رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

مصر تدخل سباق تصنيع «الدواء الياباني»

1277

كثر الحديث عن استخدام كثير من الأدوية لعلاج فيروس كورونا «كوفيد 19»، ورغم ذلك لا يوجد حتى الآن أية أدوية معترف بها رسميا لمحاربة الوباء، وبينما يجتهد العالم لاكتشاف دواء جديد يحارب الفيروس المستجد، اتجهت الدول فى نفس التوقيت إلى تطبيق بروتوكول علاج سبق استخدامه فى بعض الأمراض، بينما أظهر فعالية نسبية فى مواجهة كورونا.

كتبت : مى هارون

وتشهد أسواق الدواء العالمية ومنها مصر، خمسة أدوية قديمة يتم تطويرها لمعرفة درجة سُميتها، لعدم حدوث أية أعراض جانبية عند استخدامها على المصابين بفيروس كورونا. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، فى هذا السياق أن إمكانية اكتشاف أدوية جديدة تحتاج تجارب سريرية تمتد لأكثر من عام. ومن ثم فإن الأمل الآن فى تجربة الأدوية القديمة التى ثبتت فعاليتها ضد فيروس كورونا.
وباعتبار كورونا فيروسا مستجدا على المنظومة الصحية، فإن الكثير من الدول تقوم بتغيير بروتوكولات العلاج ضد كورونا كل فترة قصيرة. وبعد عدة تجارب، أثبتت أبحاث علمية أعلنت عنها الصين بأن الأفضل عالميا الآن لمواجهة كورونا بدواء قديم هو عقار «الأفيجان»، الذى يمنع تكاثر الفيروس ويُحجم من قدرته على الانتشار، وقد تم استخدامه عام 2016 ضد وباء «الإيبولا» ونجح فى خفض نسب الوفاة من 30% إلى 15%.
يحتاج «أفيجان» لأكثر من شهرين للتأكد من فاعليته على مرضى كورونا، ووصلت عينات منه إلى مصر لاستخدامه ضمن بروتوكولات علاج كورونا، ومن ثم تصنيعه إذا ثبتت فاعليته بالتعاون مع الجانب الصيني. وعقب الانتهاء من تصنيعه سوف يتم ضمه لبروتوكول علاج مرضى كورونا داخل مصر، حيث يقتصر البروتوكول الحالى على أدوية أخرى مضادة للفيروسات وهى «كلوروكين وهيدروكسي» و»كلوركين وزاسروميس».
قال د. خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمي، إنه تم التواصل مع المُصنع المسئول عن تصنيع دواء «أفيجان» فى اليابان والذى أثبت نجاحات كبيرة على عينة مرضى فيروس كورونا وكان ذلك منذ أكثر من شهر، مؤكدا أن مصر تدخل فى عملية بحثية مع اليابان، لافتا إلى أن هناك بروتوكولات علاجية عديدة يتم استخدامها ودراسة تأثيرها على فيروس كورونا المستجد.
وأكد أن عينات الدواء اليابانى وصلت مصر منذ أكثر من شهر تقريبا وهناك تكليف من الرئيس بالمتابعة اليومية والتصنيع بالتعاون مع الجانبين الصينى الذى يصنع المادة الخام بعد الحصول على الموافقات اللازمة من الجانب اليابانى لتصنيع كمية تكفى من خلال أحد مصانع الأدوية فى مدينة العاشر من رمضان.
وقال د. عصام المغازى أستاذ الأمراض الصدرية ورئيس جمعية مكافحة التدخين إنه تم تخصيص مجموعة من الأدوية وافقت عليها اللجنة العلمية المسئولة عن وضع البروتوكول العلاجى لكوفيد 19 داخل وزارة الصحة وهما «كلوروكين وهيدروكسي» و«كلوركين وزاسروميس»، مضيفًا أنه يتم تجربة عدد كبير من الأدوية فى كل دول العالم وأهمها «الأفيجان» والأمل كبير عليه لأنه موجود وتم استخدامه من قبل فى علاج «الإيبولا» وأنه تخطى مراحل كثيرة وبدأ بالمرحلة الثالثة وهى التجربة على الإنسان ,لافتا إلى أنه على الرغم من ارتفاع نسب الوفاة بالعالم إلى 7%، لكن ما زالت نسب الشفاء من كورونا مرتفعة.
ومن جانبه أوضح د. محمد علام نائب مدير مستشفى النجيلة المركزى أن عقار «الأفيجان» تم اكتشافه عام 1998 وتم البدء فى استخدامه 2004، ثم 2016 ضد الإيبولا للحالات المتوسطة والبسيطة وكان يعطى نتائج جيدة لأنه قلل نسبة الوفيات من 30 إلى 15% وهذه نسبة جيدة جدا.
وأضاف أن دواء الأفيجان يعمل على وقف تكاثر الفيروس داخل الجسم ولا يقضى عليه ويحجم قدرته على الانتشار ويمنع حدوث مضاعفات شديدة ويعطى للجسم فرصة للتخلص من الفيروس وبالتالى يعطى نتائج جيدة للحالات البسيطة والمتوسطة.
وأوضح أنه منذ عام 2004 وهو مصرح باستخدامه لعلاج حالات الأنفلونزا ولكن ليس كل الحالات ويتم استخدامه لحالات الأنفلونزا المقاومة للعلاجات التقليدية، مؤكدًا أنه لا يباع بالصيدليات بأى دولة فى العالم ولا يوجد إلا داخل اليابان، والحكومة قد منعت تداوله بالصيدليات لأنه يُعتبر خط الدفاع الأخير ضد أى أنفلونزا جديدة لا تستجيب للعلاجات التقليدية.
وأشار علام إلى أن هذا الدواء يتم تجريبه الآن، ونظرًا لأنه دواء قديم تخطى خطوات كثيرة ويتم تجريبه على المرضى مباشرة، موضحًا أنه يتم مقارنة تأثيره على المرضى الذين تلقوا الدواء مع نفس العدد من المرضى الذين لم يتناولوا الدواء بشرط ان يكونوا من نفس الفئة العمرية ونفس الحالة الصحية وبعد نجاح التجارب نبدأ فى الخطوة التالية وهى زيادة أعداد المرضي.
وأكد أن دواء «الأفيجان» فعال وآمن وتم شفاء مَن تعاطوه فى 4 أيام وأشعة الصدر أظهرت تحسنا شديدا فى 91% منهم ومن لم يحصلوا عليه تم شفاؤهم فى 11 يوما، وأشعة «ct» أظهرت تحسنا فى 62% منهم.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء اليابانى أعلن أواخر الشهر الماضى أنه تم البدء فى إجراءات اعتبار الأفيجان الدواء الرئيسى لعلاج كوفيد 19 مؤكدًا أنه يتم بدء الإجراءات بمعنى زيادة أعداد علاج المصابين بكوفيد 19 ومشاركة 28 دولة لتجربة الدواء ومن المتوقع انتهاء الدراسة فى شهر يونيو وبالتالى نحتاج للانتظار أكثر من شهرين، لافتا إلى أن حق ملكية المادة الفعالة انتهى السنة الماضية وبالتالى أى دولة تستطيع إنتاجه وبالفعل بدأت الصين تصنيعه وأرسلت كميات لتركيا وأمريكا، كما أعلنت في17 إبريل استخدامه فى 3 مستشفيات بالولايات المتحدة وبالتالى العالم كله بدأ تجربة الدواء وإذا أثبت فاعليته ولا توجد مضاعفات أو آثار جانبية نبدأ فى مصر استخدامه على كل المرضى.
ووفقًا لنائب مدير مستشفى النجيلة فإن اليابان أنتجت 5 آلاف جرعة من الأفيجان أوائل ابريل ومن المتوقع زيادة الإنتاج إلى 2 مليون جرعة خلال الشهر الحالي. مؤكدًا فى الوقت نفسه أن وجود الدواء لا يعنى النزول للشارع وفك الحظر، مؤكدا أن الإجراءات الاحترازية تقلل الوفيات 30% فالالتزام بالإجراءات الوقائية يقلل أعداد الإصابة ونسب الوفيات وعدم الالتزام والإهمال يرفع نسب الإصابة والوفيات ويخرج الوضع عن السيطرة.
من جانبه قال د. أشرف حاتم أستاذ الأمراض الصدرية ووزير الصحة الأسبق إن الدواء يختلف بين النوع والجنس، لذا فيتم التجريب على كل الجنسيات فيوجد تجربة على ٢٠٠ جنسية ثم يتوسع العدد أكثر ثم يصبح على الآلاف من دول تشارك فى التجريب، فكل اكتشاف يظهر عن دواء قديم تظهر دراسات أخرى ضده، وهكذا قد تكون حرب شركات لأن المراكز البحثية العالمية ذات الاسم تُمول من شركات الأدوية.
وأكد أن مصر لن تكتشف دواء جديدا ولكن ستقوم بتصنيع دواء مكتشف فعلاً وسيتم ضمه إلى بروتوكول علاج ومكافحة فيروس كورونا.