جلس وليد إلى جوار صديقه مصطفى يتابع ما يقوم به على حاسبه الآلي، إنه يتجول بين قطع أثرية ويسير بينها كأنه في متحف.

 تساءل وليد في دهشة عما يفعله مصطفى فأجاب أنه يتجول افتراضيًا في متحف الآثار التابع لمكتبة الإسكندرية، مستطردًا: مكتبة الإسكندرية أطلقت خدمة الزيارة الافتراضية لـ 4 متاحف تابعه لها هي متحف الآثار ومتحف المخطوطات ومتحف الرئيس «السادات» ومعرض «عالم شادي عبد السلام»، وذلك بالتعاون مع السفارة الإيطالية بالقاهرة والمعهد الدولي للتراث.

محمود درغام

أوضح مصطفى أنه من خلال الصفحات التعريفية للمتاحف بموقع مكتبة الإسكندرية يمكنك التجول افتراضيًا داخل المتاحف الأربعة والتعرف على مقتنياتها، فمثلًا بالضغط على أيقونة «Virtual Tour»  داخل صفحة متحف الرئيس السادات تبدأ جولتك الافتراضية داخل المتحف، والتجول يتم من خلال الضغط على الدوائر المرسومة على الأرض، وبالوقوف بالماوس على العلامات الموجودة على بعض المعروضات يظهر مربع يحتوى على معلومات عنها إلى جانب صور أخرى تُعزز الزيارة وتُثريها.

داخل متحف الرئيس السادات يمكنك رؤية حجرة مكتبه التى كانت موجوده بمنزله فى الجيزة، وأيضًا ملابسه من بيجامات وجلابيب وبدل عسكرية و بحرية ارتداها الزعيم الراحل فى المناسبات و العروض العسكرية، فهناك البدلة التى كان يرتديها الرئيس السادات عند رفع العلم المصرى على مدينة العريش بعد الانسحاب الإسرائيلى منها عام 1979 وأيضًا البدلة العسكرية التى ارتداها خلال العرض العسكرى عام 1976، إلى جانب البدلة العسكرية التى استُشهد وهو يرتديها خلال العرض العسكرى فى السادس من أكتوبر 1981 بالإضافة للصور والنياشين و المقتنيات الشخصية.

مقتنيات يونانية ورومانية

وداخل متحف الآثار يمكنك التمتع افتراضيًا بمجموعة متنوعة من المقتنيات الأثرية التى يعود معظمها للعصرين اليونانى الرومانى مثل تمثال لرأس الإسكندر الأكبر صنعه نحات رومانى يُدعى «ليسيوس»، وأيضًا تمثال بدون رأس من الرخام لخطيب من العصر الرومانى وقد عُثر عليه بمنطقة سبورتنج بالإسكندرية، إلى جانب «موزايك» من الرخام والحجر الجيرى يرجع للعصر البطلمى مٌصور عليها كلب جالس، وبعد الضغط على Virtual Tour فى صفحة متحف المخطوطات بموقع مكتبة الإسكندرية يمكنك التجول بين أهم المخطوطات التى تعود لعصور التاريخ المصرى المختلفة.

ومن المخطوطات التى ستشاهدها أثناء الجولة الافتراضية بمتحف المخطوطات نسخة من قصيدة «الكواكب الدرية فى مديح خير البرية» لـ «شرف الدين البوصيري»، و أيضُا المجلد الثانى عشر من موسوعة «مسالك الأبصار فى مسالك الأمصار» لـ «شهاب الدين أحمد الكرماني»، إلى جانب نسخة طبق الأصل يرجع تاريخها لسنة 235 قبل الميلاد لبردية تُعد أقدم فهرس فى التاريخ ويضم أسماء 7 قصائد يونانية قديمة بالإضافة لعناوين بعض اللفافات المهمة.

أمير الدهاء

وفى معرض «عالم شادى عبد السلام» يمكنك مشاهدة الكثير من اللوحات التى رسمها المخرج الراحل والتى توضح تصوراته لمشاهد أفلامه وأيضًا تصميماته للملابس التى كانت غاية فى الجمال، فمثلًا كان شادى عبد السلام هو مصمم ديكور وملابس أفلام «ألمظ وعبده الحامولى» و«وإسلاماه» و«أمير الدهاء»، كما أخرج وصمم ملابس رائعته الخالدة «المومياء» وأيضًا فيلم «إخناتون» الذى لم يرى النور.

وتقول نادية الشريف رئيس قسم الإرشاد المتحفى بمتحف المخطوطات التابع لمكتبة الإسكندرية، إن فكرة الزيارات الافتراضية جاءت نتيجة دخول التكنولوجيا الحديثة فى علم المتاحف، ولأن مكتبة الإسكندرية دائما ما تواكب أحدث الطرق والتقنيات التكنولوجية فى الدراسات المتحفية، فقد قامت المكتبة بالتعاون مع السفارة الإيطالية بالقاهرة ومعهد التراث بعمل زيارات تخيلية افتراضية لمتاحف المخطوطات والآثار والسادات كنوع من التسويق و الدعاية للمتاحف وتعريف الزائر بها، وذلك من خلال الموقع الرسمى للمكتبة حيث يستطيع الزائر التعرف على المتحف و مقتنياته و كأنه داخله فى الواقع.

جولة فى روما

وأضافت، أن مكتبة الإسكندرية تعاونت مع الجانب الإيطالى فى هذا المجال بسبب التقدم الكبير لإيطاليا فى علم المتاحف، مستطردة، إن السفارة الإيطالية فى مصر ومعهد التراث قد قاموا بتنفيذ نماذج لزيارات إفتراضية لعدد من المواقع التاريخية والتراثية فى العاصمة الإيطالية «روما» التى تُعد متحفًا مفتوحًا، إلى جانب عدد من المتاحف و المواقع التراثية فى مدن إيطالية أخرى مثل «فينيسيا» وعندما رأينا تلك النماذج طالبنا بتطبيق تلك التجربة على متاحف المكتبة.

وأكدت الشريف، أنه لتصميم نماذج الزيارات الإفتراضية تم استخدام التقنيات الحديثة مثل الكاميرات ثلاثية الأبعاد التى يمكن من خلالها تحويل المعروضات والمكان المحيط بها لواقع افتراضى ثلاثى الأبعاد، موضحة أنه يُمكن الزائر من التجول داخل المتحف الافتراضى وكأنه داخله.

لوحة شارحة

ولفتت إلى أن تلك العملية استمرت لمدة تزيد على العام، تم خلالها اختيار أهم المعروضات المتحفية وتصميم اللوحة الشارحة التى ستظهر بمجرد وضع الماوس على العلامه الدالة على القطعه، مشيرة إلى أن عدم تنفيذ ذلك على كل المعروضات يأتى لخدمة الغرض من عمل الزيارات الافتراضية ألا وهو التسويق المتحفى وتشويق الزائرين للمجىء للمتحف ورؤية القطع أمامهم.