صالون الرأي
ملحمة الشرطة فى 25 يناير عيدا لكل المصريين
By mkamalيناير 26, 2020, 17:20 م
1492
يأتى يوم 25 يناير هذا العام والذى يمثل ملحمة الشرطة فى معركة الإسماعيلية عيدًا لكل المصريين يحتفلون به، حيث يجسد هذا اليوم صمود رجال الشرطة ضد قوات الاحتلال البريطانى ودفاعهم واستبسالهم حتى آخر طلقة فى أسلحتهم ورفضهم تسليم أسلحتهم أو قبول الإنذار من القائد الإنجليزي.
جسدت هذه الذكرى الثامنة والستين لهذه المعركة الوطنية التى سطرها رجال الشرطة فى مدينة الإسماعيلية عندما حاصرت القوات الإنجليزية مبنى قوات الأمن (بلوكات النظام) وقتذاك ومبنى الحكمدارية (مديرية الأمن حاليًا) بعد وقوف الشرطة مع الفدائيين فى مدن القناة خاصة فى قاعدة قناة السويس، حيث بدأت المواجهة بين رجال الشرطة وقوات الاحتلال الإنجليزى وطلب الإنجليز من محافظ القناة سحب السلاح من رجال الشرطة فى 19 نوفمبر 1951 واحتلوا مدينة الإسماعيلية وبعد عدة عمليات فدائية للمصريين فى بورسعيد والإسماعيلية وخط السكة الحديد وكوبرى الفردان الذى يربط شرق القناة بغربها، حيث حاصرت قوات الاحتلال الإنجليزى المدججة بكل الأسلحة الثقيلة والمدرعات والمصفحات والدبابات والرشاشات والمدافع وتعدى عدد القوات البريطانية التى حاصرت المبنيين أكثر من 7 آلاف جندى وضابط إنجليزى مقابل 880 ضابطا وجنديًا مصريًا الذين تحدوا الإنذار البريطانى ورفضوا تسليم أنفسهم وأسلحتهم وقاموا بالدفاع باستماتة عن شرف الشرطة المصرية بعد أن أعلن مصطفى النحاس رئيس الوزراء إلغاء معاهدة 1936 وكان فؤاد سراج الدين هو وزير الداخلية فى هذا الوقت والذى أعطى أوامره برفض الإنذار الإنجليزى والدفاع عن مقارهم وأسلحتهم واستمر الحصار قبل إطلاق النار أكثر من 10 ساعات متواصلة بعد منتصف ليل الخميس 24 يناير 1952 وحتى العاشرة من صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 ولم يستسلم هؤلاء الأبطال حتى نفذت ذخيرتهم وسقط منهم 50 شهيدًا و80 جريحًا من الضباط والجنود المصريين فى هذه المعركة الوطنية دفاعًا عن وطنهم واستبسالهم فى الدفاع عن أمن مواطنيهم وأسلحتهم وبالرغم من أنها كانت معركة غير متكافئة إلا أن القائد الإنجليزى بعد نفاد ذخيرة رجال الشرطة انحنى مؤديًا لهم التحية العسكرية احترامًا وإجلالًا وتعبيرًا عن انتصارهم فى هذه الملحمة الوطنية التى تمثل مبدأ عظيما من مبادئ الوطنية فى جهاز الشرطة منذ نشأته فى مصر فهذه المعركة التى استمر فيها إطلاق النار أكثر من ساعتين حتى نفذت الذخيرة وانحنى فى النهاية القائد الإنجليزى أمام اللواء أحمد رائف واليوزباشى مصطفى رفعت قائدى معركة الإسماعيلية احترامًا لهما ولشجاعتهما واستماتتهما مع رجال الشرطة فى هذه المعركة غير المتكافئة وبالرغم من ذلك فقد كان ضحايا الإنجليز 13 قتيلًا و12جريحًا من الضباط والجنود الإنجليز.
كانت هذه الملحمة الوطنية لرجال الشرطة تمثل إرهاصًا أساسيًا ومقدمة لثورة 23 يوليو 1952 والتى قادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وخرج الشعب المصرى كله ليؤازر جيشه الذى قام معه بالثورة وشرطته الوطنية التى كانت تحمى هذه الجماهير ضد قوات المستعمر الإنجليزى حيث أيدها الشعب المصرى بكل طوائفه ومنذ ذلك التاريخ والمصريون يحتفلون بعيد الشرطة المصرية التى تمثل ملحمة لن تنسى فى التاريخ الحديث لرجال الشرطة الذين سطروا أروع الانتصارات والمعارك الوطنية لحماية المواطنين والوقوف مع الشعب فى كل الأوقات.
واليوم السبت 25 يناير يأتى عيد الشرطة الذى يحتفل به المصريون جميعًا فى الذكرى الثامنة والستين والشرطة المصرية تحقق كل يوم نصر بعد نصر فى كل معارك الأمن، خاصة مكافحة الإرهاب.. فهذه الضربة الاستباقية الناجحة لأجهزة الأمن ضد تنظيم حسم الإرهابى التابع لجماعة الإخوان الإرهابية – تمثل أكبر دليل على هذا النصر والنجاح الذى يتحقق على أيدى هؤلاء الرجال الوطنيين ليتحقق الأمن فى ربوع المحروسة.
كل عام والشرطة المصرية تنتصر وتنتصر فى كل معاركها، وكل عام ورجال الشرطة يحتفلون بعيدهم فى 25 يناير مع كل المصريين الشرفاء.