صالون الرأي
الامتحانات بنظام البحث
By amrأبريل 13, 2020, 15:52 م
1028
الفكرة رائعة وواعدة التي سردها وزير التربية والتعليم د. طارق شوقى حول تفاصيل الامتحانات بنظام البحث لتلاميذ الصفوف الدراسية من (الثالث الابتدائي وحتى الثالث الاعدادي)، والتي تتلخص، كما أشار إلى أن الامتحانات ستكون من خلال بحث يجريه التلميذ بمفرده أو من خلال مجموعة من التلاميذ لا تزيد على خمسة تلاميذ.. وأن الوزارة سوف تحدد لكل صف دراسي 5 موضوعات يختار التلميذ موضوعًا من بينها ليجرى حوله البحث.. وتغطى محاور البحث من خلال مجموعة من الأسئلة الأفرع الدراسية المختلفة والتي تغطى المقررات الدراسية.. وأن عملية التصحيح ستتم بمعرفة الوزارة حيث سيقوم 3 معلمين فى تخصصات مختلفة بعملية التصحيح والتقييم ومنح الدرجات.
وهى فكرة لجأت إليها الوزارة لتكون بديلة عن نظام الامتحانات التقليدية (بالورقة والقلم) للتغلب على أزمة تعليق الدراسة وصعوبة عقد الامتحانات التقليدية بسبب تداعيات فيروس كورونا.. ورب ضارة نافعة.. فالامتحانات بنظام البحث أفضل بكثير من الامتحانات التقليدية لأنها ستعلم التلاميذ البحث عن المعلومة بأنفسهم من مصادر كثيرة مثل بنك المعرفة والمكتبات وأمهات الكتب وغيرها.. كما ستعلمهم ربط المعلومات بالمقررات الدراسية وكيفية الاستنتاج.. وهذا شيئًا مهما فى العملية التعليمية لأنه سيرتقى بالتلاميذ على التعبير عن أفكارهم وأعمال العقل.. والتحليل والقدرة على الاستنتاج.
الفكرة قد تبدو فى ظاهرها على أنها «كلام فارغ وفك مجالس» وخاصة فيما يتداول حولها من لغط وكلام كثير ومنها أن الطلبة وأولياء الأمور سيلجأون إلى بعض المكتبات والمدرسين لشراء هذه البحوث جاهزة «تيك أواى» وخاصة أن هذه الجهات قد أعلنت أسعارًا لهذه البحوث تتراوح مابين 500 و600 جنيه للبحث الواحد.. وهذا ما سيحدث – فعلاً – حتى نكون واقعين.. وهو ما يمكن أن يكشفه عملية التكرار والتشابه بين البحوث فى الأسلوب والمضمون.. ويكشفه المصححون المكلفون بمهمة التصحيح.. وقد يؤثر هذا على درجات التلاميذ..
عمومًا.. هذا لا يقلل من شأن الفكرة.. فأي نظام جديد دائمًا ما يواجه ببعض السلبيات والمعوقات في بدايته والتي يمكن تدارجها والتغلب عليها مع الاستمرار.
الأمر الذي يجعلني أنادى بتعميمها في الامتحانات القادمة فيما بعد فيروس كورونا.. وأن كنت أقترح أن تكون امتحانات الثانوية العامة قائمة على البحوث هى الأخرى..
فإذا أحسن التنفيذ لهذه الفكرة فإن هذا سيحدث ثورة كبيرة في العملية التعليمية ونظم الامتحانات.. وستكون النتيجة تخريج مبتكرين ومبدعين، كما ستقضى على الدروس الخصوصية إن عاجلاً أو آجلاً.. والأيام بيننا.