فى الوقت الذى شكّل انتشار الحروب والإرهاب فى الشرق الأوسط تهديدًا كبيرًا للسلام والاستقرار العالمى وتورط العديد من دول العالم فى حروب بالوكالة، هناك حاجة للإجابة عن سؤال أساسى وحاسم وهو: ما الأسباب الأساسية والجذرية لهذه الصراعات؟ ومن هو المسئول عن خلق هذا الوضع الكارثي؟

حتى نصل إلى جواب يؤدى إلى حل مناسب لإنهاء الحروب ودعم السلام والاستقرار فى العالم، فنجد تقاربًا شديدًا بين الحرس الثورى الإيرانى وجماعة الإخوان المسلمين من حيث الأيدلوجية والفكرة والأهداف والانتشار والتدخل فى الشئون الداخلية لعدد من الدول.

وقد يتشابه المنهج الفكرى لقادة الإخوان مع قادة الثورة الخمينية من حيث الاعتقاد بعالمية التوحيد وأن الإسلام هو الطريق الوحيد لحياة أفضل ومبدأ السمع والطاعة وغيرها من الأفكار، وأصدق مثال على ذلك هو الاسم ذاته، المرشد الأعلى لدى الشيعة والذى يعد رأس النظام الشيعي، والمرشد العام للإخوان هو رأس الجماعة.

فإننى من خلال سلسلة مقالات، سيتم سرد أفكار تلك الجماعات ونقاط التقارب بينهم، مهما اختلف الشكل العام لكن تتشابه المواقف والأسلوب.

فمنذ بداية جماعة الإخوان الإرهابية العمل وهى دائمًا تبحث عن تحالفات تدعم فكرها السياسى وتؤمن به، وهو ما تحقق مع الثورة الخمينية فى نهاية السبعينيات، والتى قامت على أساس دينى لإقامة الخلافة الإسلامية.

وإن عدنا بالتاريخ للوراء، سنجد اجتماعات ولقاءات مستمرة بين قيادات الإخوان وقيادات الثورة الخمينية، فإن حسن البنا وضع حجر الأساس فى علاقة الإخوان بالشيعة عام ١٩٤٧ سعيا منه فى التقريب بين المسلمين السنة والشيعة فقال فى زيارة الوفد الإيرانى الشيعى الذى كان يضم الفقيه الشيعى محمد تقى القمى لمقر المركز العام للإخوان المسلمين مقولته الشهيرة (اعلموا أن أهل السنة والشيعة تجمعهم كلمه لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وهذا أصل العقيدة، والسنة والشيعة فيه سواء على الالتقاء، أما الخلاف بينهما فى أمور من الممكن التقريب فيما بينهما).

حقا.. الغاية تبرر الوسيلة هو الهدف الأسمى والأعلى والعام لدى الجماعة الإرهابية.