بدأ الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم فى تنفيذ برنامج تطوير التعليم فى مصر وخاصة المرحلة الأولى لهذا العام وقرأت العديد من التصريحات عن هذه المنظومة الجديدة.. وهى مبادرة عظيمة وتحد كبير فى وقت يئن فيه المواطن من خلل منظومة التعليم خلال عدة عقود بعدما كان للتعليم فى مصر مكانة كبيرة ويقدم المحتوى الذى يبنى ويصنع أجيالًا قادرة على صنع المستقبل.
ولكن الحال لم يدم واستمر التدهور منذ سنوات طويلة تصل لأكثر من أربعة عقود من الزمن تركت أسوأ الأثر على المتخرج من هذه المنظومة والتى تعتمد فى الأساس على الحفظ والخروج من بوابة الامتحان أو التعليم لمجرد الحصول على شهادة يتعامل بها.
وأيضًا أصبح هذا الخريج لا يلقى القبول لدى أسواق العمل فى مصر والبلدان المجاورة.. بل وإن العملية التعليمية أصبحت عبئًا كبيرًا على الأسرة المصرية ماديًا ومعنويًا والأسرة تلهث من أجل توفير قدر جيد أو مناسب من التعليم لأولادها.. ولكن هيهات فلدينا أكبر خليط ممكن أن يتواجد فى بلد من نوعيات التعليم وخاصة فى التعليم ما قبل الجامعى..والعديد من المدراس الدولية ومطالبها التى لا تنتهى بالرغم من الشكاوى المتعددة.
إضافة إلى تردى مستوى المدرس والقائمين على العملية التعليمية فى المدارس وإلغاء الكثير من الأنشطة التى تعتبر أساسية فى العملية التعليمية كحصة القراءة أو المكتبة والأنشطة الفنية من موسيقى وشعر وخلافه لها أثر كبير فى بناء شخصية الطفل وتنمية مهاراته.
إرادة التغيير
ألمس مدى قناعة الوزير وجهده فى التغييرات المطلوبة لملاحقة العصر ووضع الطالب المصرى فى المستوى الذى يعيش فيه أقرانه فى مختلف بلدان العالم وأن هذا التغيير مكلف ماديًا ونفسيًا وكذلك التصدى لموجات التشكيك التى يواجهها أى تغيير فى مصر حيث إن المواطن دائمًا ما يرفض التغيير قبل معرفة محتواه أو الهدف منه.. وهذا يتطلب جهدًا كبيرًا من القائم على التغيير والتطوير بشرح الهدف من التطوير وأسبابه والنتائج المرجوة منه وأنه لمعالجة مشاكل نعانى منها جميعًا المدرس والطالب وولى الأمر والمستقبل لمخرجات التعليم فى مصر وخاصة سوق العمل.
آثار كبيرة
لا يوجد قرار مهما كان هدفه إلا وكان له الكثير من الآثار الإيجابية والآثار السلبية تحدثنا أنها ضرورة وأن الهدف من عملية التطوير إيجابى لمعالجة مشاكل كثيرة ولم تنجح الكثير من الجهود فى حل هذه المشكلة والتصدى لها.
ولكن هناك دور نشر قامت من أجل الكتاب المدرسى التعليمى والذى له أثر فى العملية التعليمية وكذلك هى صناعة نشر مهمة منذ سنوات عديدة ويعمل بها الآلاف من المعدين والمؤلفين وكافة عمليات الصناعة من التأليف إلى الطباعة والتوزيع.. أيضًا هناك دور نشر أخرى تعمل على إعداد مناهج تعليمية مصرية وتنتج لجميع مراحل التعليم ولها استثمارات كبيرة.. يجب دراسة موقف هذه الصناعة ومن يمثلونها وحجم استثماراتهم وأن يكون هناك سبل للحل.. لأن التجاهل لهذه الصناعة الوطنية له أثر كبير على العاملين فيها وكذلك ما تم استثماره من أموال أنتجت هذا المنتج التعليمى!!
أيضًا حتى تاريخه لم يصدر ترخيص لدور النشر التى أعدت الكتب الخاصة بالسنة الأولى «ابتدائى» لتداول الكتب الخارجية الخاصة والمعتمدة من الوزارة بالأسواق مما أعطى الفرصة الكبيرة لبعض دور النشر المجهولة لتزوير بعض الكتب والنزول بها إلى الأسواق دون ترخيص أو تصريح من الوزارة.
بنفس الروح والإيجابية التى يعالج بها الوزير الهمام د. طارق شوقى المشكلات نأمل أن يتسع صدره لمناقشة أى آثار سلبية لهذه القرارات على صناعة الكتاب المدرسى من ناشرين وأصحاب مصانع وفريق عمل كبير للمكون التعليمى.. ونحن جميعًا مع التغيير من أجل مستقبل أفضل.. ونجاح هذه الجهود التى تبذل من أجل أبنائنا وتعليم أفضل.

رئيس مجلس الإدارة
التعليم وإرادة التغيير
By amrسبتمبر 21, 2018, 18:17 مالتعليقات على التعليم وإرادة التغيير مغلقة