يرن فى أذنى هذه الأيام «جرس المدرسة» وذكريات الطفولة والصبى، ويوم أن كنا صغارًا أبرياء تجمعنا منافسات أوائل الطلبة ولعب الكرة الشراب.. لم يكن بيننا وقتها أى نفسنة أو غيرة أو حقد، لم يفكر أحد فى اللف والدوران والمصلحة الخاصة.. لم يكن بيننا منافسة سوى فى التحصيل الدراسى والنجاح.
جمعتنى المدرسة خلال هذه الفترة بمجموعة من الأصدقاء قلما تجود الأيام بمثلهم.. قضينا سويًا «أحلى الأوقات» إلى أن فرقتنا سنة الحياة وتخصص كل منا فى دراسة مختلفة وتخرجنا فى الجامعة وبدأنا ننزل معترك الحياة.
وغابت أخبار كل منا عن الآخر إلى أن بدأنا نتلاقى منذ فترة قصيرة عبر الفيس بوك وأعتقد أن هذه هى الميزة الوحيدة التى لمستها لهذا الاختراع العجيب حتى الآن.
تلك العودة الحميدة جعلتنى أتابع عن قرب تجربة هى من وجهة نظرى نموذج مصغر لحالة الحراك الذى شهدته مصر خلال الفترة الماضية.
هذه التجربة باختصار تجمع لبعض من شباب القرية فى أعمار مختلفة ودراسات ووظائف وأعمال مختلفة أرادوا أن يقدموا شيئًا لبلدتهم التى رأوا أنها ظلمت كثيرًا وأهملها المسئولون وغض عنها الطرف نواب البرلمان، رغم أنها أول القرى التى كانوا يتسابقون ويتنافسون فى كسب ود وتأييد أهلها لأن بها أكبر كتلة تصويتية فى الدائرة التى تتبعها.
كوّن هؤلاء الشباب صفحات وجروبات على الفيس واستطاعوا أن يجمعوا حولهم أعدادًا كبيرة ثم دعوا إلى اجتماع عام يحضره الكبار والصغار والنساء والرجال لمناقشة ما يمكن فعله لتقديم خدمات للقرية وأهلها والإصلاح من حالها.
استجاب البعض لهذه الدعوة وعزف البعض وكانت بداية وخطوة مهمة نحو تحريك المياه الراكدة فى بحيرة العمل العام بهذه القرية، إلا أن الأمر لم يرق للبعض، فبدأت محاولات الاستقطاب وبدأت معها التجربة فى الانهيار ولاحت فى الأفق منافسات بين بعضهم البعض، وانشغلوا فيما بينهم بما قال فلان وعلّق علان ونشر ترتان وباتت التجربة المثالية الرومانسية على حافة الفشل.. بل أعتقد أنها فشلت بالفعل وظنى أن ذلك الفشل لأنها لم تأخذ بأسباب النجاح المنطقية والعلمية وهى تلك الأسباب التى ارتكزت إليها الدولة ورأيناها تتجسد فى أشكال عدة منها البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب والأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب ممن لا يريدون الانتماء لأى أحزاب أو تكتلات ويرون فى أنفسهم القدرة على العمل العام وخدمة البلاد.
هناك طاقات كبيرة وكثيرة فى قريتى وقرى مصر كلها من هذا النوع تحتاج إلى إدارة حقيقية وتوجيهية لأن الأمل معقود على هذه الطاقات الشبابية التى تهدف إلى مصلحة مصر دون أى «خلط».
ربما خسرت متابعة ثمار هذه التجربة الرومانسية ولكننى كسبت رومانسية الذكريات وأن أتحدث إلى أصدقاء طفولة والدراسة.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن
صالون الرأي
«أصحاب ولا بيزنس»
By amrسبتمبر 21, 2018, 18:15 مالتعليقات على «أصحاب ولا بيزنس» مغلقة
1103
TAGالمدرسة