رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

آخر كلام

19

محسن حسنين

 

× ماتزعلوش مني..!

سأتخلى اليوم عن الكتابة بأسلوبي الساخر المعتاد عن أهم القضايا على الساحة؛ لأنني أستشعر أن الوضع الاقتصادي الراهن لا يحتمل أي سخرية أو هزار؛ بل لابد من أن أسهم برأيي المتواضع فى كيفية الخروج من المأزق الحالي

وأرجو ألا تنزعجوا من كتابتي بهذا “الوش الخشب”..!

× قد يكون كلامي هذا صادما للكثيرين.. لكنه خلاصة خبرة تقترب من نصف قرن فى الصحافة الاقتصادية؛ عايشت فيها كل أنواع الأزمات التي مرت بها مصر.. من أزمة بل أزمات نقص النقد الأجنبي.. وأزمة ارتفاع ديوننا الداخلية والخارجية مرورًا بأزمة ارتفاع فاتورة الواردات والعجز المزمن فى الموازنة العامة للدولة وميزان المدفوعات؛ وحتى أزمة التضخم وارتفاع أسعار كل شيء.. حتى المش والجعضيض..!

لذلك أقولها بملء الفم أن مصر تحتاج الآن، أكثر من أى وقت مضى، لـ “حكومة أزمة” تفكر خارج “الصندوق”، فقد تكالبت علينا الأزمات كلها فى نفس الوقت.. فى ظروف لم نشهدها على مدى تاريخنا الحديث..

فإلى جانب أزمة نقص النقد الأجنبي، تفاقمت أزمة الديون الداخلية والخارجية، فى نفس الوقت الذي تضربنا فيه بلا هوادة، وتضرب العالم كله، موجات تضخم أشبه بإعصار “تسونامي”.. وسط حروب وصراعات وأزمات غذاء وطاقة عالمية وانتشار أوبئة.

ألا يستدعي كل هذا تشكيل “حكومة أزمة” تضم خيرة علمائنا وعقولنا الاقتصادية والسياسية؛ لوضع خطط علمية لتجنب الآثار المدمرة للأزمات الراهنة على البلاد والعباد..؟!

هذه كلمتي أقولها لوجه الله والوطن بعد أن وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا.. ربنا يجعلها خفيفة على الحكومة ووزراء الحكومة..!

× أعتقد أنه يجب أن يكون على رأس “حكومة الأزمة” شخصية تعلم تماما كيفية التعامل مع المؤسسات الدولية خاصة صندوق النقد الدولي؛ لأننا فى المرحلة الراهنة نحتاج وبقوة لمساندة الصندوق للتعامل مع أزمة الديون بإعادة الجدولة والحصول على شرائح جديدة من الصندوق؛ والحصول على شهادة بجدارتنا الائتمانية.

وفى تقديري أن هناك شخصيتين تنطبق عليهما هذه المواصفات، أولهما هو الدكتور يوسف بطرس غالي، وزير المالية الأسبق، الذي كلفه صندوق النقد الدولي بحل أزمة الديون اليونانية وتولى أجندة الإصلاح الاقتصادي فى كل من نيجيريا وأنجولا.

وثانيهما هو الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار الأسبق والمدير التنفيذي الحالي لصندوق النقد الدولي وعضو مجلس إدارته ممثلا لمصر والمجموعة العربية.

وأنا شخصيا أرجح كفة محيى الدين لأسباب عديدة، وعلى فكرة فقد كنت من أشد المنتقدين لغالي ومحيي الدين فى عز قوتهما عندما كانا فى منصبيهما الوزاريين وقربهما من القيادة السياسية ومركز صنع القرار آنذاك.. لكنني مع ذلك أرى أن المرحلة الراهنة تحتاجهما وبشدة للتعامل مع الأزمة الحالية..

مرة ثانية.. أقول قولي هذا وأتمنى أن يكون كلامي خفيفا عليهم.. وعليكم..!!