رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الفقاعة العقارية على الشاشة!

23

بعد الارتفاع الرهيب فى أسعار العقارات خلال الفترة الأخيرة، كثر الحديث حول مفهوم الفقاعة العقارية ومدى إمكانية حدوثها فى مصر، مثلما حدث خلال الأزمة المالية، التى مر بها العالم فى 2008، فى واحدة من أكبر الكوارث الاقتصادية العالمية وأكثرها تأثيرا، منذ الكساد الكبير، الذى حدث فى عشرينات القرن العشرين.

وبدأت الأزمة المالية فى الولايات المتحدة الأمريكية وتحولت إلى أزمة خاصة بالعقارات فى شهر سبتمبر لنفس العام ثم بعد ذلك إلى أزمة بنكية، التى أدت إلى انهيار بنك ليمان الأمريكي.

والسبب الأساسى لحدوث الأزمة المالية فى الولايات المتحدة هو استنفاذ المحافظ الخاصة بالرهون العقارية، التى أدت لخسارة نحو 4 مليارات دولار أمريكى، فضلا عن انخفاض سعر المساكن بنسبة 31.8%، كما رفعت نسبة البطالة إلى 9% لمدة عامين.

الكثير من المحللين وخبراء الاقتصاد توقعوا حدوث الأزمة المالية فى بداية عام 2008، وذلك عندما بدأت ترتفع أسعار العقارات بشكل غير طبيعى ويفوق كل التوقعات بمراحل كبيرة، وهو ما أدى إلى حدوث زيادة فى منحنى الخطر، بسبب ارتفاع هذه الأسعار، التى أطلق عليها الخبراء الفقاعة المالية.

والمعروف أنه من الطبيعى أن يحدث تغير فى الأسعار نتيجة تأرجح المؤشر الاقتصادى اليومى أو الدوري، ولكن بعد أن حدث ارتفاع غير متوقع فى أسعار العقارات، حدث انخفاض غير طبيعى ومفاجئ فى أسعارها.

قدمت السينما الأمريكية عددًا من الأفلام التى تمكنت من شرح الظاهرة وتبسيطها بطريقة مفيدة ومسلية، ومن أهم تلك الأفلام: «margin Call the» من إخراج جى سى تشاندر وإنتاج 2011، والفيلم يرصد تصرفات مجموعة من الموظفين والمديرين التنفيذيين فى بنك استثمارى بنيويورك خلال الساعات الـ24 الأولى من الانهيار المالي، ويكشف بجرأة غول الرأسمالية المرعب الذى يسحق فى طريقه ليس فقط الضحايا المخدوعين والناس العاديين، ولكن حتى أربابه وكهنته من المضاربين وشركات الوساطة والعاملين فيها.

فيما تدور أحداث فيلم «Big Short»، المقتبس عن واحد من أكثر كتب النيويورك تايمز مبيعا، حول مجموعة من رواد الأعمال وموظفى البنوك الذين تنبأوا بالأزمة الاقتصادية العالمية قبل وقوعها بعامين تقريبا، ومع ذلك فلم يقم أى واحد منهم بتحذير العالم من الخطر القادم.

أما فيلم «Wall Street: Money Never Sleeps»، فيبدو من خلاله المخرج «أوليفر استون» مصرا هو الآخر على إدانة النظام الرأسمالى الذى يحكم الاقتصاد الأمريكي، مخالفا بذلك اتجاه الجزء الأول من الفيلم، الذى قدم فيه الصراع فى «وول ستريت»، من وجهة إنسانية تتأمل فى ضعف شخصيته الرئيسية، أو الشاب المصرفى «باد فوكس»، أمام إغراءات الثروة والجاه، التى يلقيها أمامه الرأسمالى المخضرم «جوردن جيكو»، ذلك الشيطان الذى يستغل ضعف الإنسان الغريزى أمام شهواته؛ ليضمن استمرار دوران آلة الشر.