صحافة المواطن
لويس جريس.. قديس صاحبة الجلالة
By amrأبريل 01, 2018, 16:57 م
2849
هو أحد عمالقة القلم الكبار عاش ورحل كمثال يحتذى به وقدوة وملهم لكل من التحق ببلاط صاحبة الجلالة.. أطلق عليه «القديس» صاحب قصة حب استثنائية تعد واحدة من تلك التى يتخذها البعض مثالا للحب حيث ظل يحتفل بعيد ميلاد شريكة حياته الفنانة الراحلة سناء جميل بين أصدقائها حتى بعد وفاتها، إنه الكاتب الراحل لويس لوقا جريس المولود عام 1928 بأبو تيج بمحافظة أسيوط الذى رحل عن عالمنا قبل أيام قليلة.
كان والده أحد كبار التجار توفى والده وهو لم يتجاوز الـ 7 شهور، كانت أسرته ترغب فى إلحاقه بكلية الطب إلا أنه التحق بكلية العلوم وما لبث أن ترك الدراسة بها ونصحه أحد اساتذته بدراسة الصحافة لما له من موهبة فذة فى الكتابة والنقد بعد حوار صحفى أجراه لمجلة الكلية.
درس لويس الصحافة والأدب فى الجامعة الأمريكية وتخرج فيها عام 1955، كما حصل على دبلوم دراسات عليا من جامعة ميتشجان عام 1958، ثم انتقل للعمل ثلاثة أشهر بمؤسسة التحرير 1968 والتى كان رئيس تحريرها الرئيس الراحل محمد أنور السادات ثم انتقل لويس إلى دار الهلال والتى وصل أجره بها إلى 25 جنيها ومن المحطات المهمة فى حياة لويس هو تعرفه على الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين رئيس تحرير مجلة صباح الخير عام 1982 وحتى 1989.
نجح لويس فى كتابة اسمه بين أهم كتاب صاحبة الجلالة خاصة عندما أسند إليه الكاتب أحمد بهاء الدين رئاسة التحرير خلال فترة سفره للخارج وما لبث أن تولى لويس كمدير للتحرير ثم رئيسا للتحرير.
تولى جريس عددًا من المناصب فى بلاط صاحبة الجلالة منها عضو المجلس الأعلى للصحافة وعضو لجنة الصحافة بالمجلس الأعلى للصحافة وعضو لجنة الصحافة بالمجلس الأعلى للثقافة منذ 1976 إلى 1984 وعضو لجنة القراءة بالمسرح منذ 1980 وحتى 1985 وعضو لجنة الرقابة العليا على المصنفات الفنية.
وأهم ما قدمه لويس للصحافة حوارة مع فيدل كاسترو رئيس كوبا الأسبق، وتشى جيفارا قائد الثورة الكوبية، ومن قصصه القصيرة حب ومال وهذا يحدث للناس ومسرحية الثمن لأرثر ميللر.
ارتبط اسم الكاتب الراحل بالفنانة الراحلة سناء جميل والتى التقاها عام 1957 وقد وصفت علاقتهما بالاستثنائية وهى العلاقة التى استمرت 41عاما فى قصة وصفها الكثيرون بأنها قصة وفاء لم تكلل بالإنجاب وإنما ستظل تروى للأجيال، وقد اعتاد جريس على الاحتفال بعيد ميلاد الفنانة بعد رحيلها، وكان دائما ما يروى جريس قصة أول لقاء له بالفنانة سناء جميل والتى فكر فى الدخول فى الديانة الإسلامية ليتمكن من الزواج منها حتى اكتشف أنها مسيحية مثله.
وعن آرائه السياسية كان لويس مؤيدا لتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى فترة رئاسة ثانية لاستكمال العمل الذى بدأه من أجل مصر وليس من أجل مجده الشخصى وحافظ على مصر من مصير غيرها من الدول وكان دومًا يدعو الشعب المصرى بمزيد من الصبر.
عاصر الكاتب لويس جريس عددًا من عمالقة الصحافة والفن فى مصر وعلى رأسهم الكاتب إحسان عبد القدوس وأحمد بهاء الدين وصلاح جاهين، وكان قارئًا لفتحى غانم ومصطفى محمود وصلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطى حجازى، بالإضافة إلى مكرم محمد أحمد وكرم جبر ومفيد فوزى، وكانت تجمعه صداقة بالفنانة الراحلة شادية وبكى عندما رحلت وكانت دائما ما تطمئن عليه، وقد صدر سيرة حياة قديس الصحافة المصرية لويس جريس شاهد على عصور عبدالناصر –السادات – مبارك – الإخوان للكاتب ممدوح دسوقى والتى طرح فيها الكاتب راى لويس جريس فى العصور التى عاصرها ورأيه فى بعض المواقف السياسية.
شيعت جنازة الكاتب لويس صباح الأربعاء الماضى من كنيسة البطرسية بالعباسية عن عمر يناهز الـ 90عامًا فى حضور عدد من رموز الصحافة والإعلام بعد أن أثرى بلاط صاحبة الجلالة بكتاباته وآرائه النقدية الملهمة.
د. نسرين مصطفى