رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تونس..حكاية استرداد وطن مختطَف منذ عشر سنوات

إنهم يصنعون المستقبل

2080

على مدى ستة أيام اجتمع أكثر من 5000 شاب وفتاة من 160 دولة، جميعهم جاءوا يحملون معهم أفكارا ورؤى وأحلاما وطموحات.. جاءوا يتفقون على أن الإنسانية لا تحيا إلا بالسلام، وأن العالم بات أمام تحد خطير وهو ضرورة الاتحاد في مواجهة الإرهاب وإعادة الاستقرار والأمن للدول والحفاظ على الدولة الوطنية.
ومن خلال ثلاثة محاور عقدت 32 جلسة نقاشية وورشة عمل على مدى 70 ساعة تحدث خلالها أكثر من 141 متحدثا وبحضور الرئيس وعدد من الوزراء والمسئولين المحليين والدوليين رفيعي المستوى.
وانتهى الحدث العالمي الذي بات حديث شباب العالم، بدأت رحلات عودة الشباب إلى بلادهم، عادوا وهم يحملون معهم الكثير لمصر.
فماذا استفادت مصر من منتدى شباب العالم؟ سؤال طرحته أبواق الجماعة الإرهابية التى احترفت الكذب والتضليل، وإعداد الحبكة وفق ما يدفعه الراعى من الدولارات، فقد جاء نجاح النسخة الثانية من منتدى شباب العالم مبهرا للعالم، ومؤكدًا بالدليل الدامغ أن شباب مصر هم مستقبلها، وهو الرهان الذى راهن عليه الرئيس من البداية، ومنذ تحاور مع الشباب إبان ثورة 25 يناير 2011.
نعقت الأبواق الإرهابية، وأطلقت العنان لأقلام مسمومة اشترت ضمائرهم بحفنة من الدولارات، فى حساباتهم البنكية ظنوا أنهم بها يصنعون مجدًا أو بطولة وهم ليسوا سوى صانعى خراب وكذب.
ودعونى خلال السطور القادمة أقف معكم على بعض المحطات المهمة فى الحدث، للرد عن التساؤل المشروع فى الظاهر.. وبإجابة تحمل بين طياتها أرقاما حقيقية وواقع لمسته على مدى 6 أيام بل أكثر من ذلك.. فقد عدنا إلى القاهرة وشباب البرنامج الرئاسى ما زالوا يعملون حتى لحظة كتابة تلك السطور ليكملوا ما بدأوه ويقوموا على كافة الترتيبات حتى تعود كافة الوفود المشاركة إلى بلدانهم بسلام يحملون معهم رسالة مصر إلى الإنسانية (السلام).
البداية للرد على السؤال، تأتى بالرد على الشائعات التى أطلقت حول تكاليف المنتدى وتأثيره على الخزانة العامة وطرح عدد غير متناه من التساؤلات حول الأولويات الأهم.. والتى كان من الممكن أن تنفق تلك الأموال عليها.
الحقيقة أن المنتدى لم يكلف الخزانة العامة المصرية مليمًا واحدًا وجاء التمويل بالكامل من خلال مجموعة من الرعاة ضمت 5 بنوك و5 شركات وعددًا من الرعاة الإعلاميين و9 شركاء للأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب.
وتحمل الرعاة تكاليف الإقامة والانتقالات للضيوف بالكامل.. للمشاركة بدور وطنى فى بناء الإنسان.
وتحمل شباب البرنامج الرئاسى عبء التجهيز والإعداد واختيار القضايا والموضوعات، واستقبال الوفود، مجموعات عمل كانت بمثابة خلية نحل عمل كل من فيها بجد ونشاط وقدموا الجهد والفكر حبا فى الوطن وظلوا يعملون بعيدًا عن الأضواء من خلف الستار ليقدموا عملا يليق بالدولة المصرية.
تفوقوا على كبرى شركات تنظيم المؤتمرات الدولية والعالمية، مؤكدين أن الجد والإخلاص والعمل الصادق دائما ما تكون النتائج مرضية، بل كانت مبهرة لكل من حضر وشاهد على الشاشات حجم العمل.
وخلال لقائى مع النحاتة المغربية إكرام كابيجى على هامش المنتدى وصفت هؤلاء الشباب بأنهم فخر لمصر بل فخر للعرب جميعًا.
وكل هذا الجهد الذى قدمه الشباب دون مقابل، ولكنه حبا فى وطنهم الذى آمنوا به، ليثبتوا للعالم أنهم على قدر المسئولية.
إذًا فماذا قدم المنتدى العالمى للشباب لمصر؟
– قدم المنتدى أكثر من 5000 سفير سيتحدثون عن مصر التى شاهدوها عن قرب وعاشوا بين أهلها فى أمان واستقرار.
مصر الثقافة والفنون والسياسة والرؤية والصدق.. مصر التاريخ والحضارة.. مصر المحبة والتسامح والسلام.
فقد قال لى شاب نيجيرى مشارك عندما سجلت لحضور المنتدى وتم قبول التسجيل وإبلاغى بموعد الحضور نصحنى بعض الأصدقاء بعدم الاستجابة والذهاب إلى مصر وقدم لى صورًا لعدد من الأحداث الإرهابية.. فظننت أننى قادم إلى بلد ليس آمنا، لكن عندما وصلت إلى مطار القاهرة، ثم إلى مطار شرم الشيخ وجدت حفاوة الاستقبال والترتيب والاستعداد وتجولت فى بعض الأسواق بمدينة شرم الشيخ أدركت أن مصر يظلمها الإعلام الدولى فهى تنعم بالاستقرار والمودة والمصريين لا تفارق وجوههم البسمة حتى وهم لا يعرفونك.
حقا إنها أم الدنيا
عندها رددت عليه قائلًا: «بشبابها».
هذه أعتقد أنها أحد المكاسب المهمة التى حصل عليها المصريون من منتدى شرم الشيخ.. تغيير الصورة الذهنية المغلوطة لدى البعض فى ظل حرب مصر ضد الإرهاب والجماعات الممولة له.
– صنع المنتدى قوى ناعمة جديدة للترويج للدولة المصرية وما تمتلكه من إمكانيات وقدرات، تعرف عليها الشباب من خلال المحاور والمناقشات وورش العمل التى تمت على مدى 6 أيام.
– قام الشباب بعدد من الأفكار المبتكرة للترويج للدولة المصرية، على هامش المنتدى ومنها ما عرف بـ FREEEDOME والذى ضم عددًا من الأنشطة على هامش المنتدى جذبت كافة الشباب الحضور وجعلتهم يتعرفون على مصر من الداخل، من خلال قاعة للفيديو تعرض صورة مصر فى دقيقة واحدة، شىء مبهر بل أكثر من رائع أن تجد طابورا ضخما من الحضور فى انتظار الدور لدخول العرض، والعديد من الأنشطة التفاعلية وجلسة نقاشية يحضرها أحد المسئولين رفيعى المستوى لمدة 15 دقيقة يتناقشون فيها مع الشباب فى الهواء الطلق فعاليات تستمر لمدة 6 ساعات يوميًا.
– النصب التذكارى الذى سيظل شاهدًا على مدى الزمن على أن مصر هى مصدر السلام والأمن والأمان.
سيظل شاهدًا على أن قلوب العالم أجمع لم تجتمع فى مكان إلا فى مصر.. كيف لا وهى الأرض الوحيدة فى العالم التى تجلى الله عليها وتحدث مع نبيه موسى عليه السلام من فوق أرضها.
هذا العدد المشارك من الفنانين والذى بلغ 72 عملا فنيا هو أكبر دليل على أن المنتدى استطاع أن يرسل أقوى رسالة إلى العالم رسالة الإنسانية.
– نموذج المحاكاة للقمة العربية الإفريقية، خلال جلسات النقاش والاجتماعات التحضيرية لنموذج محاكات القمة استطاع أكثر من 230 شابا وفتاة من مختلف دول القارة والدول العربية أن يحددوا ملامح المستقبل للقارة السمراء بأيديهم وبعقولهم وبأفكارهم المبتكرة غير التقليدية.
– داخل أروقة المنتدى كانت هناك تجربة جديدة وهى تبادل الخبرات، حيث تم عرض عدد من التجارب الناجحة لمشروعات الشباب فى مختلف المجالات، حرص كل منهم على تبادل الخبرات وعرض رحلة مشروعه وكيف بدأ بفكرة وأصبح حاليًا مشروعًا كبيرًا.
عرض تلك النماذج جعل من المنتدى منصة كبيرة لتبادل الخبرات.
لم يكن المنتدى مجرد جلسات نقاش وورش عمل وحوارات ولكنه كان عملا متقنا لعرض التجربة المصرية للعالم من خلال الواقع، وكشف عن قدرات عظيمة يتمتع بها الشباب، قدرات تؤكد أن الدولة المصرية تسير فى الطريق الصحيح وأن الشباب قادرون على الإبحار بسفينة الوطن بفكر أكثر حيوية ورؤية دقيقة، وعمل مخلص وجهد دءوب.
لقد خلق المنتدى حالة من الحوار الحضارى البناء لمحاور السلام والتنميــة والإبــداع، وجــاءت الإرادة الحقيقيــة من اللجنــة المنظمة ومن كل المشاركين على كافة المستويات لتحويل الحــــوار إلى توصيات وآليات تنفيذية تصل بنـا إلى واقع ملموس، كمـا كـان التنوع والثراء الحضارى للمشـاركين نجاحاً إضـافياً لهذا المنتدى، فأصبح بمثابة منصة كبرى للحوار العالمى.
التوصيات التى خرجت عن منتدى شباب العالم فى نسخته الثانية تؤكد أن مصر قريبا ستكون كما قال الرئيس السيسى من قبل «قد الدنيا» لأنها ستكون محط أنظار العالم بما تشهده من تطور.
فقد أوصى المنتدى إنشاء جائزة للمبدعين والمبتكرين الأفارقة والعرب تحت عنوان «جائزة زويل تايلر»، للتميز العلمى نسبة إلى العالم المصرى أحمد زويل الحاصل على نوبل فى الكيمياء، والجنوب إفريقى ماكس تايلر الحاصل على جائزة نوبل فى الطب.
– الدعوة لعقد منتدى اقتصادى أورومتوسطى لتجمع دول الشراكة بشكل دورى.
– تدشين نموذج محاكاة للاتحاد من أجل المتوسط.
– تنظيم منتدى لرواد الإعلام الإفريقى مبادرة إفريقيا واحدة لتحقيق التكامل بين دول القارة.
– زيادة دور العمل التطوعى بين دول إفريقيا.
– منتدى شباب الأورومتوسطى سنوياً ويعقد فى كل دولة على أرضها على التوالى.
– تأسيس برنامج تطوعى بين الدول الإفريقية فى مصر
تكوين لجنة بحثية لمناقشة تأثير مواقع التواصل الاجتماعى ودمج برامج حماية الإنترنت للمناهج الدراسية.
– إعداد وتصميم منهج متكامل لتأهيل وتدريب الشباب لريادة الأعمال.
– إنشاء صندوق تمويل عربى إفريقى لدعم ريادة الأعمال فى العالم العربى والإفريقى.
– تشكيل آلية عربية إفريقية لمواجهة الإرهاب.
إنشاء صندوق عربى إفريقى لدعم السلام فيما بعد الصراعات.
– إقامة نصب تذكارى لإحياء الإنسانية ملتقى ريادة الأعمال.
وهكذا مصر دائمًا هى درة تاج الشرق، بشعبها وشبابها الذين تحصنوا بمصل الوطنية ضد السهام المسمومة التى توجه إليهم.
شكرًا يا شباب مصر فقد قدمتم للعالم مصر التى نحلم بها بكم ومعكم.