صالون الرأي
ضابط الشرطة المحترم
By amrأكتوبر 27, 2019, 14:13 م
2123
تتبارى وسائل التواصل الاجتماعى عادة فى عرض نماذج سلبية من ضباط ورجال الشرطة سواء كان هذا متعمدًا أو غير متعمد لكنه فى النهاية يرسخ صورة سلبية لرجل الشرطة، الذى هو فى النهاية بشر يصيب ويخطئ، كما أنه محمل بضغوط لا قبل لأحد بها.
لكن الأيام الماضية شهدت نموذجا إيجابيًا واعيًا لضابط الشرطة. فقد انتشر مقطع فيديو عقب الجلسة الأولى لمحاكمة قتلة الشاب محمود البنا فى مدينة تلا بالمنوفية، وعلى الرغم من أن الأمن المصرى لم يكن قد أعلن عن التنظيم السرى الذى استهدف استغلال هذه الجريمة بتحريض من جماعة الإخوان المسلمين، التى لا تترك مناسبة إلا وغرست أنيابها ووضعت بصماتها الملوثة عليها.
إلا أن هذا الضابط بحسه الوطنى وكلمات اختارها بعناية ورجاحة عقل وتلقائية استطاع أن يرد فتيات أردن التظاهر والاحتكاك بالأمن عقب الجلسة الأولى للقضية.
قال الضابط فى كلماته: الجميع سيُخلى سبيلهم، نحن ليس لنا مصلحة مع أحد، مصلحتنا الوحيدة هى هذا البلد لا نريده أن يقع. إذا كانت لكم طلبات فهناك ١٨ محاميًا قد حضروا فيمكن إبلاغهم بالطلبات، وهم قد تقدموا بـ ٢٧ طلبا. ونحن هنا من أجل سلامتكم لا نريدكم هنا حتى لا يندس أحد بينكم، نريد أن نحافظ على هذا البلد. وقال موجها كلامه للفتاة هل تريدين أن نصبح مثل العراق أو سوريا أو نحررك من خيمة.
لم يعط الرجل بكلماته الرزينة فرصة للمزايدة أو الاندساس من أحد، وضرب مثلا لما يجب أن يكون عليه رجل الأمن الواعي.
كان من الواضح أن المطلوب هو أن تتحول أجواء ما بعد جلسة المحاكمة إلى شرارة فوضى تنضم إليها العناصر التى تم تجنيدها، ويركب أذنابهم الموجة فيثيرون الفوضى التى فشلوا فى نشرها الشهر الماضى!
لهذا فإن ما فعله هذا الضابط من استخدام لغة العقل والحزم والمنطق أغلق طريقا ممهدا كانت نهايته لا يعلمها سوى الله. وأنا هنا لا أبالغ بل أنبه إلى أنهم متربصون بنا يتحينون أى فرصة للانقضاض على هذا البلد، وربما لو كان ضابطا آخر لا يملك مثل هذه المقومات أو يستخدم أساليب مختلفة ربما كان قد أفلح هؤلاء فى استثارته واستدراج الشرطة لما يخططون له.
هذا النموذج المحترم لضابط الشرطة ورجل الأمن يجب أن يكون هو السائد وهو المعتاد فى كل مجالات الأمن وفى الأقسام، نريد صورة جديدة للشرطة صورة قوامها الحكمة والعقل والوطنية والإنسانية، صورة تمحو كل محاولات التشويه السابقة.