https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

غزة والنزوح الأخير

225

مع اقتراب حرب الإبادة والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من بدء عامها الثالث، شهدت مدينة غزة أكبر موجة نزوح جماعي منذ عملية اجتياح المدينة مع تصعيد قوات الاحتلال قصفها للأبراج والمباني السكنية المتبقية، لتبدأ رحلة النزوح من جديد نحو المجهول الذي ينتظرهم في الجنوب.

غطرسة القوة في مواجهة شعب أعزل محاصر يواجه المجاعة بشجاعة نادرة، أعمت الكيان المحتل وحكامه المجرمين ليس فقط لدفع الفلسطينيين للهجرة القسرية من القطاع، بل أيضا لتوسيع نطاق الصراع في المنطقة في سبيل تحقيق الحلم الصهيوني نحو إسرائيل الكبرى، الذي لن يتحقق على أنقاض الأراضي العربية وشعوبها المحتلة، رغم التجاهل العالمي والدعم الأميركي.

ما يشهده قطاع غزة حالياً كارثة إنسانية ، في ظل استمرار القصف العنيف الذي يستهدف المباني السكنية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تستخدم مختلف العتاد العسكري من الطائرات الحربية إلى القنابل الدخانية والطائرات المُسيّرة والدبابات، لإجبار السكان العزل على النزوح من المدينة.

قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل في عدة محاور شرق مدينة غزة، ما أدى إلى موجات واسعة للنزوح القسري، في ظل غياب البنية التحتية والقدرة الاقتصادية على التنقل، ورفض شعبي واسع لمغادرة المدينة، فيما يقف جزءاً كبيراً من سكان مدينة غزة يرفضون مغادرتها رغم القصف المتواصل، فهم يدركون جيداً أن ترك المدينة يعني فقدانها بالكامل وستصبح مجرد مدينة خيام، فما زال أكثر من نصف مليون فلسطيني داخل المدينة يتعرضون للاستهداف والقتل دون ملاذ آمن.

مشاهد نزوح الشعب الفلسطيني من مدينة غزة التي يشاهدها العالم على الهواء مباشرة دون أية تحركات دولية لوقف هذه الكارثة الإنسانية، كانت قاسية على قلوب كل مسلم وعربي، بل وكل إنسان حر يرى الأطفال والنساء والعجائز يواجهون القنابل والقصف بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، حاملين ما تبقى من خيامهم وأمتعتهم في رحلة النزوح الجديدة وسط تصاعد موجات المجاعة والجوع والموت التي اجتاحت مدن القطاع.

يبدو بالفعل أنه النزوح الأخير للشعب الفلسطيني في غزة على الرغم من مناشدات شعوب العالم أجمع لوقف حرب الإبادة الجماعية بالقطاع، وهو ما أكدته مصر بعد التصعيد الأخير ودخول الخطة الإسرائيلية لاجتياح غزة برياً حيز التنفيذ، متجاهلة عواقب هذا التصعيد المتهور الذي يمكن أن يقود المنطقة بأكملها نحو المواجهات العسكرية المباشرة.

حمى الله مصر وشعبها العظيم