مصرهام
رسائل الرئيس إلى العالم
By amrديسمبر 22, 2019, 16:57 م
2527
خمسة أيام شهدت خلالها مدينة شرم الشيخ “مدينة السلام” ما يشبه اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث التقى أكثر من 8 آلاف شاب وفتاة من مختلف دول العالم خلال النسخة الثالثة لمنتدى شباب العالم، في جلسات مناقشات وحوارات ورؤى لمستقبل أفضل للعالم، ضم المنتدى شباب من 169 دولة كما دار حوار بين شباب البلدان والمناطق التي تفصلها النزاعات السياسة، لخلق مشهد حقيقي لحوار الثقافات والشعوب، من أجل السلام.
شرم الشيخ – محمد أمين
خلال الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر الجاري تحدث 360 شابا ومتخصصا ومسئولا فى 78 جلسة خلال 140 ساعة عمل سبقتها ورش عمل بدأت قبل الافتتاح بيومين كانت هناك رسائل وجهها الرئيس للشباب للحفاظ على الدولة الوطنية وأخرى إلى العالم من أجل إحلال السلام وتحقيق العدل، ومن أجل غد أفضل للعالم .
مسئولون وصناع قرار
شهد المنتدى مشاركة كبيرة من قِبَل مسئولين دوليين وصناع قرار وخبراء وشباب من مختلف أنحاء العالم تأكيدا على نجاح منتدى شباب العالم فى خلق حوار حضارات حقيقي، حيث تبادلوا النقاشات والحوارات حول القضايا والموضوعات الراهنة، بغية التوصل إلى رؤى مشتركة يمكن من خلالها تجاوز التحديات، وبلورة حلول مبتكرة لما يواجهه العالم من أزمات، تتحقق من خلالها توفير فرص أفضل للتعايش المشترك، ونشر قيم التسامح، ووقف التمييز على أساس الدين أو اللون أو الجنس، الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كما طُرحت رؤى مستقبلية تهدف إلى إيجاد عالم أفضل تقل فيه حدة الصراعات، وتزيد فيه معدلات التنمية، ونشر السلم والأمن، وإحداث تقارب بين الشباب باعتبارهم قادة المستقبل.
الغاية السامية
أكد الرئيس خلال كلمته في الجلسة الختامية للمنتدى أن التكامل هو الغاية السامية التي خلق من أجلها الإنسان.
وأضاف قائلا :”ثقتي بكم شباب مصر لا حدود لها”. مؤكدا على ضرورة أن نتخذ من اختلافاتنا وسيلة للتعاون والتكامل، والشباب شركاء الحاضر ونبراس المستقبل وطاقة التنمية.
وقال الرئيس إن الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب تعقد شراكات إقليمية ودولية، موضحا خلال كلمته ان مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أصدر قرارا أشاد فيه بإسهامات النسختين الأولى والثانية من منتدى شباب العالم.
انحياز مصر
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة المصرية منحازة لما يقرره الشباب.
ووجه حديثه لقادة العالم قائلا : رسالتي لقادة العالم اسمعوا لشبابكم وسلحوهم بخبراتكم وإيمانكم بهم ولا تتركوهم فريسة لدعاة الكراهية؛ اجعلوا الشباب سباقين وليسوا تابعين، افتحوا لهم أبواب الثقة وأعطوهم مفاتيح القيادة.
تضمنت التوصيات للنسخة الثالثة توجيه الرئيس السيسي إدارة المنتدى باتخاذ الإجراءات اللازمة نحو عقد شراكات مع المنتديات العالمية المهتمة بالشباب وقضاياهم، وكلف الرئيس الاكاديمية الوطنية لتدريب الشباب بالبدء فى إجراءات إنشاء مركز إقليمى للذكاء الاصطناعى للارتقاء بأساليب استخدام الذكاء الاصطناعى من أجل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وإعادة بناء القدرات للتغلب على التحولات المتوقعة فى سوق العمل.
أفلام وثائقية
وشملت التوصيات مطالبة الرئيس إدارة المنتدى بإطلاق مسابقة للأفلام الوثائقية على مستوى شباب العالم تستند لاختيار هدف من أهداف التنمية المستدامة والتفكير فى سبل تحقيقه، كما كلف الرئيس السيسى وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج بالتنسيق مع الجهات المعنية وإدارة المنتدى بإطلاق مبادرة بعنوان “مراكب النجاة” للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية على الشواطئ المصدرة للهجرة.
ودعا الرئيس السيسى إلى تدشين حملة 100 كلمة حول السلام على موقع المنتدى لتعزيز ودعم قيم السلام حول العالم، وقيام إدارة المنتدى بالتنسيق مع وزارة الخارجية ومنظمة الاتحاد من أجل المتوسط بالعمل على إطلاق ملتقى شباب المتوسط لمعالجة التحديات التى تواجه دول المتوسط ودعم أفضل الأفكار والتجارب لشباب المنطقة، مع بحث إمكانية إنشاء منطقة أورومتوسطية للتعليم العالى والعلوم بمدينة العلمين الجديدة.
كلنا إنسان
من جانبها قالت الدكتورة رشا راغب، المدير التنفيذى للأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، إن منتدى شباب العالم أثبت منذ نسخته الأولى أننا كلنا إنسان نتحاور دون خلاف، مشيرة إلى أن الإنسانية قلب البشرية النابض بالمحبة.
وأعلنت التوصيات وهي: الدعوة لإطلاق مبادرة وطنية لمكافحة القرصنة الرقمية، ودعوة الأمم المتحدة لتبني خطاب دولي لمكافحة الكراهية والتنمر، إطلاق مبادرة عالمية بعنوان: (الفن من أجل الإنسانية)، الدعوة لإنشاء مراكز للتبادل المعلوماتي بين الدول.
اتفاق اليونان
وخلال لقاء الرئيس مع ممثلي الصحافة الأجنبية في مصر على هامش المنتدى أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر حريصة على التوصل إلى اتفاق مع اليونان بشأن ترسيم الحدود البحرية المشتركة بينهما، وكانت الأمور تسير بشكل جيد ولكن حدث تغيير في الحكومة اليونانية ونحرص على تفعيل الاتفاق مرة أخرى، موجها التهنئة للشعب البريطاني بنجاح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الانتخابات التشريعية وتفاؤله أن تشهد العلاقات دفعة كبيرة في الاقتصاد والسياسية ومجالات أخرى.
وعود إسرائيلية
وحول توجه إسرائيل نحو زيادة الاستيطان وضم وادي الأردن، قال الرئيس السيسي إن كل ما حدث في اسرائيل هي وعود انتخابية من جانب بنيامين نتنياهو وهناك فرق بين الوعود وتنفيذها، ومصر موقفها ثابت بشأن حل الدولتين والاستيطان والقضية الفلسطينية.
وأوضح الرئيس السيسي أن علاقاتنا مع الأردن طيبة جدا في التنسيق السياسي والاقتصادي وعلينا أن نضع في الاعتبار ما مرت به مصر خلال السنوات الماضية ولكننا نسعي لتعزيز العلاقات العربية وتطويرها في كافة المجالات، مشيرا إلى أن مصر منفتحة في علاقاتها مع أشقائها العرب دون محددات ومستعدون للتعاون مع الجميع.
تمكين الشباب
وقال الرئيس السيسي إن الدولة حريصة على التواصل مع الشباب وحركة المحافظين الأخيرة تعكس الاهتمام بتمكين الشباب وإعطائهم الفرصة لتولي المناصب في المحافظات والوزارات والشريحة العمرية التي تم اختيارها خلال السنوات الأخيرة تعكس إعطاء الفرصة لشبابنا، وذلك بعد أن انتهينا من إجراءات تأهيل الشباب للقيادة. وهناك مزيد من التواصل مع الشباب ونقوم باختيار عناصر شبابية من الأحزاب حتى تستطيع هذه الأحزاب المنافسة والمشاركة.
وقال الرئيس نعمل أيضا في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة لإعطاء فرصة للشباب الذين يدخلون سوق العمل، كما نتعامل مع 5000 مصنع متعثر ونسقط مديونيتهم ونسعى لمعالجة أسباب توقف هذه المصانع وليست لدينا تحديات يمكن أن تعرقل الدولة المصرية إلا الاستقرار، ونتحدث عن الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة للتقدم للأمام.
وأضاف الرئيس السيسي أن العاملين في الـ 5000 مصنع يبلغ 500 ألف أسرة توقفت منذ 9 سنوات وزادت المديونية إلى أكثر من 30 مليار جنيه، لذلك نسعى للاستقرار والأمن والسلام لتحقيق تطور حقيقي وعدم الاستقرار كانت له نتائج سلبية خلال السنوات العشر الماضية ولدينا مليون شاب يدخلون سوق العمل سنويا ويحتاج لأن يكون لديه عمل وسكن وزوجة وهو أمر يتطلب الكثير من المال، والنجاح لا يجب أن يكون على حساب دماء الشعوب وخراب البلاد.
دعاوى التخريب
ودعا الرئيس السيسي للنظر إلى الدول التي خربت تحت دعاوى أفكار ومبادئ وقيم، ولسنا مستعدين لها، وقال إنه لا يمكن مقارنتنا بالناتج الإجمالي المحلي لأوروبا بسكانها البالغ 300 مليون نسمة، وبالطبع دخلنا لا يبلغ ثلث الناتج المحلي في أوروبا وكل اضطراب يحدث يؤخرنا سنين طويلة ونريد أن نحقق التقدم.
وقال إن مصر لها خط ثابت في التعامل مع قضاياها بما فيها المياه وهذه القضية لم تكن لتحدث إذا ما كانت الأمور مستقرة في مصر في 2011، ولم يكن ليحدث دون اتفاق.
وأضاف أن هناك اتفاقا إطاريا تم في مارس 2015، ولما احتجنا أن نطور من مسار التفاوض قمنا بذلك وننتظر في مارس القادم إما التوصل إلى اتفاق أو دخول طرف رابع في المفاوضات. وقال إننا نسعي لنعمر ونبني لا أن نخرب ونهدم ولم نتحدث أبدا بأي صيغة شائكة على الأقل خلال الفترة التي توليت فيها المسئولية ونسعى للحل وهذه هي خياراتنا، ومواردنا لا يجب إهدارها في اقتتال إنما يجب أن توجه إلى البناء والتعمير.
القضية الفلسطينية
وأشار الرئيس السيسي إلى أن المشكلة اليمنية في سبيلها للحل بشكل أو بآخر ولكنه يأخذ وقتا لتفكيك عناصر الأزمة ولكنه يسير في مساره الصحيح.
وأوضح الرئيس أن القضية الفلسطينية هي قضية القضايا وليس هناك في الأفق احتمالات لحل يفكك هذه القضية المركبة التي عمرها 70 سنة، وننتظر الانتخابات وتشكيل الحكومة في إسرائيل قبل التحرك نحو الحل، ومصر تؤيد حلا يؤدي إلى استقرار حقيقي يُدخل المنطقة في مرحلة جديدة مثل المرحلة التي أعقبت الاتفاق بين مصر وإسرائيل لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة ولكن لا توجد مؤشرات على ذلك حتى الآن.
شئون الأخرين
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن مشكلة منطقتنا خلال العشرة أعوام الماضية هو التدخل في شئون الدول وهذا حدث بشكل واضح، وهو أمر يؤدي إلى خراب البلاد، ونحن ضده وعندما نتحدث عن ليبيا والسودان فنحن نتدخل لصالح الدول والشعوب وهو أمر في صميم الأمن القومي المصري كدول جوار ونحن دائما نقول نحن مع المؤسسات الوطنية ونحن حريصون على ألا تتفتت دولنا مرة أخرى وهذه هي ثوابت السياسة الخارجية المصرية منذ أعوام، ولن نسمح لأحد أن يعتقد أنه يستطيع السيطرة على ليبيا والسودان ولن نسمح لأحد بالسيطرة عليهم.
وشدد الرئيس السيسي على أن التدخل في ليبيا من قبل دول خارجية تسبب في تأخر الحل لأعوام، مضيفا أنه بخصوص السودان أتصور أنها تسير في الاتجاه الصحيح بعد أحداث كبيرة. وعندما نتحدث عن دول مثل جنوب السودان نرحب بالعمل من أجل السلام ونتحرك بالفعل لجمع الأطراف من أجل تشكيل حكومة مشتركة لانطلاق المسار وتجاوز ما حدث بجنوب السودان خلال الأعوام الماضية، وكنا دائما حريصين على دعم الاستقرار بجنوب السودان، ونحن معنيين جميعا في إفريقيا بإطفاء الأزمات وحل المشاكل وهو أمر تتبناه مصر تجاه إفريقيا والعرب، وحتى بدون رئاسة الاتحاد الإفريقي ونلتزم بدعم دول الساحل والصحراء في مواجهة الإرهاب.
المصالحة مع قطر
وفيما يخص مصالحة الرباعي العربي مع قطر، أكد الرئيس السيسي أن الطرف الآخر لم يتغير وهناك 13 شرطا تم وضعهم وحتى الآن لم يحدث شيء، ونتمنى نجاح أية جهود صادقة لنصل إلى التزامات دائمة، وعندما ننظر إلى وسائل إعلام معينة نجد تناول غير موضوعي بغرض الإضرار بمصر ويجب على إعلامنا أن ينتبه لذلك، ومصر اذا كان دخلها مثل الدول التي تهاجمنا فذلك يعني 20 تريليون في العام وهو مبلغ ضخم، وخسارة على الدول التي تعمل تخريب منطقتها وهذا ليس إعلام أو مهنية هذا تآمر، ونتمنى التوفيق والعمل على إقامة علاقة صحية.
وقال الرئيس: أنا مطمئن على مصر ومستقبلها ليس لوجودي في المنصب ولكن بسبب شعبها الذي تزداد معدلات الوعي لديه بشكل مضطرد، ومصر تحتاج إلى إخلاص كل أهلها بما فيه الإعلام وأنتم مقاتلون مع مصر من أجل أن تبقى مستقرة وتتطور ونحن نعمل بشكل جيد في ظل قدراتنا والنتائج أفضل مما سبق.
دور المرأة
وأكد الرئيس السيسي أن اهتمامه بالمرأة لأبعد مدى وأنه يعمل بكل السبل لتمكين المرأة لدورها العظيم في مصر على مدار التاريخ الحديث والقديم وتحركت للحفاظ على هوية مصر والدفاع عن مستقبلها ومستقبل أبنائها.
وبخصوص الشباب، قال إننا بذلنا جهودا كثيرة خلال الأعوام الماضية لاستيعاب الشباب والكفاءات داخل وخارج مصر، وما زالت غير كافية لاستيعاب الجميع لأن الأعداد تصل إلى ملايين ونحاول دائما العمل على زيادة مساحات التواصل مع أهالينا من المصريين في الخارج، والأكاديمية المصرية للتأهيل والتدريب تعمل بشكل متواصل لاستيعاب أعداد جديدة دائما ومن الممكن أن ندرس مبادرة للتدريب للشباب المصريين في الخارج.
الأمن الإفريقي
وخلال لقاء الرئيس مع عدد من الشباب على هامش المنتدى؛ أوضح أن مجلس السلم والأمن الإفريقي هو المعني بالنزاعات الموجودة في القارة الإفريقية.
وقال الرئيس السيسي، إن مصر كان لها دور فى تهدئة الأوضاع فى جنوب السودان، مشددًا على أنه لا يمكن ترك دول الساحل والصحراء.
وتابع الرئيس السيسي قائلا: كلما كان هناك تنمية قلت فرص اندلاع صراعات في الدول .
وقال إن مصر جزء أصيل من إفريقيا، ودورنا لن ينتهي بتسليم رئاسة الاتحاد الإفريقي، وسنظل ندعم جنوب إفريقيا خلال ولايتها.”
لا للأعمال العسكرية
وأضاف الرئيس السيسي أن فض النزاعات لا يكون بالعمل العسكري، ولكن يجب أن يكون هناك تنمية تعمل على تحقيق استقرار الدول.
وشدد الرئيس السيسي على أنه لا بد من وجود مشاريع بنية تحتية في إفريقيا؛ فتغيير وجه القارة ومستقبلها في 10 سنوات يتطلب برنامجا قاريا لمشروعات تنموية، فالقارة الإفريقية سوق واعدة جديدة، لكنها تحتاج إلى مزيد من المشروعات والبنية التحتية.
المائدة المستديرة
خلال مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة الطاولة المستديرة “سبل تعزيز التعاون بين دول المتوسط في مواجهة التحديات المشتركة” ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى شباب العالم:
أكد الرئيس عندما طالبنا بعودة الدولة الوطنية في البلاد العربية، لم يكن انحيازا لأحد ولكنّه انحياز لحالة الاستقرار، لأن الخلل في المنطقة سيدفع ثمنه الجميع، مضيفا أننا لا نطلق في مصر على النازحين صفة لاجئ، ولكنهم ضيوف لهم أعمالهم وأشغالهم ويعيشون بيننا وليسوا في معسكرات، كما أننا لا نسمح بأي تعرض سلبي تجاههم.
الهجرة غير الشرعية
وأكد الرئيس السيسي أن مصر استطاعت منع الهجرة غير الشرعية من خلال استعادتها حالة الاستقرار الأمني التي فقدت منذ عام 2011، موضحا أن الجيوش الوطنية هي المسئولة عن الاستقرار في بلادها، وأطالب بعودة قوة الجيش العربي لعودة الشعوب إلى بلادهم.
وقال الرئيس “مصر لا تتآمر على من يختلف معها مهما حدث، ونلتزم دائما بالحوار والتفاوض لحل مشاكلنا، مؤكدا أن الأمن القومي في مصر متعلق بشكل مباشر بالأوضاع في ليبيا، ولم نتدخل بشكل مباشر حفاظا على علاقة الأخوة مع الشعب الليبي.”
وأضاف الرئيس السيسي أن مصر سارت في برنامج لتطوير البنية الأساسية غير مسبوق، نقلها لمرحلة جديدة في جذب الاستثمارات، مشيرا إلى أن تغيير وجه القارة الإفريقية ومستقبلها في 10 سنوات يتطلب برنامجا قاريا لمشروعات تنموية، فالقارة الإفريقية سوق واعدة جديدة، لكنها تحتاج إلى مزيد من المشروعات والبنية التحتية.
التحديات الراهنة
خلال جلسة “التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين”، ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى شباب العالم أكد الرئيس أن الهدف من منتدى شباب العالم هو أن نسمع بعضنا لإثراء فكر وعقول شباب العالم
وأضاف أن الإرهاب صناعة شيطانية تستهدف الإنسان وتقدمه، كما أنه بات غطاء لسياسات وأهداف بعض الدول، مؤكدا أننا لو تركنا دول الساحل والصحراء وحدها في مواجهة الإرهاب، سنعرضها لسقوط الدولة وضياع حلم التنمية والنزوح الجماعي لمواطنيها.
وأضاف الرئيس خلال تعليقه على الجلسة أن مواجهة الإرهاب تتطلب جهدا دوليا كبيرا، لأن بعض الدول قدراتها الاقتصادية والأمنية أقل من مستوى الإرهابيين.
تطوير الأمم المتحدة
وطالب الرئيس السيسي بضرورة إصلاح الأمم المتحدة وتطويرها لأن أدواتها أصبحت غير عملية في مواجهة تحديات الإرهاب، موضحا خطورة الإرهاب أنه يستخدم الفكر والعقيدة لتحقيق أهدافه ومصالحه، كما أن خطورته تكمن في أن الشباب هو الأكثر تأثرا به، إذ أشار إلى أن مصر خاضت معركتي الانتصار على الإرهاب وتحقيق التنمية بشكل متواز ومتكامل وبنفس العزم والإصرار.
كان الرئيس السيسي أكد خلال الافتتاح أن المنتدى يعود بنا إلى جذور الإنسانية التي لا تميز بين البشر على أساس الجنس أو اللون أو الدين، وأنه رسالة محبة وسلام تقوم على الحوار البناء والتوجه نحو المستقبل.
وشدد الرئيس على أهمية هذا الحدث العالمي، الذي تستضيفه سيناء، أرض السلام ومهد الأنبياء، مؤكدا أنه استكمال لحلم الشباب المصري الذي بني على يقين أننا خلقنا مختلفين لنتكامل.
الذكاء الاصطناعي
وخلال جلسة الذكاء الاصطناعي كشفت الروبوت صوفيا أن الروبوتات يمكن أن تساهم في تحسين الخدمات المقدمة للبشرية، وتحقيق الأهداف التي يمكن في النهاية توفير البيئة والمناح المناسب للعمل والإبداع.
وقالت ” إن الروبوتات تعزز وتحسن مجال تقديم الخدمات للبشر ووفق آليات إبداعية وتكنولوجية يندر فيها الخطأ، مضيفة : تعمل الروبوتات في مجالات عدة أبرزها المدن الذكية والتعليم والطاقة والزراعة، ولكنها تحتاج إلى وضع الأهداف وتحديدها والحذر عند صناعتها بشكل كامل حتى تتحلى بالأخلاق.
و أشارت إلى أنه يمكن للروبوتات أن تحقق الأهداف المرجوة منها، وكذلك تقديم المهام التي يرفض الإنسان القيام بها، مشيرة إلى أن الروبوتات يمكن أن تقوم بعملية التحليل للبيانات والمعلومات، والعمل في بيئات مختلفة من دون التأثير على الجودة ودون أي عراقيل، موضحة أنها تنام في وقت مبكر وتستيقظ مبكرًا وتعمل بشكل فعال، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه وبشكل رائع في تحليل البيانات وتحقيق الأهداف وتعزيز القدرات الإبداعية والإنتاجية.
رقمنة الخدمات
وعلق الرئيس عقب الجلسة قائلا “حرصنا على البدء من حيث انتهى الآخرون في عملية رقمنة الخدمات الحكومية، مضيفا :ليس لدينا وقت للتناحر وإضاعة المزيد من الفرص، علينا التحرك للإلحاق بركاب التكنولوجيا.
وقال الرئيس السيسي: ” نادت مصر منذ أكثر من خمس سنوات –وما زالت- في محافل الأمم المتحدة بضرورة وضع ضوابط للتعامل مع منصات التواصل الاجتماعي التي يتم استغلالها من قبل البعض للتحريض على العنف والإرهاب.
التضامن الاجتماعي
وخلال المنتدى قام الرئيس بتفقد معرض وزارة التضامن الاجتماعي في إطار فعاليات منتدى الشباب العالمي ويطلع على مشروع “مودة” لحماية كيان الأسرة المصرية.
كما شارك الرئيس في ختام المنتدى فى ماراثون السلام وقال عقب مشاركته في الماراثون: “سعدت بمشاركتي في ماراثون يجمع بين مختلف شباب العالم، ولقد امتزجت سعادتي بالأمل وأنا أرى الشباب الواعي المتحمس، المفعمة روحه بالحيوية والمحبة والانطلاق نحو عالم يسوده الخير والسلام.”
حضور دولي
وقد شهد المنتدى في دورته الثالثة مشاركة دولية واسعة، حيث كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في مقدمة الحضور، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير مكة المكرمة، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح.
بالإضافة إلى يوسف أحمد العثيمين الأمين العام لـ«منظمة التعاون الإسلامي»، وناصر كامل السكرتير العام لـ«منظمة الاتحاد من أجل المتوسط»، وهولين جاو السكرتير العام لـ«الاتحاد الدولي للاتصالات»، وشو دونيو، المدير العام لـ«منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة» (الفاو)، وميجيل أنجيل موراتينوس، الممثل السامي لـ«تحالف الأمم المتحدة للحضارات»، ورافائيل ماريانو جروسي المدير العام لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
إلى جانب عدد من ممثلي دول وحكومات عربية، ودولية، ووزراء الشباب في دول أخرى، إضافة إلى نحو آلاف الشباب من مختلف أنحاء العالم، وعدد من الفنانين من مصر والمغرب وألبانيا والولايات المتحدة.وبعض القادة وممثلي قطاع الأعمال في إفريقيا.
تنوع قضايا
كما أن جلسات المنتدى شهدت تنوعًا في طرح القضايا والنقاشات التي دارت حولها، من بينها الإرهاب والنزاعات المسلحة، والتعاون في قطاع الطاقة بين دول المتوسط، وملفات التعاون والتنسيق بين دول المتوسط في مجال اقتصاديات الطاقة، ومجالات التعاون في مجال الطاقة المتجددة والربط الكهربائي، والفرص والتحديات التي تواجه دول شرق المتوسط في تأمين مصادر الطاقة المختلفة، وتمويل إنشاء وصيانة البنية التحتية. وموضوعات مثل الثورة الصناعية الرابعة، والأمن الغذائي، والاتحاد من أجل المتوسط، والتحديات البيئية، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا سلسلة الكتل، وتمكين المرأة والفن والسينما.
وقالت “هابيلا أوجسبورج” من نيجيريا إحدى المشاركات في المنتدى، إن اهتمام مصر بشباب القارة الإفريقية يؤكد معرفتها بالمشاكل الحقيقة لدول القارة، مشيرة إلى أن الشباب هم مستقبل القارة وقادرون على قيادتها نحو التنمية، ومنتدى شباب العالم حدث فريد من نوعه، كما أن تنظيمه بشكل دوري يؤكد أن مصر لديها خطة واضحة لدعم وتمكين الشباب في كافة المجالات، وأهمية توعية الشباب بمشاكل بلدانهم لكي يشاركوا في وضع الحلول التي تسهم في نهضتها، موجهة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي ومنظمي المنتدى على إعطاء الفرصة للشباب للاستماع إليهم والتعرف على أفكارهم، بالإضافة إلى التنظيم الرائع وحسن الضيافة.
ووصف روجيه نكوندانج، رئيس البرلمان الإفريقي في تصريحات صحفية، المنتدى في نسخته الثالثة برعاية ومشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى بالتاريخى والناجح، مؤكدا أنه وضع القارة السمراء فى بؤرة الاهتمام العالمى، وأنه حقق جميع أهدافه لصالح مصر ودول العالم بصفة عامة ولصالح الدول الإفريقية بصفة خاصة.
وأشاد “نكوندانج” بجميع التوصيات والقرارات الصادرة عن المؤتمر خاصة المتعلقة بدول القارة السمراء، موجها التحية والتقدير للرئيس السيسى على ما قدمه من إنجازات كبيرة لصالح الدول الإفريقية خلال رئاسته للاتحاد الإفريقي وإعلان دعمه لدول جنوب إفريقيا خلال رئاستها المقبلة للاتحاد الإفريقي.