رئيس التحرير
نصر جديد
By mkamalمايو 19, 2019, 14:12 م
1213
خلال الاحتفال بافتتاح محور روض الفرج وكوبرى «تحيا مصر» الملجم أعلى النيل في ذكرى نصر العاشر من رمضان، تجمعت في رأسي أحداث عديدة لمعارك غير تقليدية، خاضتها مصر خلال السنوات الثمانية الماضية وانتصرت فيها.
فما تم من إنجاز تحقق على أرض مصر وسط منطقة تموج بالأحداث، وتنتظر أحداث أكثر قسوة، تجد مصر تنتصر في معركتها، فتبنى وتعمر، وتحدث ترسانتها العسكرية، وتعود بقوة إلى قارتها الذهبية، وتسترد مكانتها الدولية التي تليق بها.
إن ما تحقق هو نصر جديد يضاف لانتصارات تحققت خلال السنوات الخمس الماضية، فكيف استطاعت مصر أن تخرج من هذا النفق المظلم الذي كان يعد لها باحترافية شديدة؟ وكيف حققت القيادة في فترة تولى المجلس العسكرى إدارة شئون البلاد الحيلولة دون القذف بمصر في اتون التقسيم والتشرزم؟
لقد استطاع الشعب أن يدرك حجم المؤامرة سريعا، ويستعيد وعيه، وأدرك أهمية الحفاظ على وطنه والالتفاف حول قواته المسلحة، فى وجه أى محاولة للنيل منها، مُطلقًا شعار (الجيش والشعب أيد واحدة).
المعركة لم تكن تقليدية مثل بقية المعارك؛ فمسرح العمليات مختلف؛ والأدوات والأسلحة لها مواصفات غير تقليدية، وخطة التحرك التى رسمت لم تكن واحدة بل كانت لها عدة بدائل.
الهدف المحدد لها كان إسقاط الدول الوطنية، وتقسيمها وخلق حالة من الفوضى من أجل استمرار السيطرة عليها.
(1)
بدأت المعركة فى 20 مارس 2003 أى قبل 16 عامًا، وليس كما يظن البعض عندما بدأت أحداث ما سُمىِّ بالربيع العربى فى 2011.
تم الإعداد للوصول إلى الهدف (تدمير العراق) من خلال تقرير عرضه وزير الخارجية الأمريكى كولن باول عن رصد بلاده من خلال صور الأقمار الصناعية لعدد من شحنات أسلحة الدمار الشامل لدى النظام العراقى.
وعرض الوزير الأمريكى الصور والتقرير الذى أعدته مخابرات بلاده بالتعاون مع نظيرتها البريطانية على مجلس الأمن لاستصدار قرار يسمح لبلاده وعدد من قوى التحالف لضرب العراق.
أصدر مجلس الأمن القرار رقم 1441 الذى دعى إلى عودة لجان التفتيش عن الأسلحة إلى العراق وفى حالة رفض العراق التعاون مع هذه اللجان فإنها ستتحمل «عواقب وخيمة». لم يذكر كلمة استعمال القوة فى القرار وعندما وافق عليه مجلس الأمن بالإجماع لم يكن فى تصور الدول المصوتة أن العواقب الوخيمة كانت محاولة دبلوماسية من الولايات المتحدة لتشريع الحملة العسكرية.
الصور لم تكن حقيقية واعتذر عنها كولن بول بعد ذلك؛ ولكن لم يحدث (الاعتذار) إلا بعد أن كانت بلاده قد وصلت الى ما تصبو إليه، وبعد ثلاثة أشهر تقريبًا وبالتحديد
فى مايو من نفس العام أعلن سقوط بغداد وسقط معها نظام صدام حسين، وسقطت معه العراق فى مستنقع الانقسامات وتغلب فصيل على الآخر.
وباتت العراق ساحة للصراع الطائفى وحرصت ايران على التمدد داخله من خلال أنصارها.
حاولت الولايات المتحدة منذ ذلك الوقت وحتى 2011 أن تصنع نموذجا جديدا لدول المنطقة، وأن تدفع تلك الدول باتجاه التقسيم الطائفى أو العرقى أو المذهبى، ولكن كافة المحاولات باءت بالفشل فكان السيناريو الجديدة الذى استخدم أسلحة أكثر تأثيرًا وفتكًا فى ظل وجود أرض تم تمهيدها باتقان وحرفية عالية «تزييف الوعى».