https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تزييف الوعي واللعب في العقول (2 – 3)

1498

فى المقال السابق تحدثنا عن وسائل الخداع التى يتم استخدامها إعلاميًّا بهدف تزييف الوعى واللعب فى عقول الشباب لترسيخ مفاهيم مغلوطة عن ماهية الحرية وحقوق الإنسان، وقد إعتمد أصحاب مشاريع ضرب الهوية وإسقاط الانتماء على أسس خطيرة أولها تسفيه رموز المجتمع التاريخية والفكرية والسياسية، بل وحتى العسكرية والدينية من خلال برامج تعتمد على الاستهداف غير المباشر من خلال ما يعرف بإعادة قراءة الأوراق التاريخية والسياسية، أو ما يسمى إعادة تقييم الأسس والمبادئ التى يقوم عليها التطوير الفكرى للمجتمع، وأكبر مثال على ذلك تلك البرامج الإعلامية التى تتناول شخصيات تاريخية بنقد غير بناء ولا يكون على أساس بحثى أو تاريخى بهدف النيل من الثوابت التى كتبت عنها ودرسناها فى كتب التاريخ عبر عشرات السنين! وهو أمر فى منتهى الخطورة فهو يدفع الشباب للحيرة، والتشكيك ومن ثم الكفر برموز تاريخية درسها أو بشخصيات فكرية يتم تسفيه وتشويه صورتها التى سجلت عبر التاريخ، ثم يأتى بعد ذلك برحلة اللعب فى العقول والتى تستهدف فئة الشباب فى محاولة لترسيخ مبادئ مغلوطة عن الحرية وحقوق الإنسان تقوم بالأساس على فكرة نفى الانتماء للوطن كأرض ومجتمع واستبدال ذلك بانتماءات فكرية أو دينية مثل تلك التى تروج لها جماعة الإخوان والتى تقوم على تنقية الانتماء للوطن كأرض وشعب واستبدال ذلك بالانتماء للفكر الإخوانى والذى يتخذ صيغة العالمية وهى نفس الأفكار التى تقوم عليها الماسونية العالمية.

وقد رأينا فى الآونة الأخيرة من يشكك فى إنجازات وبطولات رموزنا التاريخية مثل صلاح الدين الأيوبى، كبطل عسكرى تاريخى، ثم من يشكك فى رموز فكرية ودينية واجتماعية مثل الإمام محمد عبده كمفكر إسلامى عظيم، وقاسم أمين ودعوته لتحرير المرأة والأفكار القديمة البالية والمطالبة بحقوقها التى كفلها الشرع والدين، كل ذلك يتم من خلال أشخاص يدعون أنهم مفكرون وباحثون ومجددون، والحقيقة أنهم مسوخ تم تصنيعها فكريًا لتأدية دور تزييف الوعى واللعب فى العقول، ثم يأتى بعد ذلك دور آخر لما يسمى مراكز الدراسات السياسية والاجتماعية، والتى تقوم بالتخديم البحثى الممسوخ من خلال إطلاق أبحاث معظمها مغلوط وتقوم على مصادر مشكوك فيها.

وللحدث بقية