رئيس مجلس الإدارة
ومضات مضيئة
By mkamalأكتوبر 28, 2018, 11:23 ص
2428
فى حياتنا العملية كثيرًا ما تحدث ومضات مضيئة لها أثر فى سلوك الإنسان تحفزه على المضى قدمًا وتثبت من خطواته.. وتكون نبراسًا له فى طريق ملىء بالصعاب والمشاكل.. وتدفعه إلى الأمام وتزيد من عزيمته.. وهذه الأمور تحدث كثيرًا على مستوى الشعوب نتاج جهود كبيرة للوصول إلى تحقيق الآمال المنشودة والتغلب على العقبات والوفاء بآمال وأحلام أبناء هذا الشعب.. وقد يُحدث ذلك أفراد أو مؤسسات أوقيادات اقتصادية أو سياسية داخل المجتمع..وفى الفترة الأخيرة بدأ فعلًا يلوح فى الأفق العديد من الومضات المضيئة سواء على المستوى الفردى أو المهنى أو الاقتصادى والإقليمى.
سد روفيجى
ونبدأ بالحدث الجميل بفوز المقاولون العرب بمناقصة تنفيذ سد بتنزانيا ودعوة رئيس تنزانيا للرئيس عبد الفتاح السيسى للمشاركة فى وضع حجر الأساس.. فهى خطوة موفقة لها أن تقيم الشركة سد روفيجى وأن تفوز وسط منافسة عالمية بهذا المشروع الكبير بل وأيضًا بالشراكة مع شركة السويدى إليكتريك بمحطة كهرباء السد.
هذا إلى جانب تعاون مصر مع جنوب السودان بتعميم سد ينشأ هناك وسد أوغندا فهى بمثابة رسالة قوية للتعاون المصرى الأفريقى وانتشار الشركات المصرية بأفريقيا مما يعزز العلاقات السياسية والاقتصادية المصرية وفقًا لسياسة مصر الجديدة تجاه القارة والتى أرساها الرئيس السيسى.
عودة القطن
بعد سنوات من الإهمال والتراجع يعود الأمل لمنتج يعرفه العالم فى شرقه وغربه علامة تجارية منذ عقود من الزمن يرغبها المستهلك فى كل مكان أن تكون ملابسه من القطن المصرى.. بل يفتخر كل متاجر العالم ببيع المنتج المصرى.
نجد أن إنتاج القطن هذا العام زاد بمعدل قنطار ونصف للفدان تقريبًا وهو مؤشر جيد لعودة القطن المصرى للريادة والسمعة الجيدة فى العالم أجمع فهى ومضة وخطوة على الطريق.
لب الورق
وهى المادة الأساسية التى نستوردها بحوالى 25 مليار جنيه سنويًا.. ولدينا شركة بها خطوط إنتاج ولكنها متوقفة عن إنتاج الورق لعدم وجود المادة الخام محليًا وتكلفة الاستيراد.. نجد أحد الباحثين د. جلال عبد النبى استاذ الكيمياء الخضراء بالمركز القومى للبحوث قد استطاع بعد عدة أبحاث ابتكار تكنولوجيا محلية جديدة للاستفادة من هذه المخلفات «قش الأرز ومصاصة القصب» وتدويرها وإنتاج خامات اقتصادية مهمة مثل لب الورق ومادة لاصقة وأخرى غير سامة تستخدم كمادة حافظة واستحق الميدالية الذهبية فى معرض الابتكارات الدولية بجنيف هذا العام وميدالية ذهبية عام 2017 من المؤسسة العالمية للملكية الفكرية.
لم يتوقف الباحث عند ذلك بل لديه العديد من الاختراعات والبراءات تخص احتياجات لنا منها تحلية المياه سواء مالحة أو ملوثة.. ولكن الأمل سرعة تبنى هذه الاختراعات من بلده خاصة إذا كانت تلبى احتياجًا لشىء ضرورى ومهم مثل لب الورق وأثره على صناعة الورق وصناعة النشر فى مصر وتوفير الملايين من الدولارات التى تنفق سنويًا لسد الاحتياجات.. وآمل أن نعكس المثل ويطرب زمار الحى لأننا فى حاجة ماسة إليه.
الغاز ومستقبل أفضل
فى الأسبوع الماضى تقريبًا توقف استيراد الغاز نهائيًا بعد بدء دخول إنتاج حقل ظهر إلى المعدلات المطلوبة فى وقت قياسى وقد اكرمنا الله بهذه المنحة وهو يعد من أكبر حقول الغاز فى العالم.. كذلك تنمية الاكتشافات الأخرى فى دمياط وغيرها لتفى باحتياجاتنا الحالية والمستقبلية بإذن الله بعد أن حققنا نجاحًا باهرًا وغير مسبوق فى مجال الكهرباء ومن عجز فى تلبية احتياجات المواطن بل المدن الجديدة وأيضًا المصانع المتاحة وليست المطلوبة من المستثمر القادم لمصر.. فهى تعتبر معجزة بكل المقاييس.
والحقيقة تؤكد أننا على الطريق السليم فى مرحلة إعادة بناء الدولة اقتصاديًا ومن خلال ثلاثة محاور أساسها الصحة والتعليم والثقافة لبناء الإنسان أولًا كما أكد الرئيس.. نعم الطريق شاق وطويل ويحتاج إلى جهد وعرق وقد يستغرب القارئ إلى متى سنظل ننتظر!!
أؤكد قريبًا ولكن لابد من تفعيل دور المواطن مع الدولة من خلال إعلام الواقع والحقيقة فقط وبيان قدراتنا وتجربتنا وأننا نبنى من أجل الغد وكيف يستوعب هذا المواطن باختلاف ثقافته ليعلم أن ما يتم من أجله فقط وأجل أولاده.. وهذا فى حقيقة الأمر دور الثقافة والإعلام لأن نصف المعلومة مُضر وكثير منا سواء كان فى الريف أو الحضر يتعرض للكثير من الشائعات والأخبار غير الصحيحة وقد بدأنا من خلال عدة محاور فى التصدى المباشر من خلال هيئة الاستعلامات ووسائل الإعلام.. ولكن مازلنا فى حاجة إلى المزيد من الجهد.
فإن رفع ثقافة المواطن تكون ضرورية دائمًا لكل شىء ويستطيع من خلالها التصدى ومناقشة ما يسمعه ويتكون لديه الانتماء.. وأكثر ما يسعدنى فى هذا الصدد صورتنا من خلال الخارج سواء كان على المستوى العربى أو الأجنبى خاصة إذا كان طرفًا محايدًا.. فالكثير بدأ يشعر بالجهد فى البناء وأهميته وجدية العمل فى الإصلاح والتصدى بكل جرأة وحزم للمشاكل المتوارثة.
نعم ليست الدنيا وردية ونعانى من الكثير من المشاكل فى الحياة اليومية ولكن نحن أفضل بكثير من غيرنا ولننظر حولنا سواء على الساحة العربية أو الإفريقية لنعلم أين نحن وماذا نصنع.. ودائمًا آمل أن ننظر للغد بأمل فنحن نصنع الغد والمستقبل قد نكون عانينا فى الماضى ولدينا معاناة فى الحاضر.. ولكن ممكن أن نصنع مستقبلًا مشرقًا لنا جميعًا.
فالشعوب أصحاب الحضارة لا تموت ولكن قد تمرض.. ولكن لا تستسلم وتعمل من أجل أن تحصل على المكانة التى تريدها وسط عالم يموج بالأحداث والمتغيرات الكثيرة وأصبح من الصعب استمرار الضعيف والضعيف ليس الذى لا يملك سلاح فقط.
ولكن الضعيف من لا يملك قوته وغذاءه ومن لا يوفر احتياجاته الأساسية ومن يعتمد على الغير فقد حبانا الله بالكثير من النعم.. موقع جغرافى وثروات طبيعية وثروة بشرية تحتاج إلى إعادة تنظيم لنكون قوة لا عبئًا على الدولة.. نحن الآن فى حالة حرب شديدة للارتفاع بمعدلات التنمية وحل الكثير من المشاكل.. ولكن هناك مؤشر خطير غير عابئين به وهو معدل تزايد السكان بأرقام ننفرد بها.. أعلى بكثير من معدلات التنمية ونسينا «حسنين ومحمدين» ونسينا تنظيم الأسرة بل أصبح الغالب الاعم الفقر والجهل والمرض.
أرجو الانتباه إلى أن استمرار معدل الزيادة السكانية لن ينفع معه أى إصلاح اقتصادى ولننظر حولنا هناك معدلات الزيادة السكانية مستقر فى كثير من بلدان العالم.