صالون الرأي
الشاعر العظيم «سيد المكوجى»
By mkamalنوفمبر 19, 2018, 16:16 م
1964
.. المعركة الشرسة التى تدور رحاها على مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام المختلفة بسبب «بيكا وشطا»، فكّرتنى بالشاعر العظيم «سيد المكوجى» أو كما يقال عليه «سيد مره»، هذا الشاعر ربما لا يعرف الكثير منا اسمه وإنما نعرف أغانيه التى قام بتأليفها وتغنى بها كبار المطربين المصريين والعرب، وفى مقدمتها رائعته الخالدة والتى تغنى بها المطرب عبد الغنى السيد «عالحلوة والمرة مش كنا متعاهدين»، ووحشتونى واشترونى لوردة، وغيرها.
هذا الشاعر العبقرى كان يعمل مكوجيًا ودخل عالم الشهرة بالصدفة عندما اكتشف الشاعر مأمون الشناوى ورقة فى الجيب الداخلى لبدلته مكتوبًا بها كلمات عتاب رقيقة لما سأل الخادمة أخبرته أن المكوجى يرسل لها جوابات منذ فترة بهذه الطريقة، فطلب منها إحضاره واتصل بالملحن محمود الشريف واجتمع الثلاثة فى بيت الشناوى الذى سأل المكوجى دا كلامك ولا كلام حد تانى، قال له كلامى وعندى زيه كتير.. تم تلحين الأغنية التى عرضها على المطرب عبد الغنى السيد وأصبحت من أشهر أغانى العتاب بين الأحبة «عالحلوة والمرة».
هذا الشاعر الذى ولد وعاش فى حى شعبى ولم يكن له نصيب من التعليم، كان يؤلف أغانى تطرب القلوب وتشجيها ومايزال يرددها الناس حتى الآن، أما الآن فلا بقاء ولا حياة لأى كلمات يقولها أو يؤلفها «بيكا وشطا» ومن على شاكلتهما لأنها لا تعبر عن الشخصية المصرية ولا عن الفن المصرى الأصيل ولكن مكمن خطورتها أنها وللأسف لها قبول كبير وتأثير أكبر خاصة على الشباب فى سن صغيرة لأنهم يرددونها ويتأثرون بها وتشكل جزءًا من وعيهم وثقافتهم فتصير تلك هى مفردات مخزونهم اللغوى، وبالتالى لا ننتظر أى شاعر فى المستقبل يمكن أن يقول كلاما يطرب القلوب والعقول معًا مثلما كان يفعل «المكوجى» الذى رغم الحى الشعبى وعدم التعليم كان يؤلف أجمل الأغانى، لأنه تربى على شعر وكلام كبار الشعراء المؤلفين والعباقرة الذين امتلأ هذا الوقت بأسمائهم وأعمالهم، أما الآن فنحن نفتقد هذه البيئة الفنية الصحية وإن لم نواجه «بيكا وشطا» وغيرهما فلنقل على الجيل الحالى والأجيال القادمة «يالا السلامة».
ولابد أن نؤيد وندعم الفنان هانى شاكر نقيب الموسيقيين فى تصديه لهذه الظاهرة الخطرة بكل ما أوتينا من قوة وعلى فكرة هانى شاكر شدا بأغنية «اتحرك يا حبيبى» من تأليف المكوجى (سيد مرسى).
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن