة الدعارة والأعمال المنافية للآداب رقم 10 سنة 1961 إن كل من حرض شخصا سواء كان ذكرا أو أنثى على ارتكاب أفعال منافية للآداب يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة، ولا تزيد على 3 سنوات بجانب غرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على 300 ألف جنيه.

ووفقا لـ «عربي»، أيضا فكل من أعلن بأى طريقة من طرق الإعلان عن دعوة تتضمن إغراءً بالفجور أو الدعارة أو لفت الأنظار إلى ذلك يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تزيد على مائة جنيه وذلك للمادة 14 من القانون رقم 10 لسنة 1961، موضحا أن جريمة الفعل الفاضح المخل بالحياء لها أركان وشروط تحدد الاتهام، فنشر مواد إباحية تندرج تحت جريمة التحريض على نشر الفسق والفجور، وذلك وفقا لما  نصت عليه المادة 178 من قانون العقوبات، فيعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه كل من نشر مقاطع تصويرية على مواقع التواصل الاجتماعى إذا كانت خادشة للحياء.

وإذا عاد الجانى إلى ارتكاب هذه الجريمة خلال سنة من تاريخ الحكم عليه فى الجريمة الأولى تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تزيد على ثلاثة آلاف جنيه، ويستتبع الحكم بالإدانة وضع المحكوم عليه تحت مراقبة الشرطة مدة مساوية لمدة العقوبة.

عمل محرم شرعا

فيما أكدت دار الإفتاء المصرية، فى فيديو جراف نشرته عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، أن نشر الفضائح الأخلاقية عبر مواقع التواصل الاجتماعى لزيادة التفاعل تعليقا أو مشاركة أو إعجابا حول ما نشر، هو عمل محرم شرعا ومجرّم قانونا لأن فيه إشاعة للفاحشة فى المجتمع، وهى جريمة أوجب فيها الشرع عقوبة عظيمة، لما يحويه هذا النشر بهذه الكيفية من تعارض مع حث الشرع على الستر، كما قال الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَٰحِشَةُ فِى الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالَآخِرَةِ * وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ».

وحول حكم أرباح التيك توك؟! قال مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية إن حكم الأرباح من البرنامج يقع على كل برامج التواصل الاجتماعى التى تعرض الفيديوهات ويشاهدها الناس.

وقال الشيخ محمد العماوي، عضو مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، فى إجابته عن السؤال خلال البث المباشر للمركز عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «إن هذا البرنامج وغيره من البرامج التى تقوم على التربح ويكون فيه ذلك التربح عن طريق كشف العورات والأفعال المحرمة فهو محرم».




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.