رئيس مجلس الإدارة
أربيل.. الحاضر والمستقبل
By mkamalأكتوبر 14, 2018, 12:34 م
1598
تعيش أربيل هذه الأيام حدثًا من أهم الأحداث الثقافية وهو معرض الكتاب الثالث عشر والمعرض علامة فارقة فى تاريخ المدينة بل فى تاريخ كردستان العراق التى تحرص على إقامته وتوفر له كل أسباب النجاح.
وقد تم افتتاح المعرض الأربعاء الماضى الموافق العاشر من أكتوبر فى تنظيم كبير جيد بحضور الرئيس مسعود بارزانى الزعيم الكردى الذى يرعى هذا الحدث بنفسه وهى دلالة على أهمية الثقافة فى بلد يهتم بالمواطن ويعلم أهمية الكتاب وتأثير صناعة النشر فى عملية البناء، وشارك فى الافتتاح وزير الثقافة العراقى رياض رواندزه وأيضًا محافظ كردستان نوازا دهاور ومجموعة من سفراء وقناصل الدول بالعراق.
وقدمت فرقة فنية من نينوى وهى فرقة سهل نينوى مجموعة من المقطوعات الفنية الغنائية من التراث العربى والعراقى حازت إعجاب الحاضرين وقد تفقد الرئيس بارزانى أجنحة المعرض التى شارك فيها حوالى 300 ناشر من العراق ومجموعة من الدول العربية من بينها مصر التى يشارك منها حوالى خمسون ناشرًا يقدم كل منهم أحدث ما صدر لديه وشاركت دار المعارف أيضًا لأول مرة فى هذه التظاهرة الثقافية لما لمعرض أربيل من أهمية وجمهور يحب الثقافة ويسعى إليها.
والحقيقة أن الناشر يسعد عندما يجد تجاوبًا من القارئ لرؤية ما صدر حديثًا أو شراء احتياجاته من الإصدارات المعروضة، ومن تجربة الأردن يقيم معرض أربيل دار المدى وهى مؤسسة إعلامية شاملة تصدر الجريدة ولها إذاعة ودار نشر تصدر مجموعات متنوعة فى جميع المجالات.. وقد كان لهذا العام خصوصية ليصل تنظيم المعرض إلى حالة النضج فى التنظيم والإدارة والفعاليات الثقافية ليتواجد وبشدة على خريطة معارض الكتاب العربية.
كردستان
قد لا يعلم الكثيرون معلومات كثيرة عن كردستان وهى أحد أقاليم العراق الشقيق التى منحت الحكم الذاتى ولها خصوصية فى الثقافة وتركيبة الحياة للشعب الكردى فى هذا البلد أو المقاطعة الأبية التى كانت عصية عن الاستسلام واستطاعت أن تصد هجوم داعش التى لم تستطع أن تجد موطئ قدم لها فى هذه المنطقة وكان لقوات البشمركة البواسل اليد العليا فى الزود عن أراضيهم وجعل منطقتهم آمنة من جحافل الحركات المتطرفة التى قلبت موازين الحياة فى العراق الشقيق بل كانت تستضيف سكان المناطق القريبة فيها كمنطقة آمنة.. وهذه الخصوصية جعلت من المقاتل فى الإقليم يزود عن أراضيه وأهله بعقيدة صلبة وصمود غير مسبوق.
والمتابع لكردستان منذ سنوات وإلى الآن يجد أن هناك تطورًا فى كل شىء ملحوظ لكل قادم إلى هذه البلاد.. هنا بلد له تاريخ وحضارة كبيرة ممتدة عبر القرون منذ سنة 522 هـ، بدأت إمارة أربيل ومرت بمراحل كثيرة عبر التاريخ الإسلامى وازدهرت فيها الحياة إلى حد لم يسبق له مثيل وتاريخ هذه المنطقة يستحق الاهتمام لمعرفة مكونات هذا الشعب الذى هو جزء لا يتجزأ من شعب العراق الشقيق.
وهذا هو دور الثقافة والإعلام الذى يساهم فى نشر المعلومات والثقافات بين مناطق الوطن العربى وهى من أهم عناصر الإنتماء وتنمية الارتباط بين الشعوب وبعضها.. فاللغة والدين والثقافة والتاريخ مكونات هذه الوحدة.
الآن تجد هذه البلاد فى حراك ونمو سريع فى الاستثمار والعمران والتعليم ليكون الشعب مزيجًا واحدًا مترابطًا.. وما لمسته من نمو وتطور وتغير فى أسلوب وإدارة البلاد يقول إنها على الطريق فالأمن والأمان موجود والشغل الشاغل البناء والتعمير وتنمية هذه البلاد لصالح المواطن.
سعدت بشعب كردستان وخاصة مدينة أربيل ومعرضها وثقافتها تعيش بين أناس يحبونك ويتعلموا على أيدى علماء وأساتذة مصريون وفنانون مصريين.. وقد ذكر أحد المتحدثين الأكراد أن صلاح الدين الأيوبى من هنا وأن أحمد بدرخان كذلك وأحمد بك شوقى أمير الشعراء.
نعم فالوطن العربى لم يصنف فالفن يوحده بالشعر والغناء والثقافة والمتابع واحد هو المواطن العربى.
هل نقول أمجاد يا عرب أمجاد؟!.. مازال لدينا الكثير ممكن أن نصنعه.