رئيس التحرير
25 يناير.. يوم له تاريخ
By mkamalيناير 28, 2019, 12:47 م
1737
في حَيَاةِ الأمم والشعوب أيام تظل مصدر فَخْرٍ وَعِزَّةً. تضىء الحاضر والمستقبل.. أيام سَطَرَتْ فيها الشعوب عددًا من البطولات، واستطاع أبناؤها أن يقدموا أرواحهم فداءً للوطن.
وتظل تلك الأيام والبطولات والمواقف مصابيح تنير الدرب للأجيال، وتصنع القدوة.. وفي الخامس والعشرين من يناير 1952 أحداث كان لها أثر في سجل الشرف والبطولة من حياة الشعب المصري. فهو يوم له تاريخ. وَسُطِرَتْ فيه ملاحم وبطولات.
ولم يكن يوم 25 يناير عِيدًا للشرطة فقط ولكنه كان عيدًا للأمن والاستقرار والأمان.
كان شرارة الانطلاقة نحو الحرية والتخلص من الاحتلال.
كان نقطة الضوء التى أنارت الطريق أمام الأبطال ليهتدوا بها فى المسير.
فى 26 أغسطس 1936 وبالتحديد فى مدينة لندن.. وقّع النحاس باشا معاهدة حصلت على اسمها من العام الذى وقعت فيه كان البند الأول منها «انتقال القوات الإنجليزية من المدن المصرية إلى منطقة القناة» بدعوى أنه ممر ملاحى دولى وعلى بريطانيا حماية الملاحة فيه.
وما أن انتقلت قوات الاحتلال لثكناتها بمنطقة القناة حتى ازدادت العمليات الفدائية ضد المعسكرات الإنجليزية.
عندها قال قائد القوات البريطانية، كينيث إكسهام، إن «البوليس» فى منطقة القناة هم من يدعمون الفدائيين بالسلاح.
فى يناير عام 1952، طلب «إكسهام» من الشرطة أن تغادر منطقة القناة، وفى 23 يناير سلم إنذارًا بذلك لليوزباشى «مصطفى رفعت» بضرورة مغادرة قوات البوليس بدون أسلحتها لمنطقة القناة، ورفض قائد البوليس الإنذار البريطانى ومع فجر يوم الجمعة 25 يناير1952 حاصر 7 آلاف من الجنود والضباط البريطانيين ومعهم 6 دبابات «سنتوريان» فى معركة غير متكافئة القوة، حيث حاصرت قوات الاحتلال 800 جندى وضابط من قوة البوليس متسلحين ببنادقهم فقط.. فى حين كانت القوات البريطانية تحمل معها أحدث ما فى ترسانتها.
واستمرت المعركة من فجر الخامس والعشرين وحتى غروب شمس ذلك اليوم سطر أبطال الشرطة المصرية فى تلك المعركة ملحمة بطولية شهد لها الأعداء بعد أن سقط منهم 56 شهيدا و80 جريحا، وأمر القائد الإنجليزى إحدى السرايا بطابور اصطفاف لتقديم التحية لقوة البوليس المصرى التى رفضت الاستسلام إلا بعد أن نفذت الذخيرة لديهم ليبروا بالقسم.. «أقسم بالله العظيم أن أكون جنديًا وفيًا محافظًا على سلاحى لا أتركه قط حتى أذوق الموت».
وتظل ملحمة مبنى «البستان» فى الإسماعيلية علامة بارزة مضيئة فى تاريخ الشرطة المصرية، ومصباحًا ينير الطريق لثورة 23 يوليو لتحرر الدولة من الاحتلال.
وتتواصل بطولات الشرطة فى حماية أمن واستقرار مصر، وتتواصل التضحيات والأمجاد.
ولم يتوقف دور وبطولات رجال الشرطة عند هذا الحدث الذى أصبح عيدًا للشرطة. بل تتعدد المواقف والبطولات.
فقد كان لها دور مهم خلال فترة الإعداد لمعركة السادس من أكتوبر.
فواجهت كل من يحاول الاستيلاء على احتياجات المواطنين من المواد التموينية، كما استطاعت أن تحفظ الأمن فى الشارع المصرى وواجهت محترفى استغلال الأزمات للقفز على مقدرات الدولة.
وخلال فترة حرب أكتوبر 1973، استطاعت أن تُقوى الجبهة الداخلية لدعم جبهة القتال والوقوف إلى جوارها حتى تحقق النصر فقد كان للبوليس المصرى دور مهم فى كافة معارك الدولة.
وظلت الشرطة حائط صد قويًا فى مواجهة خفافيش الظلام الذين كانوا يستهدفون الدولة المصرية ويستهدفون أحداث الفوضى بها، وظنت هذه (التنظيمات الإرهابية) أنها قادرة على هدم مؤسسات الدولة المصرية فى 2011 وإشعال حالة من الفوضى ولكن الجيش والشعب كان لهم بالمرصاد فتماسكت مؤسسات الدولة وعلى رأسها الشرطة، وأعادت الأمن إلى الشارع والاستقرار إلى الوطن.
وانتصرت الشرطة على خفافيش الظلام فى معركة مواجهة الإرهاب بالتعاون مع القوات المسلحة واستطاعت أجهزة المعلومات أن توجه ضربات استباقية موجعة للإرهاب قضت على 107 إرهابيين خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.
كانت تلك العناصر تخطط لاستهداف مؤسسات حيوية ومناطق هامة وارتكازات أمنية فى سيناء وغيرها من المحافظات.
لكن يقظة رجال الأمن كانت لهم بالمرصاد وخلال الفترة من ثورة 30 يونيو وحتى الآن قدمت الشرطة المصرية أكثر من 870 شهيدًا من أجل الحفاظ على أمن الوطن.
واستطاع رجال الأمن الوطنى توجيه ضربات قوية للتنظيمات الإرهابية.
وقامت الشرطة المصرية بحماية الاستحقاقات الوطنية بالتعاون مع القوات المسلحة بينها الاستحقاقات الرئاسية والبرلمانية والدستورية، ليواصل الوطن مسيرة تقدمه نحو مستقبل أفضل.
واليوم تحتفل الشرطة المصرية بمرور 67 عامًا على ملحمة البطولة فى الإسماعيلية، تضاف إليها ملاحم بطولية سطرها أبناؤها فى معركة مواجهة الإرهاب.
وتتواصل الأجيال مقدمة التضحيات والفداء من أجل أمن وسلامة الوطن.
قوات البوليس أثناء التصدي للقوات البريطانية بالإسماعيلية
الشرطة