رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

اللواء محمود خلف لـ «أكتوبر»: الاحتفال بالنصر يعنى عبور كل الحواجز

1595

حوار : أحمد النومى

كان إيمانه بالنصر كبيرًا ، قاتل فى حرب الاستئناف ثم حرب أكتوبر ، وتولى العديد من المناصب العسكرية ، هو الخبير الاستراتيجى وأحد أبطال حرب أكتوبر 1973 ، اللواء أ. ح محمود خلف الذى أكد أن الاحتفال بذكرى تحرير سيناء لابد وأن يسبقه التذكير بالمناخ الذى سبق هذا الانتصار الكبير، فالاحتفال بعيد النصر لابد وأن يسبقه الحديث عن الهزيمة..
وقال: عندما كنت ملازما أول وقتها وكان عمرى 23 عاما وأسعد عموما عندما أنجح فى شىء فشلت فيه فشلا ذريعا ثم حققت نجاحا باهرا فهو نجاح تتعلم منه ويكون عالقا فى ذهنك كثيرًا.. لكن ما هو الفشل من وجهة نظر اللواء محمود خلف؟
يجيب قائلا إن الفشل والمصيبة التى وقعنا فيها عندما تخرجت فى الكلية الحربية عام 1964 كان عمرى وقتها 20 عاما تخرجت من وحدات الصاعقة إلى حرب اليمن، وحاربت فى اليمن برتبة ملازم بنجمة واحدة فى حرب ليس لها رأس من رجلين لم تختلف كثيرا عن الحرب الدائرة الآن هناك ثم عدت من اليمن فى أوائل مايو 1976م كنت وقتها ملازم أول لم ار بيتى ولا أهلى ولا استمتعت بوظيفتى.
وأضاف اللواء خلف: حضرنا من اليمن على سيناء مباشرة لأن الأوامر كانت الاستعداد للحرب على إسرائيل «فجأة كده» يوم 17 مايو وأنا جيت فى أول مايو لم أتمكن من الحصول على أجازة إلى بلدتى بطنطا وذهبنا إلى سيناء وتصورنا أن الحرب مثل اليمن وذهبنا إلى سيناء على أساس أننا لسنا ذاهبين إلى تل أبيب وكان الأمر غاية فى البساطة، وللأسف على قدر فهمنا انذاك وفهم قياداتنا كلها على كل المستويات أنها رحلة وأن اليهود جبناء وبمجرد رؤيتهم لنا سيفرون هاربين وأننا سندخل إلى تل أبيب خلال يومين أو تلاتة فنحن لم نشاهد حربا حقيقة إلا فى السينما، وقد كان وذهبنا إلى سيناء ووحدات الصاعقة كانت خفيفة وسندخل إسرائيل وننفذ المهام وبدأت الحرب ودفعوا 180 ألف جندى مصرى كانوا من الاحتياط لم يكونوا سبق لهم ضرب النار أصلا، وشاهدت مجزرة لن أنساها طول عمرى، مئات الكيلومترات أكوام من الجثث من أبناء المصريين وكنا نتوارى من ضربات الطيران الإسرائيلية فكان المشهد رهيبا والسن مهم والخبرة مهمة وكنت ملازم أول وشاهدت مصر ضاعت وأرى حربًا حقيقية وليست الحرب الحقيقية التى كنت اراها فى السينما ولم نر لنا حتى طائرة واحده من هنا بدا المشوار بلقاء مع عبد الناصر وعدد من شباب القوات المسلحة وحظى كنت من ضمنهم فى شهر يوليو أو أغسطس 1967م عندما قال مقولته الشهيرة «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة» وعدنا نريد أن نعرف ماذا حدث شعرنا أننا مجرد أشباح وكان الإسرائيليون يسخرون منا.
واستطرد اللواء محمود خلف: فهمنا حجم الهزيمة.. كنت أبكى بالدموع وانظر حولى أين مصر.
من تحت الصفر!
استغرق مشوارنا 6 سنوات بدأنا من تحت الصفر بدرجة كبيرة كانت حالتنا مثل أشخاص لا تعرف تقرأ وتكتب مطلوب أن نحصل على الدكتوراه فى اللغة الفرنسية هو التحدى والبداية والتصميم على النصر أو الشهادة وكان لدينا تصميم أما النصر أو الشهادة وكنا مكسوفين نرتدى ملابسنا العسكرية أمام أهلنا لاننا جيش مهزوم 6 سنوات، وبدأنا الإعداد جاءت لنا الاشارة الساعة 11 صباحا السبت 6 «أكتوبر» والحرب الساعة 2وخمس دقائق ونفذنا أكبر عملية اقتحام فى التاريخ ودرستها فى 15 دولة.
وأكد اللواء خلف، أن المؤسسة العسكرية المصرية تاريخها محفوظ عن ظهر قلب منذ أنشاها محمد على عام 1811 ولم تكن هناك دولة ولا حدود.. الجيش المصرى حافظ على حدودها وأنشا الدولة المصرية والجيش المصرى تاريخيا هو حارس الدولة المصرية وأهم درس نخرج منه بعد حرب «أكتوبر» أننا كمصر الجيش رقم واحد فى الشرق الأوسط والثالث عالميا على مستوى القوات البرية والعاشر على مستوى العالم، وأصبحنا قوة عسكرية فى المنطقة.
ويكمل خلف حدثته قائلا الآن لدى ثقة فى النصر ومن قبل كان لدى ثقة فى النصر ولم يكن لدى شىء غير ذلك، الثقة تمنح النصر.
القوة الغاشمة
وينتقل خلف إلى تعبير «القوة الغاشمة» الذى أطلقه الرئيس على العملية التى تجرى الآن فى سيناء قائلا: هو تعبير خاص بالصاعقة بمعنى عندما كنا فى سيناء لم يكن لدينا الوقت لنسأل.
وأضاف أن القوات المسلحة تقدم لوحات قتالية مثل اللوحات الفنية فى القضاء على أوكار الإرهابيين ولعل العملية الإرهابية فى الواحات وما قامت بها القوات المسلحة خير دليل على هذا الكلام.
وأشار اللواء محمود خلف، إلى أن احساسه بتحرير سيناء وعودتها تكمن فى المشاعر.. فقد عملت فى سيناء حتى رتبة لواء وقائد قوات شرق حتى عام 1995 وكنت رئيس أركان حرب الجيش الثالث الميدانى وقائد قطاع فى سيناء.. كل مرة أذهب إلى سيناء واستمتع برؤية كل حجر من عام 1973 إلى 1995 أى 22 عاما أخدم فى سيناء متعة. وأمتع يوم يوم تم توجيه دعوة من الرئاسة لنذهب مع الشباب لنضع حجر أساس قناة السويس الجديدة شعرت بأنه عبور أخر ومعى الشباب ويرفعون الإعلام ولكن بشكل مختلف وكنت فى هذه المنطقة عام 1967 اشتم من الإسرائيليين تذكرت ألفاظهم وشتائمهم وأنا أعبر مع الشباب وهم يرفعون الأعلام لوضع حجر الأساس لقناة السويس الجديدة فى ذات المكان الذى شتمت أنا وزملائى فيه.
وأحب أن أوجه رسالة لأجيالنا الجديدة بالبعد عن اليأس حقيقى لدينا مشاكل لكن لابد أن نخوضها ونعبرها كما عبرنا الحاجز المائى وخط برليف وكل الحواجز السابقة هذه رسالتى للشباب من عيد النصر.
وأشار إلى أن المفاوضات التى حدثت حتى استعادة سيناء هى جزء من ادارة الصراع وكانت ترجمة حقيقية للنصر، فالمفاوضات السياسية هى تحصيل حاصل لولا لم تنتصر لما كان للمفاوضات أى قيمة، والنصر لابد وأن تحميه بالقوة.
وأشار إلى أن الوضع فى سيناء أمنيا أفضل من شوارع القاهرة والكلام عن سيناء يأخذ أكبر من حجمه سيناء 6% من مساحة مصر، مساحة سيناء يعادل 18 محافظة، نحن كمصريين نعيش على أقل من 8 % من مساحة مصر أى 92% من أرض مصر فاضية، الهدف من الإرهاب هو التخويف وارباكنا ولم يحقق أى شىء، وبالتالى لم يحقق الإرهاب ما أراده حتى الآن فالعملية الشاملة هى حرب مفتوحة ضد الإرهاب لأن الإرهابى فقط ليس من يحمل السلاح لأنه آخر الحلقة هناك من أرسله وامده بالمعلومات واعطاه المال والذخيرة كلها جزء من منظومة الإرهاب وبالتالى تحتاج حزمة دولية لمقاومته وهو ما تعمل عليه مصر الآن.