إذا كانت إيران تتخذ لها أيادٍ سوداء للعبث فى أمن واستقرار دول الخليج واليمن ولبنان بل فى بعض الدول العربية فى شمال أفريقيا وتخطط لنفوذ شيعى فى بعض الدول الإسلامية ولم تخف إيران مخططها الذى تسعى إليه فيما يسمى بالهلال الشيعى والذى يعنى جغرافيًا وسياسيًا ضم دول للهيمنة الإيرانية الشيعية وهو بالطبع يشمل بالدرجة الأولى العراق وسوريا ولبنان واليمن الدول الأربع التى تتباهى إيران بأنها تتحكم فى مصيرها بصورة مباشرة وبتواجد عسكرى ممثل فى الميليشيات الشيعية بالعراق والحوثيين فى اليمن وحزب الله فى لبنان وسوريا وأن إيران تتخذ من هذه الميليشيات ذراعا سوداء لتهديد مصالح الدول العربية خاصة دول الخليج والسعودية فإيران دائمًا تسعى إلى تهديد الاستقرار والأمن فى المنطقة العربية خاصة تهديد الملاحة البحرية فى الخليج العربى وبحر العرب وقد امتد هذا التهديد ليشمل مصالح أمريكا وحلفائها الغربيين وكذلك القواعد الأمريكية فى منطقة الخليج والشرق الأوسط ولعل إيران بهذه التصرفات غير المسئولة تسعى إلى توطيد النفوذ والهيمنة الشيعية الإيرانية إضافة إلى التواجد بصورة واضحة من خلال جماعات وميليشيات إرهابية فى بعض دول جنوب شرق آسيا والتأسيس لجماعات سياسية شيعية وميليشيات تتبع الحرس الثورى الإيراني ولكن يبقى سؤال هل بذلك العبث ستكون إيران أقرب إلى تحقيق حلمها بالسيطرة على الخليج العربى؟! الحقيقة أن إيران ستدفع ثمنًا باهظًا فى حالة نشوب حرب مباشرة بينها وبين أمريكا والدول العربية الخليجية كما أن مثل هذه الحرب قد تدفع المنطقة كلها إلى حافة الهاوية وربما تكون إيران هى الأكبر خسارة إن لم تكن هى النهاية ولذلك نرى أن إيران تفضل استخدام الميليشيات التابعة والموالية لها كمخلب قط لخربشة مصالح الدول الرافضة لسياسة الهيمنة وفرض النفوذ وعلى الرغم من أن إيران قد حققت بعضا من الأهداف السياسية والعسكرية بتغيير أنماط التوجهات للعديد من دول المنطقة خاصة دول الخليج بالترهيب تارة وبالترغيب تارة أخرى واستطاعت إيران استغلال ما يسمى بالربيع العربى للتأسيس لميليشياتها فى العديد من الدول من خلال جماعات إرهابية مسلحة ليس بالضرورة جماعات شيعية إنما ثبت أن إيران تدعم جماعات إرهابية سنية كما أن إيران تدعم تنظيم الإخوان المسلمين وهو تنظيم سنى عربى ورغم أن أدبيات الإخوان ترفض العقيدة الشيعية ولكن المصالح توافقت وعلى حد تصريح مرشد الإخوان مهدى عاكف – تأجيل الخلاف الفقهى إلى ما بعد تحقيق الأهداف المشتركة – وهكذا قال مرشد الثورة الإيرانية على خامينى ليس بيننا وبين الإخوان أى خلاف؟! إذن إيران لا يمكن أن تحارب إلا من خلال وكلائها من ميليشيات وجماعات إرهابية.
حسن زعفان