رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تنوع أشكال السياحة الجديدة يسهم فى نموها.. “الضيافة الفاخرة” فى مصر تنتعش

210

اعتادت صديقتى التى تقيم مع زوجها فى إيطاليا منذ نحو 10 سنوات لظروف عمله، أن تحدثنى أكثر من مرة خلال الأسبوع الواحد، فقد كانت تريد أن تبقى على اتصال بمصر من خلالى وخلال آخرين من أهلها حتى لا تشعر بالغربة، وأنها انفصلت عن مجتمعها الذى اعتادت عليه كما كانت تقول. وفى واحد من أحاديثنا روت لى عن جارتها الإيطالية التى تنتمى لجذور عربية، والتى زارت مصر فى رحلة سياحية مؤخرًا، تجولت فيها خلال شهر كامل بين أرجاء مصر، وأكدت لها أنها من المهتمين بالتاريخ المصرى القديم، وأن ما شاهدته من آثار تجاوز خيالها، إلا أن ما أدهشها أكثر هو التقدم الحضارى والعمراني، وأيضًا الرفاهية والمستوى المتقدم بقطاع الضيافة، الذى لم تكن تتخيل أن تشاهده فى مصر، ضاربة المثل بالمشروعات السياحية فى العلمين الجديدة.

كتبت :علا عبد الرشيد

من المتوقع أن يصل حجم سوق صناعة الضيافة فى مصر إلى 3.78 مليار دولار فى نهاية العام الحالى 2024، بحسب مؤسسة الأبحاث الاقتصادية العالمية “موردر انتيلجنس” والتى تتوقع أيضًا أن يصل إلى 4.65 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوى مركب قدره 4.25% خلال الفترة المتوقعة (2024-2029).

وبسبب تنوع أشكال السياحة الجديدة، مثل السياحة الصحية والعافية، والطبية، والثقافية، أو السفر الترفيهي، كما أشارت “موردر”، فإن النمو فى قطاع السياحة فى مصر يخلق حافزًا لمشغلى الفنادق لتوسيع أعمالهم.

ولجذب المزيد من الإقامات الطويلة، يركز المشغلون على تلبية احتياجات العملاء النشطين، من خلال تنفيذ استراتيجيات مختلفة، تتضمن توفير تجربة أكثر استقرارا مع بيئة تشبه المنزل، وغرف واسعة، ومطبخ مجهز بالكامل، واتصال لاسلكى مجاني، ووجبة إفطار مجانية، وخدمة غسيل الملابس فى الموقع، وما إلى ذلك.

المتحف الكبير

وتتوقع المؤسسة البحثية، أن يؤدى افتتاح المتحف المصرى الكبير، المتوقع فى العام الحالي، والذى بدأ افتتاحا تجريبيا اعتبارا من الأربعاء الماضي، إلى جذب المزيد من السياح إلى البلاد، إذ تشهد مصر زيادة كبيرة فى أعداد السائحين مقارنة بالسياحة العالمية، مما يساهم فى النمو الإجمالى للبلاد.

ويشهد سوق الضيافة فى مصر نموًا متواصلاً، ومن المتوقع أن يستمر فى النمو خلال الأعوام المقبلة نتيجة للطلب السياحى المتزايد بسرعة والإنفاق المتزايد على الأنشطة الترفيهية والبنية الأساسية السياحية.

 وتعد السياحة مساهمًا رئيسيًا فى الاقتصاد المصري، ومع إطلاق العديد من المشاريع الجديدة فى القاهرة وغيرها من المدن المصرية الكبرى فى العام الماضي، من المتوقع أن يواصل قطاع الضيافة نموه القوى وأن يوفر دفعة قوية لقطاعات العقارات الأخرى.

نمو قوي

ويشهد سوق الضيافة فى مصر نموًا قويًا فى السنوات الأخيرة، مدفوعًا بالتعافى السريع للسياحة فى البلاد بعد وباء كورونا، وترجع “موردور” هذا إلى حد كبير إلى المبادرات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة والقطاع الخاص، مثل إدخال الإصلاحات وإنشاء منتجات/محركات طلب جديدة للضيافة، مؤكدة أن هذه المبادرات، ساهمت جنبًا إلى جنب مع الطلب المحلى القوي، فى انتعاش قوى للسوق.

وتعمل مصر على تطوير حزمة من الحوافز للمستثمرين المحليين والدوليين لبناء فنادق جديدة حتى تتمكن من تلبية هدفها الذى يمتد لخمس سنوات والذى يتمثل فى بناء 400 ألف غرفة فندقية.

مشاريع جديدة

وفى أحدث تقرير عن اتجاهات بناء الفنادق فى الشرق الأوسط من “لودجنج إيكونو متريكس” الأمريكية المزود الموثوق لبرامج قاعدة بيانات تطوير الأعمال، فقد ارتفع إجمالى المشاريع والغرف بنسبة 10% و5% على أساس سنوى ليصل إلى حوالى 600 مشروع، مع 146,521 غرفة فى نهاية الربع الثاني.

وبحلول نهاية 2023، كان هناك 330 مشروعًا بإجمالى 90,619 غرفة قيد الإنشاء، وزاد عدد المشاريع المتوقع أن تبدأ فى الإنشاء خلال عام بنسبة 17% على أساس سنوى إلى 102 مشروع تضم 23,909 غرفة، كما أشارت “لودجنج إيكونو متريكس”، قبل أن توضح أن المشغلين الدوليين يظهرون اهتمامًا كبيرًا بصناعة الضيافة والسياحة فى مصر، ما يضاعف التوقعات بأن يؤدى هذا الاهتمام إلى طرح مشاريع جديدة فى جميع أنحاء البلاد.

أمن الزائرين

وتتوقع “موردور”، أن يعزز الأداء القوى لقطاع السياحة فى مصر قطاع الضيافة، إذ زار مصر فى النصف الأول من العام الماضي، حوالى 5 ملايين سائح، بزيادة قدرها 85% عن نفس الفترة من العام السابق، وتعمل وزارة السياحة باستمرار على تعزيز سلامة وأمن الزائرين بالإضافة إلى تجربتهم الشاملة فى البلاد من خلال سياسات سياحية وطنية مبتكرة وأنشطة تسويقية دولية معززة.

وتعمل مصر على توسيع قائمة الجنسيات المؤهلة للحصول على امتيازات الحصول على التأشيرة عند الوصول، وتشمل هذه الجنسيات الصينيين والأتراك والجزائريين والمغاربة والهنود (الذين يحملون تأشيرات من دول مجلس التعاون الخليجي) والعراقيين (الذين يحملون تأشيرات من دول متقدمة).

الضيافة الفاخرة

وسلَّطت شركة “آرثر دى ليتل” – الاستشارات الاستراتيجية الرائدة عالميًا – الضوء على أبرز عوامل النجاح فى قطاع الضيافة الفاخرة فى ظل تزايد عدد الأثرياء وتغيُّر تفضيلات المستهلكين على الصعيد العالمي.

وأشار التقرير إلى أن قطاع الضيافة الفاخرة يشهد ازدهارًا ملحوظاً وطفرة غير مسبوقة فى أعقاب زيادة عدد المسافرين الأثرياء الذين يبحثون عن خوض تجارب شخصية فريدة ومتميزة.

وتُعَد منطقة الشرق الأوسط خير مثال على ذلك، فقد اتجه العديد من دول المنطقة إلى تنفيذ مشاريع ضخمة استهدفت من خلالها جذب السياحة فى هذا القطاع على وجه الخصوص. وقد أكَّد التقرير أن هذا الاتجاه سيُحدِث تحولاً جذريًّا فى سوق الفنادق الفاخرة فى الشرق الأوسط ويفتح آفاقًا جديدة للمستثمرين والمشغلين للاستفادة من الفرص الكامنة فيه.

مستويات استثنائية

وفى الوقت الراهن، يتجاوز حجم الطلب على غرف الفنادق الفاخرة حجم العرض المتاح من تلك الغرف، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع متوسط السعر اليومى لحجز الغرف إلى مستويات استثنائية تجاوزت 3 آلاف دولار أمريكى فى الفنادق التى يمكن إدراجها ضمن فئة الفنادق “الفاخرة جدًّا”.

وقد تأثر هذا الاتجاه بمجموعة من العوامل التى تضمنت تجارب الضيافة الفاخرة المخصصة، وعروض الرفاهية المبتكرة، والممارسات المستدامة المتميزة، وتجارب الطعام الفريدة، وثقافة التميز، والتى يعد جميعها من العناصر الحيوية المؤثرة فى جذب المسافرين الأثرياء الذين يبحثون عن تجربة إقامة استثنائية تتجاوز توقعاتهم.

نمو متسارع

ويشهد قطاع الضيافة الفاخرة فى الشرق الأوسط، نموًّا متسارعًا وملحوظًا، كما أوضح نقولاس نحاس، شريك ممارسة النقل والسياحة فى آرثر دى ليتل والمسئول الرئيسى للتقرير، مشيرا إلى أن الممارسات المستدامة والمبتكرة وعروض الرفاهية المتميزة التى تضفى تجارب شخصية استثنائية للزوار تضع معيارًا جديدًا من شأنه أن يجعل المسافرين الأثرياء أكثر استعدادًا لإنفاق المزيد من الأموال مقابل الحصول على تلك الخدمات، وهو ما يخلق فرصًا استثمارية غير مسبوقة للمستثمرين والمُشغِّلين فى المنطقة بأسرها.

وحددت “آرثر دى ليتل”، أبرز العوامل وراء الطفرة الاستثنائية فى استثمارات الفنادق الفاخرة فى منطقة الشرق الأوسط فى الوقت الراهن، أصبحت منطقة الشرق الأوسط مركزًا من أهم مراكز جذب استثمارات الفنادق الفاخرة وفى الوقت الذى شهد فيه قطاع الأفراد ذوى الثروات الضخمة الذين تزيد ثرواتهم على 30 مليون دولار، ارتفاعًا عالميًّا بنسبة 4.2% ليصل عددهم إلى حوالى 627 ألف شخص، فقد شهدت منطقة الشرق الأوسط زيادة كبيرة أيضًا بنسبة 6.2%.

زيادة الثروات

ومن المُتوقع أن يرتفع عدد الأفراد ذوى الثروات الضخمة بنسبة 28% بحلول عام 2028، وهو ما يدفع عجلة نمو قطاع الفنادق الفاخرة فى منطقة الشرق الأوسط وآسيا.

وتأكيدًا لما ذكره التقرير من الطفرة الاستثنائية والنمو الهائل الذى يشهده قطاع الفنادق الفاخرة، ذكرت شركة “كوستار” أن عدد الغرف الفاخرة المعروضة على الصعيد العالمى قد يصل إلى 1.9 مليون بحلول عام 2030، مقارنةً بعدد 1.6 مليون فى عام 2023.

كما تُعزز رحلات الأعمال زيادة الطلب على الغرف الفاخرة؛ حيث يبحث المديرون من المستوى المتوسط والعالى عن مساكن فاخرة لتعزيز ثقافة شركاتهم ومكافأة موظفيهم.

ركائز رئيسية

شهد قطاع الفنادق الفاخرة توسعًا ضخمًا على مستوى العالم؛ إذ ضاعف مشغلو الفنادق الفاخرة عدد الغرف المعروضة على مدار العقد الماضي، وحققت علامات تجارية، مثل Six Senses  وAman Hotels  وOne&Only  نموًّا كبيرًا، وهو ما يعكس التوسع الهائل فى هذا القطاع.

وتسلط تحليلات شركة آرثر دى ليتل لبيانات إنفاق المستهلكين الضوء على الاهتمام المتزايد بالتجارب الترفيهية والتعليمية والغامرة بلحظات الإثارة بدلاً من الإنفاق على السلع غير الضرورية، وهو ما يؤكد أهمية تقديم الخدمات الشخصية وعروض الرفاهية والاستدامة وتجارب الطعام وإرساء ثقافة التميز فى قطاع الفنادق الفاخرة.

وقد حدد التقرير 4 ركائز رئيسية يجب على المشغلين الاستفادة منها لدفع عجلة النمو فى قطاع الفنادق الفاخرة هى استراتيجيات التسويق والتواصل الفعَّالة، والقوى العاملة المُدرَّبة والمحفزة، والإدارة المالية المرنة، والاستفادة من البيانات والتقنيات.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.