رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الفريق أشرف عطوة لـ”أكتوبر”: القوات البحرية أحد دروع القوات المسلحة لحماية أمن مصر القومي

394

تحتفى القوات البحرية بعيدها الـ 57، وقد سطرت هذه القوات بطولات وإنجازات على مدار تاريخها، وتعد أحد أعمدة القوة العسكرية المصرية التى طالما كانت درعًا واقية وسيفًا حاميًا لأمن مصر القومى عبر العصور، فمنذ إنشائها فى عهد محمد على باشا عام 1809، والبحرية المصرية تسطر تاريخًا من التضحية والفداء. وتحتفل قواتنا البحرية منذ 21 أكتوبر 1967 بذكرى إحدى تلك البطولات التى علّمت العالم درسًا تاريخيًا يدرس بالأكاديميات البحرية العسكرية، حيث تمكنت قواتنا البحرية من تدمير أكبر وحدة بحرية إسرائيلية هى المدمرة إيلات التى اخترقت المياه الإقليمية المصرية، فقامت بتنفيذ هجمة باثنين لنش صواريخ من قاعدة بورسعيد البحرية باستخدام صواريخ بحرية (سطح/ سطح) فى معجزة عسكرية، واتخذ هذا اليوم عيدًا للقوات البحرية، بعد أن استطاعت تغيير الفكر الاستراتيجى العالمي.

وبهذه المناسبة أجرت “أكتوبر” هذا الحوار مع الفريق أشرف إبراهيم عطوة، قائد القوات البحرية، وإلى نص الحوار..

كتبت :د. نسرين مصطفى

ما أهمية مشاركة القوات البحرية فى المؤتمرات والمنتديات الدولية والإقليمية؟!

تعتبر تلك المؤتمرات والمنتديات الدولية والإقليمية فرصة لتبادل وجهات النظر بين القادة حول المشكلات والتحديات التى تواجه الدول فى المجال البحرى وسبل حلها وترسيخ أطر التعاون، كما تعتبر أيضا فرصة للاطلاع على ما تقوم به باقى بحريات العالم من أساليب لمجابهة التحديات والتهديدات التى تواجهها، وأحدث ما توصلت إليـه تلـك الـدول من تقنيات حديثة فى مجال التسليح والتدريب، كما تعد المحافل الدولية الكبرى فرصة متميزة لعرض وجهة النظر المصرية على صناع القرار على الساحة الدولية، بشأن الموضوعات ذات الاهتمام المشترك إقليميًا ودوليًا، مما يفسح المجال للقـرار المصرى بأن يمثل ضمن أى ترتيبات تجرى بشأن حل القضايا الإقليمية والدولية.

دائما ما يوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة مواكبة التقدم الفكرى والعلمى للفرد المقاتل.. وتحديد الدرجات العلمية التى تمنح لخريجى كليات الأكاديمية العسكرية المصرية.. فما الإضافات التعليمية.. وكيف يتم تنفيذها داخل الكلية البحرية؟!

وقعت القوات البحرية بروتوكول تعاون مع جامعة الإسكندرية، يحصل فيه طالب الكلية البحرية على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة الإسكندرية، ويهدف البروتوكول إلى رفع كفاءة الطلاب علميًا وعمليًا من خلال التعاون العلمى والبحثي، فيما بينهما مما يسهم فى تبادل الخبرات والإمكانيات العلمية بمختلف التخصصات لتحقيق أقصى استفادة بالمنظومة التعليمية، وبذلك يتخرج الضابط البحرى حاصلاً على البكالوريوس فى العلوم البحرية والعلوم العسكرية والعلوم السياسية، مما يمد خريجى الكلية البحرية بالخلفية العلمية الكافية لمواجهة التحديات، التى تُحتِّمها طبيعة العمل، بالإضافة إلى توقيع بروتوكول تعاون بين الكلية البحرية ومكتبة الإسكندرية حمل عنوان «سفارة المعرفة»، حيث يتيح البروتوكول لأول مرة وجود المادة العلمية (الرقمية) الخاصة بمكتبة الإسكندرية داخل كلية عسكرية.

تولت القوات البحرية المصرية مؤخرًا قيادة قوة المهام المشتركة 153 فما أهمية تلك المهمة وما المردود الإيجابى منها؟!

القوات البحرية المشتركة CMF هى شراكة بحرية متعددة الجنسيات ومن مبادئها الأساسية الالتزام بالقانون البحرى الدولى ودعم الحفاظ على الأمن البحرى الإقليمي، ومنذ انضمت مصر لها تولت القوات البحرية قيادة قوات المهام المشتركة 153 التى تم إنشاؤها أواخر العام الماضى حتى منتصف العام الحالى كأول دولة إقليمية تقوم بتولى تلك القوة بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذى ينعكس بالإيجاب على الحفاظ على حركة السفن التجارية من وإلى قناة السويس والتى تمثل أحد أهم المشروعات القومية التى وجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن الخطة الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة 2030.

فى ظل التطورات على الساحة العالمية والناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية.. ما التحديات والتهديدات التى من الممكن أن تواجه القوات البحرية المصرية حال المساس بالأمن البحرى الإقليمى الخاص بمصر؟!

تقوم القوات البحرية المصرية بمهامها على أكمل وجه وتتمثل تلك المهام فى حفظ مُقدرات الوطن وحماية مياهه الإقليمية، مثل تأمين حقل ظهر، وتأمين عبور السفن بقناة السويس، خاصة أن العالم فى الوقت الحالى يواجه تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، التى تتمثل فى مشكلة اقتصادية على مستوى العالم أجمع، فالعالم يعانى من مشكلة نقص الوقود والحبوب الاستراتيجية، وطبقاً لتوجيهات القيادة السياسية، فقد تم تفعيل عملية الترشيد فى استخدام السلع الاستراتيجية، والترشيد فى استهلاك الطاقة، كرد فعل طبيعى تجاه تلك الأزمة.

شهدت بعض الدول العربية العديد من الكوارث الطبيعية من زلازل وأعاصير أدت لانهيار المنازل وتدمير للبنية التحتية.. فما دور قواتنا البحرية فى مساعدة هذه الدول؟!

مصر فى طليعة الدول على مستوى العالم فى تقديم العون لأشقائها، ففى أعقاب الزلزال المدمر الذى ضرب سوريا وتركيا وجهت القيادة السياسية بسرعة إرسال مئات من أطنان المساعدات الإغاثية من مستلزمات طبية ومواد غذائية بحرا لكلا الدولتين، وفى السودان قامت القوات البحرية بإرسال وحدات بحرية محملة بمساعدات إنسانية تحتوى على مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية إلى المناطق الأكثر احتياجًا بعد الأحداث السياسية الراهنة، كما كانت مصر فى طليعة الدول التى قامت بإجلاء مواطنيها ورعايا الدول الصديقة والشقيقة من مناطق الصراع المسلح فقد تم إجلاء العديد منهم بحرا على متن الوحدات البحرية المصرية من ميناء بور تسودان، كما قامت القوات البحرية بإرسال حاملة المروحيات طراز ميسترال إلى ليبيا محملة بأطنان من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية وعربات الإسعاف والمعدات الفنية لإزالة آثار الكوارث الطبيعية الناتجة عن العاصفة دانيال، كما تم فتح مستشفى ميدانى داخل الحاملة لاستقبال الحالات الطبية والمرضى من أشقائنا فى ليبيا.

فى ظل التقدم المستمر فى تكنولوجيا التسليح البحرى وارتباطا بخطة تطوير القوات البحرية.. ما تفاصيل انضمام وحدات بحرية جديدة مثل الفرقاطة طراز ميكو للبحرية المصرية؟!

تم الاتفاق مع الجانب الألمانى متمثلاً فى شركة TKMS للحصول على أربع فرقاطات من طراز MEKO- A200 بحيث يتم تصنيع ثلاث فرقاطات فى ألمانيا والأخيرة جارٍ تصنيعها بشركة ترسانة الإسكندرية، وبالفعل تم استلام 2 فرقاطة من طراز MEKO- A200 وهما الفرقاطة العزيز والفرقاطة القهار والفرقاطة القدير مما سيزيد من قدرات القوات البحرية فى تنفيذ مهامها بمسرحى العمليات بالبحرين المتوسط والأحمر.

كيف يتم استخدام أحدث أساليب البحث العلمى وإنشاء قاعدة متطورة للتصنيع والتأمين الفنى والصيانة والإصلاح داخل القوات البحرية؟!

تمتلك القوات البحرية ثلاث قلاع صناعية؛ هى ترسانة إصلاح السفن بالقوات البحرية، والشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن، وشركة ترسانة الإسكندرية وجميعها تعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفنى وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، كما أصبحت لديها القدرة على التصنيع بعد تطويرها وفقاً لأحدث المواصفات القياسية العالمية، بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة، وقد قطعنا شوطاً طويلاً بالفعل فى تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانئ، ولنشات الإرشاد والقاطرات، بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فى مجال التصنيع المشترك من خلال مشاركتهم بنقل التكنولوجيا إلينا، حيث يجرى العمل فى مشروع الفرقاطات طراز (Meko-A200) بالتعاون مع الجانب الألماني، وتتم الصناعة فى هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة.

ما الدور الذى تقوم به القوات البحرية فى حماية المجتمع من مخاطر الهجرة غير الشرعية والقبض على المهربين؟!

قامت القوات البحرية بالتعاون الكامل مع كل الجهات المعنية بالدولة، وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية بتوجيه ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية، ونجحت المجهودات فى إلقاء القبض على العديد من البلنصات، وإحباط محاولة تهريب العديد من الأفراد إلى أوروبا، كما تم القبض على العديد من العائمات التى تقوم بأعمال تهريب (مخدرات/ سلاح / بضائع غير خالصة الجمارك)، وهى رسالة واضحة وقوية للدولة المصرية متمثلة فى دور القوات البحرية فى تأمين المصالح القومية والحفاظ على امن واستقرار مصر، كما ظهر دور الدولة المصرية إقليميا فى مجابهه ظاهرة الهجرة غير الشرعية.

ما الرؤية المستقبلية التى ترونها الأنسب لتقدم القوات البحرية على المستوى الإقليمى والعالمي؟!

نسعى دائمًا لتحقيق الارتقاء بمستوى الفرد المقاتل فى شتى الجوانب (فنياً / تخصصياً / لغوياً / تدريبياً) لمواجهة السرعة الفائقة لإيقاع التطور الحالي، باعتبار الفرد المقاتل الركيزة الأساسية فى منظومة الاستعداد القتالى حتى يكون قادرًا على استيعاب التطوير العالمى فى مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة، وامتلاك المزيد من الوحدات البحرية الجديدة مع الاهتمام بالتأهيل العملى والعلمى لطلبة الكلية البحرية.

كلمة تود أن توجهها لأبناء القوات البحرية والشعب المصرى بهذه المناسبة؟!

أوصيهم بالاستمرار فى المحافظة على الكفاءة القتالية للأفراد والمعدات واليقظة التامة والإدراك العالى لمستجدات المرحلـة، التى تمـر بـهـا بلدنا الحبيبة مصــر للحفاظ علـى مكتسبات الشعب المصرى والحفاظ على الاستعداد القتالى العالى لقـواتنا البحرية ليكونوا جـاهـزيـن فى أى وقـت لتنفيذ المهام الموكلة إليهم مـن الـقـيـادة الـعـامـة للقـوات المسلحة، بحرفيــة وقـــوة وإصــــــرار جـــديـريـن بثقـة الـوطـن فـيهم، ومستحقين للقب خير أجناد الأرض.