صالون الرأي
مريم سامح
By amrيناير 12, 2020, 15:53 م
1529
قالت السيدة الريفية لحفيدها الذي أتى إلى القاهرة لأول مرة حتى تخفف عنه الهيبة التي كان يشعر بها.. هذه البلد فيها السيسي الذي تحبه.. ثم أردفت كل الأطفال عندنا تحب السيسي لابد أن أمه قد دعت له! كنت شاهدة على هذا وحدث أمام عيني، ولم أتوقف كثيرًا عند الأمر!
لكن لم يمر يومان حتى كان الفيديو المتداول للفتاة الصغيرة مريم سامح على الفيس بوك، والذي تلقفه أذناب الإخوان بصفاقتهم المعهودة، وأخذوا يكيلون لها شتائمهم المتدنية.. ومريم سامح هي فتاة مصرية صميمة تبلغ من العمر خمس عشرة عاما، شديدة الوطنية، حادة الذكاء تملك من القوة والحجة والشجاعة ما يضاعف عمرها، بل ما يجعلها أكثر جرأة من كثيرين يتخوفون من إبداء آرائهم ويترددون في اتخاذ مواقف واضحة، يراقبون الأحداث ولا يتدخلون ربما خوفا مما قد يحدث لهم كما حدث مع مريم.
قبيل الأحداث التي تصاعدت في الأزمة الليبية دعت مريم وصديقات لها على الفيس بوك بتسجيل فيديو أو رسائل للرئيس تعبر عن مساندة الشعب المصري له ودعمه لقراراته، ونشرت مريم الفيديو الخاص بها، فما كان من أراجوز الإخوان معتز مطر إلا أن تصيد الفتاة الصغيرة، ثم تبعته كتائبهم الوضيعة ليثأروا من الفتاة الصغيرة!
لكن الحقيقة أن هذه الفتاة هي أكثر رجولة وقوة منهم، فهي تفهم مفهوم الرجولة كما لا يفهمه أحدهم، وهي تدرك معنى الوطنية التي لا يعرفونها بل باعوها بأبخس الأثمان، وباعوا معها شرفهم وحريتهم وأصبحوا يحيون حياة العبيد يتلقون طعامهم وشرابهم من الأتراك والقطريين، مقابل التهجم الدنيء على بلدهم.
ليست مريم سامح وحدها هي من أيدت الرئيس وأبدت روحًا وطنية، لكنها ربما كانت أصغر من أبدى تأييده، وقد سقت المثل الذي ذكرته في البداية لأؤكد أن المحبة التي يعبر عنها أطفال أو شباب صغار للرئيس أو لأي شخص هي محبة خالصة، لا تحمل مصالح ولا رؤى أو وجهات نظر.
أعرف مريم منذ عدة سنوات عن طريق الفيس بوك وهي دائما مثار دهشتي وإعجابي، لصغر سنها ونضجها ، وكنت على الدوام أتوقع تعرضها لما تعرضت له من هجوم ربما يشفق عليها البعض من أن سنها لا يتحمله، فهي متابعة جيدة للأحداث مؤمنة بما يجري في بلدها تحمل حماسًا لا جدال فيه، وهي تحمل أرشيفا ممتازا تستعيده عند اللزوم، لهذا أنا لا أشعر تجاهها بأي خوف ولا أخشى عليها هذا العواء، فهي وحدها كتيبة مقاتلة تعرف كيف تدافع عن نفسها وعن بلدها وعما تؤمن به، ولا أخشى عليها أو على بلدنا من هؤلاء الأغبياء، لأن من نعم الله على الرئيس السيسي أن منّ عليه بمعارضة غبية، كما منّ عليه بحب مريم وأمثالها.