العدد التذكاري 2500مصر
د. فيصل المقداد فى لقاء خاص: هذا ما حدث ويحدث فى سوريا وموقف مصر منه
By mkamalسبتمبر 19, 2024, 18:11 م
203
– لا يعرف الكثيرون أن والد د. المقداد تعرّض للاختطاف على يد إرهابيين عام 2013 وتم احتجازه لمدة شهر
– الرئيس السيسي أكد في أكثر من مناسبة دعم مصر لسيادة واستقلال سوريا ورفض التدخلات الخارجية في شئونها
– الإخوان تحالفوا مع أعداء سوريا وسعوا لإسقاط الدولة ونشر الإرهاب في مشهد أشبه بما حدث فى مصر بعد 2011.
– 37 مليار دولار دفعها الغرب لدعم مؤامرة إسقاط سوريا منها 4 مليارات للإعلام حسب اعتراف الإذاعة البريطانية
– مصر تعمل على صون الحقوق السورية فى أراضيها المحتلة ودائما ما تقف إلى جانبنا وتتحدث عنا
– العقوبات الغربية على سوريا غير إنسانية وتطال المواطن وليس المسئول
– دمشق تقف إلى جانب القاهرة في القضايا التي تمس أمنها المائي وكل ما يهدد أمنها القومي
عاطف عبد الغنى
هذا لقاء تأخر كثيرا، ربما لظروف الواقع الصعب المرير، الذى مرت به سوريا الشقيقة خلال الثلاثة عشر عاما
الماضية، واليوم وخلال زيارته لبلده الثانى مصر، التقى وزير الخارجية السورى د. فيصل المقداد مجموعة من
كبار الإعلاميين والكتّاب والصحفيين فى لقاء مفتوح، هنا فى القاهرة، وتحدث ضيف مصر إلى أصحاب الرأى
وأرباب القلم، ناقلا إليهم شواغل وهموم الأشقاء من الشعب والمسئولين فى سوريا واستمع إلى أسئلتهم التى
عكست فى جانب منها قلق المصريين على الشقيقة سوريا فى الداخل وفى محيطها الإقليمي، ومعركتها مع قوى
الظلام والإرهاب.. ما حدث ويحدث فيها، وكيف تمضى الأحوال، وما صارت إليه، وأسئلة أخرى عن علاقات
الشقيقتين مصر وسوريا، وغيرها من أسئلة أخرى طرحها أرباب الكلمة والرأى خلال اللقاء، الذى شرفت
بحضوره.
تشير السيرة الوظيفية للدكتور المقداد إلى أنه انتقل للعمل في السلك الدبلوماسي عام 1994، حيث عين في وزارة
الخارجية بمنصب سكرتير أول في إدارة المنظمات الدولية والمؤتمرات من 1994إلى 1995، بعدها انتقل لتمثيل
بلاده فى وفدها الدائم لدى الأُمم المتحدة، حيث عمل في مختلف لجان المنظمة الأممية، ومثّل سوريا في العديد من
المؤتمرات الدولية، كما شغل منصب نائب المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة نيويورك 1999-2003،
وترأّس عدة جلسات لمجلس الأمن، وشغل منصب نائب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الدورة التاسعة
والخمسين 2004-2005 وترأس العديد من اجتماعاتها، ثم شغل منصب نائب وزير الخارجية في عهد الوزير
وليد المعلم منذ العام 2006 وحتى تعيينه وزيرًا للخارجية بتاريخ 22 يناير2020.
هو زوج وأب لولد وابنتين، ولا يعرف الكثيرون أن والد د. المقداد تعرّض للاختطاف على يد إرهابيين مسلحين
في درعا عام 2013 ، وتم احتجازه لمدة شهر قبل أن تتم عملية تبادل تحرر فيها من أيدى خاطفيه.
بكرم الأخ وأريحية الصاحب، استقبلنا د. المقداد فى رحاب السفارة السورية بجاردن سيتى، وتكلم د. المقداد بعقل
واع وقلب مفتوح مستعرضا بأسلوب بسيط وبليغ ما يتعلق بالوضع السوري داخليا وخارجيا، فى الماضى القريب
والحاضر، وبحسب تعبيره: ” إذا لم نعرف ماذا حدث فى الماضى لن نكون دقيقين فى معرفة ما يحدث الآن”.
العلاقات الثنائية
افتتح د. المقداد مشيدا بالعلاقات المصرية السورية، مؤكدا عمق وقوة هذه العلاقات، تاريخيا وفى الحاضر عبر
المراحل الأخيرة التي شهدت تقلبات وتغيرات كبيرة في المنطقة العربية، ومنوها إلى سبل تعزيز هذه العلاقات،
والرغبة المتبادلة في تعميق التعاون السوري – المصري على جميع المستويات، للارتقاء بمستوى العلاقات بما
يليق بحجم وتاريخ العلاقات بين البلدين.
وأشاد وزير الخارجية السورى بموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، مستحضرا تأكيداته في أكثر من مناسبة على
دعم مصر لسيادة واستقلال سوريا، ورفض التدخلات الخارجية في شئونها الداخلية، وأكد الوزير أن دمشق تبادل
القاهرة نفس المواقف في كل القضايا التي تهدد أمنها واستقرارها على كل المستويات، وشدد على أن سوريا
كانت ولا تزال داعمة للجهود المصرية في مكافحة الإرهاب والتطرف، ونوه إلى المصير المشترك بين البلدين،
وتطابق المواقف في جل القضايا العربية.
أشار د. المقداد أيضا إلى أهمية التنسيق العربي المشترك في مواجهة التحديات الراهنة، والجرائم الإسرائيلية التي
ترتكبها قوات الاحتلال في فلسطين المحتلة، وما تسعى له حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة في إطار خططها
التوسعية، مطالبا بضرورة، وتوحيد المواقف العربية لمواجهة هذه التحديات.
ثم انتقل د. المقداد إلى سرد تفاصيل عديدة ودقيقة للأحداث التى عاشتها سوريا منذ عام 2011 وحتى اليوم، ذاكرا
بشىء من الأسى حجم التضحيات التي بذلت في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف التي قادتها فصائل عدة على
رأسها جماعة الإخوان المتأسلمين التي تحالفت مع أعداء سوريا وسعت لإسقاط الدولة، ونشر الإرهاب،
والتطرف، في مشهد شبيه بما حدث فى مصر بعد 2011.
المؤامرة والتغيير
وفى صدد الحديث عن المؤامرة قال الوزير السورى: ” السنوات الماضية كانت قاسية علينا فى سوريا، وعلى
الأشقاء فى مصر، والهجوم الذى بدأه الغرب من خلال أدوات أصبحت معروفة، ومرتبطة بالغرب، والكثير من
المعلومات والتقارير التى تصل إلينا ليس موضوع ارتباط فقط، ولكن كانت النية والإرادة بين هذه الأدوات
والغرب لتعكير أجواء الصف العربى.. وطبعا فى طليعة هذه الأدوات “الإخوان المسلمين”.
وواصل “إن المشاكل التى بدأت فى عدة أقطار عربية لم يكن البعض يتوقع أن تصل إلى سوريا ولكن البعض كان
يعرف أن المخطط لابد أن يطال سوريا لأنها عنصر فاعل فى الصمود العربى فى الموقف العربى المقاوم”.
وأوضح د. المقداد كيف أن مخطط الغرب لجأ إلى التضليل، والعمل على تزييف وعى المواطن (العربى) بدعاوى
التغيير، وسعى الغرب لتغيير الأنظمة ليضع أدوات بديلة ترضى الغرب، وترضى بشكل أساسى الكيان العنصرى
الصهيونى، إسرائيل التى تقف وراء كل هذه المحاولات.. والغرب يعمل على صيانة إسرائيل والدفع بها لكى تكون
جزءا لا يتجزأ من المنظومة السياسية والاقتصادية والبشرية فى المنطقة، ويدل على هذا الوضع الحالى.
وأشار الوزير إلى ممثلى الدول الغربية وكان يلتقيهم وهو يمثل بلاده فى الأمم المتحدة، وكان هؤلاء الغربيون
يرددون على مسامعه ورفاقه العرب، أن العرب لا يتغيرون، وأن بلادهم سوف تفرض التغيير، على العرب شاءوا
أو رغما عنهم، ووصف ما سبق بأنه ” قلة أدب سياسية “، واستذكر الوزير السورى أيضا وقاحة وسائل الإعلام
الغربية المتمثلة فى ردود إعلاميها على الدبلوماسيين العرب والسوريين إذا ذكر من الأمور ما يتعلق بإسرائيل ولم
يرضهم.
ونوه د. المقداد إلى عمل المؤامرة – ما أطلق عليه الغرب كذبا وزورا “التغيير” – التى بدأت بالعراق، ثم اليمن،
وتونس ومصر وسوريا، وأخيرا السودان، وقال: “عندما يبدأ الانهيار سيطال كل الدول الأخرى، والتقسيم،
والمحاصصة”.
الإخوان
وانتقل الوزير للحديث إلى أدوات المؤامرة ساردا تاريخا مختصرا لجماعة الإخوان المسلمين منذ ظهورهم الأول فى
مصر فى العشرينيات من القرن الماضى، وانتقالهم وعملهم فى سوريا، وصدامهم من الأنظمة الحاكمة فيها،
ولجؤهم إلى أعمال الإرهاب والاغتيالات، ومن سوريا عاد مرة أخرى إلى مصر مذكرا بمحاولاتهم الاستيلاء على
الحكم، مؤكدا أنهم لا يكتفون بإضعاف مصر، ولكن أيضا إضعاف سوريا شقيق وشريك مصر الأساسى.
وبأسى وأسف استعاد الوزير بعض وقائع وأعمال الإرهاب والحرب التى شنها الإرهابيون على سوريا وعلى
رجال الحكم والسلطة فيها، وكيف تدّخل القدر كثيرا لإنقاذ بعض المسئولين وهم يعملون فى مكاتبهم، من موت
محقق، حتى ظن البعض أن سوريا انتهت وما هى إلا أيام قليلة وينتهى كل شىء، وراح الإرهابيون يوزعون
المناصب والألقاب على أنفسهم والمتعاونين معهم من بعض رجال السلطة من المنافقين الذين التحقوا بهم “لكن
الحمد لله كان عددهم (المنافقين) نسبيا قليل جدا”، وعلى الرغم من الدعم الكبير الذى كان يقدم للإخوان المسلمين
إلا أن الصمود والوقوف إلى جانب ووراء الرئيس بشار الأسد هو السبب الأساسى فى عدم قدرتهم على السيطرة
على الأوضاع العامة فى البلاد، وحتى الأماكن التى مازالوا يسيطرون عليها فى الشمال السورى والشمال
الشرقى، بالتعاون مع مجموعات كردية مرتهنة بسبب أوهام خاصة بالوجود الأمريكى.
ثمن إسقاط سوريا
وأشار د. المقداد – أيضا – إلى الدعم المادى الكبير من دول الغرب الذى قدم لهذه المجموعات الإرهابية، ذاكرا أن
هناك تصريحات معلنة تفيد أنه تم تقديم 37 مليار دولار لدعم المؤامرة، وأن الإذاعة البريطانية أعلنت قبل حوالى
4 أشهر أنهم قدموا فى مجال إعلام المؤامرة فقط 4 مليارات دولار لإسقاط سوريا، لكن سوريا صمدت، ونوه إلى
الدعم الذى قدمته إيران وروسيا لأجل أن تصمد بلاده، على الرغم من سقوط ضحايا من رجال الحكم والجهل
بمصير بعض المسئولين حتى الآن مثل محافظ أدلب، وإنقاذ آخرين فى اللحظة الأخيرة.
أشار الوزير السورى أيضا إلى علاقة أمريكا بما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وأرجع سبب عدم
انسحاب القوات الأمريكية من العراق إلى أنه منوط بها حماية قواتها فى المنطقة الشرقية من سوريا وما يسمى
“الجزيرة السورية” الممتدة من شط الفرات حتى الحدود السورية العراقية، وأن القوات الأمريكية تحمى وجودها
من خلال القواعد الموجودة فى العراق، وأنه على الرغم من جهود العراقيين لإجلائهم لا يزالوا يصرون على
التواجد.
العلاقات مع تركيا
تطرق الوزير أيضا إلى علاقات بلاده بتركيا وطرح السؤال: ماذا تريد تركيا ، وماذا نريد نحن من تركيا؟ وأسهب
فى الإجابة على السؤال شارحا الملابسات ومنتهيا إلى التأكيد على أن الأمر يتوقف على إنهاء تركيا لاحتلالها
لجزء من الأراضى فى الشمال السوري، ومشيرا إلى بعض جهود المصالحة، وسعى الجانب التركى لها، مع تحفظ
سوريا على تلك المصالحة وشرطها بعودة أراضيها المحتلة أولا، وتركيا هى التى تحمى جبهة النصرة والإخوان
المسلمين فى الشمال السورى.
وفى الإجابة على سؤال لكاتب هذه السطور: هل أنتم قلقون من تطور العلاقات المصرية التركية، نفى د. المقداد
بشدة، مؤكدا أن مصر تعمل على صون الحقوق السورية ودائما ما تقف مصر إلى جانب سوريا، وتتحدث عنها،
وهناك وساطات فى هذا الشأن ومنها أيضا وساطة الأصدقاء الروس
كشف د. المقداد أيضا طبيعة العلاقة بين المسلحين الإرهابيين فى مناطق النزاع فى سوريا وبين إسرائيل، هذه
العلاقة التى وصلت إلى قيام رئيس الوزراء الإسرائيلى الحالى نتنياهو بزيارة بعض الجرحى – دون استحياء – من
هذه العناصر الإرهابية خلال علاجها فى مشافى إسرائيل.
اللاجئون والعودة الطوعية
وفى شأن اللاجئين السوريين، أشاد الوزير السورى باحتضان مصر لهم، وحسن الضيافة، مؤكدا أن السوريين
الذين جاءوا إلى مصر لم يشعروا على الإطلاق بأنهم غرباء، ولم يشعروا بالتمييز، ومن جانبهم يحترمون
القرارات المصرية التى تمكنهم من متابعة حياتهم، ونوه الوزير إلى تشجيع بلاده للاستثمارات السورية فى مصر،
وداعيا المستثمريين المصريين للاستثمار فى سوريا، أما عن العودة الطوعية للاجئين إلى سوريا فقال الوزير إن
هناك توجيهات وآليات معمول بها في الوقت الراهن تتيح لجميع السوريين العودة إلى الأراضي السورية، مشددا
على كذب الدعاية الغربية، والإخوانية بشأن محاكمة من يعود من اللاجئين، ومتحديا أن يكون قد تم القبض على
لاجىء واحد عاد إلى بلده سوريا، ومشيرا إلى أن هناك مرسوما بالعفو الشامل عن أى جرائم يكون قد ارتكبها
اللاجىء قبل خروجه، إلا الجرائم الجنائية المتعلقة بحق الغير، وأن اللاجىء فى هذه الحالة يمكنه التصالح مع من
ارتكب بحقه الجرم ليسقط العقوبة عنه أو محاكمته.
وأكد الوزير أن معسكرات و”خيم” اللاجئين السوريين كانت معدة سلفا فى بعض الدول حتى قبل الشروع فى
عملية اللجؤ، لتوظيفهم أو الاستفادة من الدعم الغربى المقدم لهذه الدول بسبب اللاجئين، وأن عدد اللاجئين ليس
كما يتم الإعلان عنه من 3.5 إلى 4 ملايين ولكنه أقل من نصف هذا العدد الذى يدعونه.
العقوبات المفروضة على سوري
أوضح د. المقداد أيضا وطأة العقوبات الغربية على سوريا، وتقيد الغرب لحركة دبلوماسيها فى الأمم المتحدة،
مشيرا إلى قبول سوريا للقرار 2254 (الصادر عن مجلس الأمن عام 2015 ويتعلق بحل الأزمة السورية من
خلال عدد من الإجراءات والمطالب الغربية) ، لكن لا تزال العقوبات والحصار مفروضا على سوريا، ولا يسمح
لها حتى باستيراد (كوب زجاجى، أو حبة دواء)، والأمور المالية الخاصة بسوريا معلقة فى بنوك العالم، والمعدات
والأجهزة تقادمت، مؤكدا أن هذه العقوبات المتضرر منها الشعب السورى وليس المسئولين، ومتابعة إسرائيل
والدول الغربية للعقوبات قطعت هذا الخط الإنسانى.
حديث الإعلام وأسئلة الصحفيين
ومن جانبهم فقد أشاد الإعلاميون والصحفيون – من حضور اللقاء – بالموقف السوري الثابت والداعم للدولة
المصرية في مواجهة كل المهددات والضغوط التي تعرضت لها على مدار السنوات الماضية.
وعبروا عن تفهمهم لحقيقة الأوضاع في سوريا وما حدث طيلة السنوات الماضية، وحجم التضحيات التي قدمها
الجيش العربي السوري وقوات الأمن والشعب السوري، من أجل الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها في مواجهة
جماعات الإرهاب والتطرف والمخططات الغربية التي تسعى حتى الآن لشق الصف العربي وتفتيت الدول في
إطار مخططها المتواصل لتقسيم الشرق الأوسط.
وأشاروا إلى أهمية تكثيف التعاون المصري السوري، على جميع المستويات، وتبادل الزيارات الإعلامية، وتعزيز
التعاون الثقافي والاقتصادي بين البلدين.
سؤال عن سد النهضة
وفى رده على سؤال لأحد حضور اللقاء من الإعلاميين عن أزمة سد النهضة، أكد د. المقداد أن دمشق تقف إلى
جانب القاهرة في كل القضايا التي تمس أمنها المائي وكل ما يهدد أمنها القومي، ومطالبا بوقوف كل البلدان
العربية إلى جانب مصر فى حقوقها، ومعتبرا أن التحديات الراهنة هي مشتركة بين مصر وبلاده، ومواجهة
الضغوط التى تمارسها بعض الدول على البلاد العربية.
بقى أن نشير إلى أنه شارك بحضور اللقاء عدد من كبار الإعلاميين والكتّاب والصحفيين، ومنهم مصطفى بكرى،
وحمدى رزق، ونشأت الديهى، وسمير عمر، مدير مكتب سكاي نيوز بالقاهرة، وصلاح مغاوري نائب رئيس وكالة
أنباء تحرير الشرق الأوسط، وعمرو يحيى، مدير تحرير الأهرام، و د. رحاب الدين الهواري، مدير تحرير المصري
اليوم، ومحمد حميدة، وعدد آخر من الكتّاب والصحفيين.