رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

السادات بطل خطة الخداع الاستراتيجى في نصر أكتوبر

2507

يأتى تكريم البيت الأبيض ومجلس الشيوخ الأمريكى لشخصية الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام كما يطلق عليه زعماء العالم مواكبًا لميلاد الزعيم الراحل فى 25 ديسمبر الموافق بعد غد الثلاثاء بمناسبة وصول ميلاده إلى مائة عام بالتمام والكمال، حيث إنه من مواليد 25 ديسمبر 1918م وجاء هذا التكريم الأمريكى للزعيم المصرى الراحل بمناسبة قيادته وشجاعته وجرأته فى التوصل إلى اتفاق سلام دائم بين مصر وإسرائيل منذ أن فاجأ العالم بزيارته إلى القدس والدخول فى مفاوضات سلام مع إسرائيل أسفرت عن عقد اتفاقية السلام بعد نصر أكتوبر المجيد عام 1973 وبمقتضاها انسحبت إسرائيل من باقى الأرض المصرية فى سيناء حتى آخر جندى إسرائيلى من أرض الفيروز، وكان التحكيم الدولى فى طابا عام 1989 فاصلاً نهائيًا لحقنا على طابا حيث حكمت المحكمة بمقتضى التحكيم الدولى بمصرية طابا وانسحاب إسرائيل من آخر شبر فى أرض الفيروز لتستمر عملية السلام بين مصر وإسرائيل ويستمر احترام الاتفاقية بين الطرفين حتى يومنا هذا تطبيقًا لبنودها المتفق عليها.
وللحديث عن الزعيم الراحل أنور السادات فقد كنا أطفالاً صغارًا حينما فجعنا بوفاة الزعيم الوطنى العروبى القومى جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970 وكان الحزن المصرى والعربى يسيطر على كل مواطن فى مصر والدول العربية التى كانت تقودها مصر فى فترة المد القومى والعروبى فى أواخر الخمسينات وطوال الستينيات حتى وفاة الزعيم عبدالناصر كانت الأصوات تنادى بتحرير الأرض المحتلة التى احتلتها إسرائيل عام 1967 إلا أن القيادة السياسية بقيادة عبد الناصر كانت تعد عدتها لدخول الحرب وكان أبرز إنجازاتها حائط الصواريخ الذى بدأ تنفيذه بعد 1967 مباشرة لحماية سماء مصر وقواتها الجوية والبرية والبحرية وأرضها حتى نكبد العدو ما أذاقه لنا فى 1967، وواصل الزعيم السادات ما بدأه عبد الناصر فى إنجاز حائط الصواريخ وبعد ترتيب البيت الداخلى فى مصر بدأ السادات فى تنفيذ خطته فى الخداع الاستراتيجى للحرب حيث نفّذ هذه الخطة بدقة متناهية وكانت سياسة إعداد البلاد للحرب الشاملة ضد العدو لتحرير أرضنا المغتصبة تتضمن فى أولى أولوياتها خطة الخداع الاستراتيجى بحيث لا يعرف العدو توقيت الحرب أو الموعد المحدد للحرب وهو ما يسمى بالخداع الاستراتيجى، فكان الجنود ومعهم القادة يعطون صورة عكس ما يتم لإعطاء انطباع للعدو الذى يراقب الحدود فتتم الحفلات الفنية لإعطاء صورة ذهنية بأن مصر لا تفكر فى الحرب وكان المشير أحمد إسماعيل على، البطل المصرى الذى تولى وزارة الحربية قبل حرب أكتوبر ومعه الفريق أول سعد الدين الشاذلى وعبد الغنى الجمسى قائدًا للعمليات واللواء طيار حسنى مبارك قائد القوات الجوية فى أثناء حرب أكتوبر يعدون قواتهم كل فى موقعه واختصاصه لحرب الانتصار المصرى المدوى الذى تحددت له ساعة الحرب ولا أحد يعلمها إلا ثلاث أو أربع شخصيات كان الزعيم الراحل أنور السادات ومعه وزير الحربية ومدير المخابرات العامة وعدد قليل من قيادات الجيش فقط، وكانت ملحمة النصر التى لعبت فيها شخصيات وطنية مصرية مثل الراحل أشرف مروان وغيرهم مثل الهوان الذين كانوا يقومون بتوصيل رسائل للعدو بأن مصر لا تفكر فى الحرب، هذا الوقت فى حين كان الجيش ومعه الشعب الذى يقف فى ظهره يسانده، لأنه جيش الشعب يؤازره ويدعمه ليقوم بتحرير أرضه المغتصبة ونجحت بالفعل خطة الخداع الاستراتيجى الذى وضعها بطل الحرب والسلام ونفّذها هو ورجاله من قيادات جيش مصر ومؤسساتها المختلفة، حتى زلزلت أصوات النصر من ألسنة رجال وأبطال وجنود الجيش المصرى أركان العالم كله بنصر أكتوبر 1973، والمفاجأة كانت عبور قناة السويس وإقامة الجسور والكبارى فوق مياه قناة السويس وتدمير خط بارليف وانهيار نظرية الجيش العدو الذى لا يقهر بعد أن حطم جيش مصر ببطولات رجاله هذه النظرية، وأصبح الكثير من قادته فى مرمى الأسر، وكان على رأسهم العقيد عساف ياجورى هذا الاسم الذى لا ينسى ولم ننس أنه كان أسير الأبطال من الجنود المصريين بعد أن عرضت شاشات التليفزيون فى مصر والعالم صورته، وهو يضع يديه فوق رأسه ليستسلم أمام بطولات الجيش المصرى ليتحقق النصر العظيم الذى يدرس فى أكاديميات العالم العسكرية حتى الآن، بالرغم من مرور 45 سنة على هذا الانتصار الذى حطّم أسطورة جيش إسرائيل الذى لا يقهر وأصبحت رأس الجندى المصرى والضابط المصرى فى عنان السماء، وقد قالها الزعيم السادات بأن حرب أكتوبر أثبتت وباليقين أن مصر أصبح لها درع وسيف.
ومن ذلك التاريخ وبعد تحقيق النصر العظيم بدأ السادات فى تحقيق نظرية السلام ليهنأ شعب مصر بالسلام بعد الانتصار فى الحرب، وكانت معاهدة السلام حتى حصلنا على كل شبر من الأرض المصرية فى سيناء وحتى طابا التى انسحب منها الإسرائيليون عام 1989، الزعيم الراحل السادات حقق السلام مع إسرائيل مما جعل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يصدق على قرار الكونجرس بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد هذا الزعيم المصرى أنور السادات ليقرر منحه ميدالية الكونجرس الذهبية اعترافًا بإنجازاته من أجل السلام فى الشرق الأوسط، بعد أن سطر جيش مصر بدماء أكثر من مائة ألف شهيد مصرى بطولات كبيرة لا تحصى حققها جنوده وقادته، حتى حررنا أرضنا شبرًا شبرًا من دنس العدو واسترددناها بالحرب والسلام.
كان السادات بطل خطة الخداع الاستراتيجى دون منازع وهى التى كانت السبب الأول فى نصر أكتوبر الذى زلزل العالم كله وأولهم أمريكا وإسرائيل.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.