صالون الرأي
«نمبر وان»
By amrمارس 30, 2020, 12:45 م
1369
ارتدى قفازه الطبي ووضع الكمامة ..ترك حياته العادية.. أبناء.. زوجة ..أبوين .. أصدقاء ، وبدأ «الحياة من خلف كمامة».
ساعات عمل متواصلة، تفاصيل دقيقة وإجراءات غاية في الصرامة لا تفرق بين ليل ونهار.
استقبال ..أخذ عينات.. تحاليل ثم عزل والدخول إلى الرعاية المركزة.
رحلة شاقة تتكرر يوميا بتفاصيل تضعه كل لحظة على حافة الموت.. قريب جدا من الخطر ولا يتراجع يحتمي في قفازيه ويكتم لهفته وخوفه على نفسه وعلى من هم وراءه، خلف الكمامة ليتابع مسؤوليته وواجبه.
قد ينقطع عن العودة بالأيام ليس لديه رفاهية الحياة العادية فهو الآن في مهمة وطنية على خط الدفاع الأول عن الوطن.
كل ما يستطيع اقتناصه على مدار اليوم دقائق قليلة لتناول الطعام ومثلها لإراحة وجهه من حاجز الكمامة الذي حفر في وجه أخدودا أحمر وسويعات قليلة ينام فيها من أجل العودة لممارسة مهمته المقدسة.
هذا هو الطبيب والطبيبة والممرض والممرضة وكل أفراد الكادر الطبي الذين يعملون في مستشفيات الحجر الصحي والحميات وكل الجهات التابعة لوزارة الصحة وتعمل من أجل مواجهة ومكافحة هذا الوباء القتل.
كل واحد من هؤلاء وأخص فيهم من يعملون بمستشفيات العزل يستحق أن يكون هو «نمبر وان» الحقيقي وليس ذلك الأراجوز الذى يتخفي وراء شهرته وأمواله وصوته العفن ويظن أنه البطل.
هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون الذين يحاربون حاملين حياتهم فوق كفوف أيديهم التي يقدمونها بمنتهى الإنسانية لضحايا هذا الفيروس القاتل.
نعم هم الأبطال الحقيقيون بجوار رجال الشرطة والجيش والعقلاء الوعون من أبناء الوطن بكافة طوائفه ممن يحرصون على ألا يصابوا فيصيبوا بالمرض وتتسع قاعدة انتشاره.
نخوض معركة مصيرية حقيقية ربما هي الأشرس على مدار تاريخنا وتاريخ البشرية كلها وقادرون بإذن الله على عبورها وبعدها يجب أن نجلس لنفرز الصالح من الطالح، من يقدم للوطن بضاعة حقيقية ومن يقدم له بضاعة عطنة.
سنجلس لنعيد ترتيب هرم حياتنا ونضع كل واحد في حجمه ومكانه الحقيقي، ونوجه أولوياتنا واهتماماتنا التوجيه الصحيح وليتوارى كل هؤلاء الذين عبثوا كثيرا بحياتنا ..فقد حان وقت «نمبر وان» الحقيقي.
حفظ الله الجيش ..حفظ الله الوطن