رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

من التمريض إلى الفن التشكيلي ملاك رحمة تدعم مرضى «البهاق» بالرسم

629

هي نموذج للإنسان الذي لا تنتهي أحلامه، وتطلعاته وآماله نحو تحقيق المزيد كل يوم، فبالرغم من كونها ملاكا للرحمة من خلال عملها في التمريض، فقد اختارت القلم الرصاص والفحم لتعبر عما بداخلها وتدعم من خلاله مرضى البهاق، لتثبت أن الفن رسالة مهمة في المجتمع.

شيماء مكاوى

صفاء سامى ابنة محافظة الشرقية، استطاعت أن تعلم نفسها بنفسها، وتتحدى الجميع لتثبت قدراتها الفنية، تحدت الصعاب ولم تقصر فى عملها فى مجال التمريض من أجل موهبتها، وفى ذات الوقت حققت حلما آخر لها بالانضمام لأكاديمية الضيافة الجوية.

تعليم ذاتي

قالت إنها فى عمر 6 سنوات كانت تعشق الرسم، ومدرسة التربية الفنية هى التى اكتشفت موهبتها، قبل أن تضيف: كنت عندما أشاهد مشهدا يعجبنى أقوم بتقليده ورسمه، وذات يوم فى حصة الرسم كانت هناك لوحة معلقة، قمت بتقليدها بالضبط مما جعل الجميع يندهشون.

وتابعت: بعد ذلك واصلت دراستى وشجعتنى أستاذة فاتن مدرسة الرسم الخاصة بى أن أشارك فى العديد من المسابقات فى المدرسة، ولكننى توقفت لفترة، فلم أقتنع أننى لديَّ الموهبة بالفعل وتركت الرسم بعدها لفترات طويلة، حتى اكتشفت موهبتى بالصدفة فى الكبر، خاصة فى رسم البورتريه، وبدأت أنمى موهبتى مع نفسي، «علمت نفسى بنفسي» فلم أدرس الرسم، ولم أتلق أى كورسات تدريبية.

مواجهة التنمر

وأكدت صفاء أنها واجهت العديد من الصعوبات، فقد كان يومها مشحونا بالمهام، ما بين عملها فى مجال التمريض، وموهبتها فى نفس الوقت، متابعة: كنت أرسم بعد انتهاء وقت العمل، وأجعل أصدقائى فى العمل يقيمون هذا الرسم، حتى ذات يوم قامت إحداهن بالتنمر عليَّ والسخرية مما أرسمه، وجلست وقتها أبكى وقررت للحظة أن أترك الرسم، ولكننى سرعان ما قررت أن أتحداها وأثبت لها أن موهبتى حقيقية.

بدأت أنمى موهبتى شيئا فشيئا، فأنا أرسم بالقلم الرصاص وبالفحم، أما الألوان فحتى الآن لم أقم بالتجربة الحقيقية باستخدامها ولكنى أحاول نظرا لأننى أقوم بالدراسة فى أكاديمية ضيافة جوية مع عملى فى التمريض، فليس لديَّ من الوقت الكافى لإتقان الرسم بالألوان.

جمال المريض

مريض البهاق يشعر بالاختلاف عن غيره من البشر ويتعرض للعديد من المضايقات، هكذا سردت صفاء حكايتها مع دعم مرضى البهاق بالرسم، وتقول: ذات يوم كنت أذهب إلى عملى بالمواصلات، وقد كان هناك أحدهم يجلس أمامى فى العربة، وكان حزينا للغاية ومنكسرا، وكان لديَّ فضول أن أعرف أسباب الحزن الذى بدا واضحا فى عيون هذا المريض، وبالفعل قرأت واطلعت على تفاصيل هذا المرض ووجدته غير معدٍ كما يعتقد البعض، فالناس يبتعدون عن هؤلاء المرضى ولا يريدون حتى أن يسلموا عليهم باليد، لذلك يشعر بأنه منبوذ من المجتمع، فقررت أن أدعمهم بطريقتى وقررت أن أرسم وجوها كثيرة تبرز جمال مريض البهاق، وتلك هى مبادرة من أجل دعم مريض البهاق، وللعلم رسم مريض البهاق يعتبر لوحة فنية بديعة.

وتابعت: قمت بعمل توعية مع كل رسم أقوم بنشره على مواقع التواصل الاجتماعى وصححت بذلك بعض المفاهيم الخاطئة عن هذا المرض، ومن ثم وجدت العديد منهم يرسلون لى رسائل شكر بما أفعله من أجلهم، وهذا أسعدنى كثيرا، وقد كنت أتمنى أن أقدم شيئا أكثر من ذلك لهم.

رسامة اللعيبة

وعن لقب «رسامة اللعيبة» التى اشتهرت به أيضا تحدثت صفاء وقالت: اشتهرت فى البداية برسم «الخطيب» لاعب نادى الأهلى الشهير، ورسمت العديد من اللاعبين لكرة القدم، لأننى عاشقة لهذه الرياضة كثيرا وأتابعها عن كثب.

أما عن مشاركتها فى المعارض فقالت إنها بالفعل شاركت فى معرض «ارسم بلدك» الذى افتتحه الدكتور زاهى حواس وزير السياحة والآثار وقتها، وأعتز كثيرا بهذه المشاركة.

الرسم حياتى وهو الهواء الذى أتنفسه، بهذه الكلمات أنهت صفاء حديثها وقالت: أتمنى أن يكون لى معرض دائم خاص بلوحاتي، وأن أصل للعالمية.