صالون الرأي
الوباء الذي كشف الجميع!
By amrأبريل 13, 2020, 15:51 م
1174
مرة أخرى.. الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه، حيث يبدو أن «الأخ كورونا» أصبح كالضيف الثقيل الذى لا يستعجل الرحيل، ولا يؤثر فيه ما يقدم إليه من إجراءات وقاية أو وسائل للعلاج وتخفيف الأضرار، بل إنه «يتلاعب» بالعالم، حيث ترتفع وتنخفض الإصابات به بين يوم وآخر ودون أسباب ملحوظة يمكن معرفة كونيتها.
ليس ذلك فقط ولكنه أيضاً «رفع الغطاء» عن الكل وظهرت كل دوله على حقيقتها من حيث قوة نظامها الصحى ومدى استعداده لمواجهة الأزمات الطارئة، أو قدرته على التحرك السريع لاستيعاب ما يستجد من أحداث، لقد بدا الموقف وكأننا فى اليوم الذى يقول فيه كل واحد «نفسى نفسي»
لا تجمعات إقليمية ولا اتحادات جغرافيه تنسق وتتعاون للمواجهة الحاسمة، بل نشاهد عمليات قرصنة لأدوات الوقاية الطبية، ومضاربات على أسعارها بين الدول.
نعم سوف يجتاز العالم هذه الأزمة ولكن المشكلة فيما قد يحدث لو طالت فترة تواجد هذا الفيروس، فقد تحدث «أزمة غذاء»؛ بسبب توقف حركة الطيران وتراجع حركة التجارة الدولية، وخاصة صادرات بعض الدول المنتجة للمواد الغذائية والأدوية، فهل لدى أغلب الدول المصابة القدرة على تحقيق ما يسمى «بالاكتفاء الذاتي» لعدة أشهر مقبلة!
من حسن الحظ أن البعض تنبه لذلك مبكراً، وبدأت أغلب الدول فى اتخاذ إجراءات اقتصادية محفزة على استمرار الأنشطة الرئيسية فى اقتصادياتها وقد بلغت الحزم المالية التحفيزية حتى الآن أكثر من خمسه تريليون دولار، ولكن المشكلة فى غياب «مبادرات» للتعاون الدولى للخروج السريع من الأزمة المتوقعة بعد انحسار الوباء.
ومن حسن الحظ أيضا أننا فى مصر مازلنا فى منطقة الأمان النسبى حيث 85% من الإصابات التى تحدث والتى يعلن عنها بكل شفافية ووضوح يتم علاجها من خلال العزل المنزلى فقط ولا تحتاج للعلاج فى المستشفيات أو مناطق العزل الصحي.
أما عن عمليات الوقاية والمواجهة فأعتقد أن مؤسسات الدولة المختلفة «تعزف» سيمفونية رائعة فى التعاون والتنسيق والتلاحم، وخاصةً القوات المسلحة (جهاز مشروعات الخدمة المدنية) وقوات الشرطة، ومنسوبى وزارة الصحة من أطباء وممرضين ومسعفين والذين يشكلون مجتمعين (جيش مصر الأبيض) عن حق و استحقاق.
وبالطبع لا يمكن إغفال دور الجهاز المصرفى فيما يقدمه من تسهيلات، وما يؤجله من عمليات سداد للديون، فضلاً عن مبادرات تمويلية للقطاعات المختلفة.
لقد شعرت بالفخر وأنا أتابع لقاء الرئيس مع قادة القوات المسلحة للوقوف على ما لديها من إمكانيات وما تقدمه من خدمات، وما تحتفظ به للطوارئ وما يستجد من الأحداث.
نعم من حقنا أن نفخر برئيسنا وقواتنا المسلحة، وشرطتنا وكل مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع الدولى وخاصة جمعيات المستثمرين وتجمعات رجال الأعمال الذين بدأت أمطارهم «تندع» فى صورة تبرعات عينية ومالية للمساهمة فى مواجهة هذا الوباء «الرزل»! وإن شاء الله… سوف تنتهى الأزمة قريباً وكما قال الشاعر :
إن الأمور لها رب يدبرها
فى الخلق ما بين تجميع ومفترق
قد يكثر المال يوماً بعد قلته
ويكتسى الغصن بعد اليبس بالورق